كوبنهاغن: اجتماع مغلق لوزراء البيئة وبان «متفائل بحذر»

الشرطة الدنماركية منهمكة في ملاحقة المتظاهرين ثم إطلاقهم

TT

فيما شرع وزراء البيئة التابعون لـ48 بلدا، خلال اجتماع مغلق بكوبنهاغن أمس، دراسة مسودة اتفاق بشأن المناخ، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى وصوله إلى كوبنهاغن عن «تفاؤل حذر» بشأن نتائج المؤتمر المستمر حتى 18 من الشهر الحالي. وجاء هذا فيما بدت الشرطة الدنماركية منهمكة في ملاحقة المتظاهرين المطالبين باتفاق دولي بشأن المناخ، ثم إطلاق سراحهم بشكل متكرر.

وقال بان كي مون، لدى نزوله من الطائرة قادما من باريس لوكالة الصحافة الفرنسية: «أنا دائما متفائل لكنني حذر. إنني متفائل بحذر». وأضاف «علينا أن ننتظر نهاية المؤتمر لنرى إذا كان المؤتمر الخامس عشر للأمم المتحدة حول المناخ يريد فعلا توجيه رسالة» حول التغيرات المناخية. واعتبر أن الأسبوع الأول من الأعمال أتاح إعداد مسودة مشروع وأنها «بداية حسنة». وقال أيضا إن «كون الوزراء ورؤساء الدول يجتمعون (في كوبنهاغن) مؤشر حسن يدل على أن رسالة هامة يجب أن ترسل إلى كل واحد».

ووصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى كوبنهاغن في حين بدا الوزراء أمس يعكفون على إعداد مشروع اتفاق حول التغيرات المناخية يفترض أن يكون جاهزا الجمعة ليدخل حيز التطبيق في الأول من يناير (كانون الثاني) 2013.

من جهتها، أكدت رئيسة مؤتمر المناخ، الدنماركية كوني هيدغارد، أن التقدم المحرز خلال الأيام الستة الأولى للمؤتمر كان «رائعا» مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل شهرين. وأضافت: «لقد بدأت المفاوضات فعلا حول المسائل الأساسية»، ولكن «لا تزال أمامنا مهمة صعبة خلال الأيام القليلة المقبلة».

ويعتبر بعض المعلقين أن المؤتمر المنعقد في الاتفاقية الإطار للتغير المناخي التي رعتها الأمم المتحدة، هو الأهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وينعقد المؤتمر بهدف السيطرة على انبعاثات الغازات المسببة للارتفاع الحراري والناجمة عن احتراق الفحم الحجري والنفط والغاز عبر منع حرارة الشمس من الانعكاس وحبسها وزيادة حرارة جو الأرض.

وينقسم أعضاء المؤتمر إلى أربع مجموعات حول مشروع الاتفاق الجاري مناقشته تبعا لمصالح كل منها. وهذه المجموعات هي الدول النامية التي تطالب الدول الصناعية الغنية بخفض كبير وملزم لانبعاثاتها وبتمديد بروتوكول كيوتو وبمنحها مئات مليارات الدولارات لمساعدتها على مواجهة التغير المناخي. وتضم المجموعة الثانية الدول الكبيرة الناشئة التي تواجه ضغوطا لإعلان التزامات طموحة بصورة طوعية، وتمثل المجموعة الثالثة الولايات المتحدة التي تقوم بمراجعة سياسات المناخ المعتمدة في عهد بوش الذي رفض بروتوكول كيوتو، وتمارس ضغوطا على الاقتصاديات الصاعدة. وهناك أخيرا الاتحاد الأوروبي الذي يؤكد أنه يتقدم الجميع في خفض الانبعاثات والوعود التي قدمها على المدى القصير لمساعدة الدول الفقيرة. ويتردد الأوروبيون في التوقيع على اتفاق قبل أن تقدم الولايات المتحدة والدول الناشئة التزامات أكبر.

وفي حال سارت الأمور على ما يرام، سيختتم مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ بمشاركة 194 بلدا باتفاق تاريخي يصادق عليه 110 رئيس ورئيس حكومة بحضورهم الجلسة الختامية. ولكن ستعقد جولات أخرى من المفاوضات العام المقبل للاتفاق على التفاصيل الفنية الأساسية، التي يمكن تشبيهها بحقل مليء بالألغام السياسية.

بدورها، فرقت الشرطة الدنماركية أمس تظاهرة رددت شعارات معادية للرأسمالية في وسط كوبنهاغن واعتقلت نحو مائتي شخص، على ما أفاد متحدث باسم الشرطة. وأوضح المتحدث أن الشرطة ضبطت «أقنعة ضد الغاز وأغراضا أخرى غير مشروعة» في شاحنة صغيرة كانت ضمن موكب التظاهرة. ونقل المتظاهرون المعتقلون إلى مركز خاص أقامته الشرطة قرب كوبنهاغن حيث يمكن احتجازهم لفترة تصل إلى 12 ساعة. وضمت التظاهرة التي جرت بدعوة من ائتلاف «عدالة من أجل المناخ» (كلايمت آكشن جاستيس) بضع مئات الأشخاص سبق وأعتقل الكثيرون منهم أول من أمس خلال تظاهرة كبرى للمطالبة باتفاق طموح لمكافحة الاحتباس الحراري وأطلق سراحهم ليلا.