القوات السعودية تنجح في 6 أشهر في ضبط أكثر من 127 ألف متسلل من عدة جنسيات

قبائل دهم اليمنية تبرم اتفاقية لمنع التهريب وتغلغل الفكر الحوثي

حسن رياقة من مشايخ قبيلة دهم اليمنية وأحد الموقعين على الوثيقة («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن القوات السعودية تمكنت خلال الستة الأشهر الماضية في إلقاء القبض 127875 متسللا من عدة جنسيات أرادوا تخطي الحدود إلى داخل المملكة العربية السعودية من اليمن, بينهم عدد كبير من المتسللين والمهربين الذين ضبطت بحوزتهم متفجرات وسيارات. وأكد المصدر أنه خلال عمليات التمشيط تم ضبط 28 قطعة سلاح و13999 عيارا ناريا, إضافة إلى 30 كيلوغراما من المواد المتفجرة, وثماني أصابع ديناميت ومسدس قلم، وكشف أن عدد المهربين منهم 2206 فيما وصل عدد السيارات التي تم ضبطها في تلك العمليات إلى نحو 2140 سيارة استُغلّت في حمل المواد المهربة بالإضافة إلى الأشخاص.

من جانب آخر كشف مصدر سعودي مسؤول عن توقيع اتفاقية مع شركة تقنية متخصصة, لتوفير 40 كاميرا حرارية, تضاف إلى الكاميرات الحرارية الموجودة من قبل, والتي ستعمل للحد من عمليات التهريب والتسلل إلى داخل الأراضي السعودية. وفي الجانب الميداني ذكرت مصادر عسكرية مشاركة في القتال, أن القوات السعودية قامت أمس بعمليات مسح وتمشيط للبحث عن ألغام قام المتسللون بزرعها في محيط القرى والجبال الواقعة على الشريط الحدودي، كما أوضح المصدر أن اشتباكات دارت أمس أيضا مع عناصر من المتسللين الحوثيين على الشريط الحدودي يحملون أسلحة خفيفة, أسفرت عن القبض على عدد منهم، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الجوية والمدفعية السعودية عمليات القصف المركز التي استهدفت مخازن ومخابئ وتحصينات للمتسللين.

إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط أن قبائل دهم اليمنية أبرمت صباح الجمعة الماضي اتفاقية في ما بينها تهدف إلى منع التهريب والحد من الإرهاب وتتبرأ من أي فرد ينتمي إلى القبيلة ينجرف خلف الفكر الحوثي أو يتعاون معه، وهي خطوة تأييد واضحة للحكومة اليمنية ضد الحركة الحوثية. ورصدت «الشرق الأوسط» احتشاد أكثر من 1500 رجل ينتمون إلى قبائل دهم من ذو حسين في منطقة اليتمة على الحدود السعودية اليمنية، شاركوا في إبرام الاتفاقية التي كُتبت بخط اليد، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها.

وعزت مصادر السبب في إبرام الاتفاقية في هذا التوقيت إلى ظهور شخص يدعى أبو راس من ذو محمد من دهم في محافظة الجوف يدعو إلى الحركة الحوثية وأن اشتباكات وقعت منذ أيام بينه وبين قبائل ذو حسين، وقال فارس علي آل جريب لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاقية التي وقعت بين قبائل دهم تنص على إهدار دم ومال أي شخص يثبت أنه قام بعمليات تهريب المخدرات أو إيواء أي مطلوب والبراءة من أي شخص يناصر الحوثيين، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تهدف إلى إضعاف شوكة الفكر الحوثي ومنع أفراد القبيلة من الانضمام إليه. وقال إن قبيلة ذو حسين وضعت 3 مراكز في هضبة آل جعيد واليتمة لمنع التهريب وعدم مرور أي حوثي، متوقعا أن يتوقف التهريب بنسبة 100 في المائة بعد الاتفاقية وإبعاد الحوثيين من قراهم ومواطنهم.

من جانب آخر، ونيابة عن الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، نقل خالد القصيبي محافظ بيش تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني لأسرتي شهيدي الواجب الوكيل رقيب محمد الفارسي بمركز الخلاوية والنجوع والجندي المظلي عبد الله السعن بقرية الشريعة اللذين استُشهدا في أثناء المواجهات مع المتسللين على الحدود الجنوبية للمملكة، وعبّر محافظ بيش في أثناء زيارته لذوي الشهيدين عن فخر الجميع بالشهداء الأبطال سائلا الله تعالى أن يتقبلهم في واسع رحمته ومغفرته.