إسرائيل تقر اعتمادات بـ28 مليون دولار لمستوطنات في الضفة الغربية

خلافات بين وزراء الحكومة الإسرائيلية حول ضم مستوطنات ومدن لخريطة التفضيل القومي

TT

صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي أمس على «خريطة مناطق التفضيل القومي». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن 21 وزيرا صوتوا لصالح الخريطة بينما عارضها وزراء حزب العمل الخمسة.

وهاجم وزير العمل الإسرائيلي إيهود باراك خلال المناقشات في مجلس الوزراء الخريطة وحذر من أن بعض الأموال سوف تذهب إلى المتطرفين اليمنيين.

ومن المتوقع أن يثير هذا القرار موجة استياء بعد أسابيع على إعلان إسرائيل تعليقا جزئيا لمدة 10 أشهر في أعمال البناء الجديدة في المستوطنات إثر ضغوط أميركية شديدة.

وتنص الخطة على منح اعتمادات إضافية بقيمة 28 مليون دولار لنحو 110 آلاف مستوطن في عدد من مستوطنات الضفة الغربية، من أصل اعتمادات إجمالية لمجمل المناطق ذات «التفضيل القومي» بقيمة 41 مليون دولار (28 مليون يورو).

من جهة اخرى, تصاعد الخلاف بين وزراء وكتل الحكومة الإسرائيلية حول «خريطة مناطق التفضيل القومي»، التي أعلن عنها الأسبوع الماضي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد استجاب لطلب حزب العمل إرجاء التصويت على الخريطة, إلا أنه تم التصويت عليه أمس. وقال رئيس حزب العمل إيهود باراك أن حزبه يسعى إلى منح الأفضلية لمناطق بعيدة عن أواسط البلاد، ولا سيما الجليل والنقب. والقرار الحكومي يعني أنه سيكون بوسع الوزارات منح تفضيل وامتيازات وتحفيزات اقتصادية في مجال التربية والتعليم والسكن والعمل والبنى التحتية والمواصلات للبلدات والمدن التي ترد في القائمة.

وضمت القائمة المختلف عليها عددا من مستوطنات الضفة، وهو ما أثار ردود فعل فلسطينية وعربية وأوروبية منتقدة. ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية أن رسائل احتجاج وصلت لإسرائيل من جهات دولية مختلفة تنتقد الازدواجية في سياسة نتنياهو الذي أعلن قبل أسبوعين عن تجميد الاستيطان لفسح المجال للمفاوضات مع الفلسطينيين، ومن جانب آخر يسعى لتعزيز المستوطنات. وقالت يديعوت، إن رد مكتب رئيس الوزراء على هذه الانتقادات هو أن المستوطنات التي ضمنت في خريطة التفضيل القومي لا تشمل إقامة مبان جديدة فيها.

وحتى حزب العمل اعترض على شمل بعض المستوطنات التي يعيش فيها 110 آلاف مستوطن، وقال باراك، إن «بعض المستوطنات الصغيرة في الضفة الغربية تعدّ مصدرا لنشاطات متطرفة، ويجب عدم مكافأتها على ذلك من خلال شملها في الخريطة المذكورة». وحسب «يديعوت»، فإن باراك، يعتقد أنه ينبغي توجيه معظم الموارد الاقتصادية للجليل والجولان وليس في مستوطنات الضفة الغربية. ويرى أن تقديم العون لمستوطنات الضفة الغربية يمس في مصداقية إسرائيل في أوساط المجتمع الدولي، ويشكك في نية إسرائيل التوجه نحو المفاوضات مع الفلسطينيين. ويطالب باراك أيضا بضم مدينة «أشكلون» (المجدل) إلى قائمة البلدات التي ينبغي دعمها اقتصاديا لكونها تقع في مرمى الصواريخ الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة.

وأكد نتنياهو في مستهل جسلة الحكومة، أن «خريطة المناطق الأولى بالرعاية هي جزء من خطة الحكومة لدعم التجمعات السكنية البعيدة عن وسط البلاد، مشيرا إلى أنها تشمل نحو مليوني شخص، 40 بالمائة منهم مواطنون غير يهود».

وطالب حزب «يسرائيل بيتينو» بإدخال التكتل الاستيطاني «معاليه أدوميم» ومدينة أشكلون (المجدل) إلى خريطة التفضيل القومي. وهذا ما يسعى له أيضا رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان. أما حزب «شاس» فيطالب بضم المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنات قطاع غزة إلى الخطة، ويدرس وزراء حركة شاس إمكانية التصويت ضد الخريطة. وفي المقابل حذر مكتب رئيس الحكومة من أن عددا من مطالب الوزراء قد يواجه برفض من قبل المحكمة العليا. من جهة ثانية، هدد مستوطنون بمزيد من الهجمات ضد الفلسطينيين، انتقاما لسياسة التجميد الجزئي في المستوطنات التي قرضتها الحكومة الإسرائيلية أخيرا.

وبدأت هذه العمليات فعلا قبل يومين بإحراق مسجد قرية ياسوف القرية من نابلس، ومنع الجيش الإسرائيلي أمس، عددا من الحاخامات الإسرائيليين من زيارة المسجد الذي أحرقه المستوطنون الجمعة الماضي، بدعوى الحفاظ على حياتهم.

ويقف خلف هذه العمليات مجموعات من المستوطنين تعمل بشكل سري أعلن عن انطلاقتها في أغسطس )آب( العام الماضي، ورفعت شعار «جباية الثمن».

وقالت نشرة للمستوطنين وزعت في وقت سابق، إن «جباية الثمن» من الفلسطينيين ستنفذ ردا على خطوات تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ضد الحركة الاستيطانية.

وقال أحد أفراد تلك العصابات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، إن فكرة «جباية الثمن» تتلخص في العمل بإعداد قليلة غير منظمة، وأضاف «أن الشاباك ليس لديه قدرة على منع عدد قليل وغير منظم من تنفيذ العمليات. وحسب هذا المستوطن، فقد نشر أصحاب الفكرة في بداية انطلاقتها عدة نشرات إرشادية للناشطين كي يتمكنوا من الخروج لتنفيذ العمليات دون تنسيق مسبق.

وتؤكد الصحيفة أن عددا من الحاخامات أيدوا الفكرة بطرق مباشرة وغير مباشرة، مما منح دعما قويا لهؤلاء المستوطنين. ومن بين الحاخامات الذي أيدوا الفكرة، حاخام مستوطنة «يتسهار»، يوسف إليتسور.

ونشرت الصحيفة فحوى نشرة سرية وزعت على ناشطي تلك العصابات تطالبهم بتوخي الحذر أثناء تنفيذ عمليات الاعتداء ضد الفلسطينيين. وتطلب النشرة من المشاركين في الاعتداءات إبقاء هواتفهم النقالة في المنزل خلال تنفيذ الاعتداءات كي لا يتم تحديد مكان وجود صاحب الهاتف، ووضع غطاء على الوجه، وعدم إبقاء أي أثر في ساحة الاعتداء. وقال أحد سكان البؤر الاستيطانية، إن «العمليات يمكن أن تنفذ في يافا أيضا والناصرة والقدس وليس فقط في القرى العربية (في الضفة الغربية)».