فيلتمان: سأبحث في واشنطن إشراك دول الخليج في مفاوضات الملف النووي الإيراني

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية قال إن أي اتفاق محتمل مع إيران لن يكون على حساب دول الخليج

TT

أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أمس في المنامة أن أي اتفاق محتمل بين الدول الست الكبرى وإيران لن يكون على حساب دول الخليج، مشيرا إلى أهمية إشراك دول الخليج في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، ولمح إلى «عواقب» في حال تجاهلت طهران القوانين التي تحكم البرامج النووية.

وقال فيلتمان على هامش مشاركته في منتدى حول الأمن في الخليج نُظّم في المنامة إن «أي اتفاق محتمل بين الدول الست الكبرى وإيران حول ملفها النووي لن يكون على حساب دول الخليج». وأضاف: «هناك منظومة من القوانين والإجراءات التي تحكم البرامج النووية. إيران ببساطة تتجاهل هذه المنظومة. لا بد أن تكون لذلك عواقب».

وكان المسؤول الأميركي يرد على سؤال حول تصريحات وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التي انتقد فيها صيغة المفاوضات بين الدول الست المعنية بالملف الإيراني وإيران واقترح إشراك دول الخليج في هذه المفاوضات. وانتقد الوزير البحريني أول من أمس استبعاد دول الخليج من المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني، معتبرا أن فرض عقوبات على الشعب الإيراني ليس «أمرا عادلا». والدول الست هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وقال أيضا: «إذا كانت محادثات ستجري حول المنطقة والمنطقة ليست ممثلة فيها، فإن هذا يعني أن هناك من يتحدث من وراء ظهورنا. أحدهم يريد عقد صفقات فيما نحن غائبون عن تلك المحادثات. هذا خطأ جوهري يتعلق بصيغة المفاوضات. أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لفشل المفاوضات».

وخلص إلى القول: «الآن يريدون الانتقال من نظام خاطئ للمحادثات إلى فرض عقوبات على الشعب الإيراني. هذا ليس عادلا». وقال فيلتمان: «إنه قلق حقيقي لدى دول الخليج. إنهم قلقون من أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي يأتي على حسابهم. إنني أؤكد أن هذا لن يحدث».

وأضاف: «لقد أكدت للشيخ خالد، كما أن مسؤولين أميركيين كبارا قدموا تأكيدات، على أعلى المستويات لحكومات دول الخليج أننا نتفهم حقيقة أنهم هنا في هذه المنطقة، لديهم مصالح أمنية وسياسية جوهرية، ونحن لن نقوم بأي شيء على حساب تلك المصالح». ورحب فيلتمان باقتراح وزير خارجية البحرين حول إشراك دول المنطقة في المفاوضات مع إيران، موضحا: «سآخذ الاقتراح معي إلى واشنطن لنتأكد من أن واضعي سياساتنا يأخذونه في الاعتبار».

وأوضح: «إنني اتفق تماما مع حقيقة أنه يتعين علينا أن نأخذ مصالح دول الخليج في اعتبارنا في هذه المحادثات. لا ولن يمكننا تجاهل مصالحهم. البحرين لديها نصائح جيدة لنا. إنهم جيران إيران ولديهم علاقات دبلوماسية مع إيران على العكس منا. سنسعى للحصول على أفضل النصائح من دول الخليج لهذه المحادثات». وأوضح أنه «إذا أصبح للولايات المتحدة وإيران غدا علاقات جيدة أفضل مما هما عليه اليوم، فإن من المهم أن نبقي على علاقاتنا مع شركائنا العرب في الخليج. الخليج يمثل منطقة استراتيجية مهمة للعالم بسبب موقعه وثرواته النفطية، وأعتقد أن من مصلحتنا الإبقاء على علاقات شراكة قوية في المنطقة».

من جهة أخرى قال فيلتمان: «هناك منظومة من القوانين والإجراءات التي تحكم البرامج النووية. إيران ببساطة تتجاهل هذه المنظومة. لا بد أن تكون لذلك عواقبه». وأضاف: «العقوبات ليست الخيار المفضل، الخيار المفضل هو أن تستعيد إيران ثقة المجتمع الدولي بوسائل أخرى، لو قام الإيرانيون مثلا بتسليم وثائقهم والسماح لوكالة الطاقة (الذرية) بمقابلة المسؤولين عن منشأة قم النووية فإن ذلك كان سيكون خطوة لاستعادة الثقة». لكن فيلتمان اعتبر أن «العقوبات ليست مؤثرة إلى الحد الذي يدفع إيران لتغيير سلوكها، على الرغم من أنها أسهمت في رفع كلفة الاستثمار والتجارة في إيران ودفعت الشركات للتفكير مرتين قبل الدخول في السوق الإيرانية». وأوضح أنها «تدفع صناع السياسة الإيرانيين إلى التفكير مرتين قبل أن يقرروا أي طريق يسلكون».