رئيس الاستخبارات اليمنية: طهران تدعم الحوثيين.. ولا تراجع في الحرب

قال إن اتفاقية الدوحة جعلت المتمردين يعتقدون أنهم ند أساسي للدولة

TT

وجهت اليمن أمس اتهاما رسميا لطهران بمسؤوليتها عن دعم المتمردين الحوثيين، الذين بدورهم يقودون تمردا عسكريا ضد السلطة منذ سنوات عدة، واتهم علي محمد الأنسي رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ورئيس مكتب الرئاسة، طهرانَ بأنها تدعم وتمول الحوثيين.

وفيما يتعلق بضبط خلية تجسس ثالثة جديدة لها علاقات مع إيران، قال الأنسي «لن نستبق الأحداث والأمر منظور لدى القضاء الآن»، كما دعا السلطات الإيرانية إلى «إدانة الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الحوثيون لتثبت نوايها الحسنة وموقفها تجاه التمرد»، مشيرا إلى أنه لا توجد أي اتصالات بين طهران وصنعاء لإيجاد قاعدة للحوار فيما بينهما.

ورفض منو شهر متقي وزير الخارجية الإيراني في أكثر من مناسبة، خلال مشاركته في «حوار المنامة» أول من أمس، إدانة التمرد الحوثي في اليمن، وبالرغم من تعدد المداخلات التي طلبت من الوزير الإيراني تفسير عدم إدانة طهران لتمرد داخلي، فإن متقي كان يؤكد دائما على رفض بلاده للعمليات العسكرية، مطالبا بإيقافها، لكن دون إدانة التمرد الحوثي. وخلال اليوم الأخير من منتدى حوار المنامة، قال الأنسي إن بلاده منحت الحوثيين عدة فرص لدمجهم ضمن نطاق الدولة اليمنية «إلا أنهم استمروا في انتهاج منطق الإرهاب ضد الأبرياء»، مشيدا بما تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي لبلاده من دعم في حربها ضد الإرهاب.

وفيما يتعلق بالوساطة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، رفض رئيس الاستخبارات اليمنية أي مبادرات لإجراء وساطات لإنهاء الحرب في اليمن، قائلا «من خلال تجاربنا السابقة في الحوار مع الحوثيين، والمبادرات التي قدمت، وتضمنت مبادرات وعفوا عاما للحوثيين، فقد تبين لنا أن الحوثيين استغلوها تماما في إعداد العدة وجمع السلاح وإعادة رص صفوفهم». واعتبر أن الحرب على الحوثيين حرب وطنية لا تراجع عنها، مؤكدا «أن الحوثيين ينفذون أجندة أجنبية ويصفون حسابات دول أجنبية على أراضينا، وهم يسعون جاهدين لإرجاع الوحدة إلى الوراء».

وهاجم الأنسي اتفاقية الدوحة مع الحوثيين، معلنا أنها «جعلت من الجماعات الحوثية تعتقد بأنها ندا أساسيا للدولة، كما أن الحوثيين لم يلتزموا بتطبيق أي بند من البنود المتفق عليها»، وأشار في الوقت ذاته إلى أن المتمردين يسعون لجر السعودية إلى الحرب لتوسيع نطاقها، إلا أن السعودية نجحت في قطع كافة السبل أمامهم وخصوصا التمويل الإرهابي.

ووصف الأنسي ظاهرة الإرهاب بأنها تعد من أخطر التحديات التي تواجه بلاده «نتيجة تنامي العمليات، وقد تأثر اليمن كغيره بهذه العمليات الإرهابية التي ألقت بظلالها على اليمن اقتصاديا وسياسيا، وإن الإرهابيين يستهدفون السياحة والمصالح الغربية في اليمن واستهداف الموظفين الغربيين، واليمن يسعى جاهدا للقضاء على الإرهاب، إلا أنه ما زال بحاجة إلى دعم إقليمي ودولي متواصل كونه شريكا فعالا مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب».

من جانبه، قال معصوم ستانكزاي مستشار الرئيس للشؤون الداخلية في أفغانستان، إن تحديد الرئيس الأميركي أوباما ليونيو (حزيران) 2011 لانسحاب القوات الأميركية من بلاده أثار بعض المخاوف والقلق، غير أن المسؤول الأفغاني اعتبر هذه الرسالة من جهة أخرى إيجابية للعديد من دول الجوار «التي كانت تتخوف أن يتحول وجود القوات إلى احتلال عسكري»، مشددا على أن تخفيض القوات الأميركية والدولية يتحدد بناء على الأوضاع الأمنية في أفغانستان.

وخلال جلسة تحت عنوان: «أفغانستان، وجنوب غرب آسيا والخليج»، قال معصوم إنه لا يمكن القول بأن إيران تدعم المتمردين «ولكن قد يكون هناك دعم وتعاون بين المهربين وبين المتمردين على الحدود، فإيران ساهمت بدور فعال ولعبت دورا أساسيا في بناء أفغانستان، وهي تعاني من ذات الظواهر الإرهابية وعدم استقرار الأمن أيضا، وإن أي تقدم للمستوى الأمني أو تراجعه في أفغانستان فإن انعكاسه سريع على إيران»، مضيفا «نشعر بمزيد من التفاؤل للعلاقات التي تجمعنا بطهران ونتطلع للمزيد من التعاون معها في مختلف المجالات».

وبحسب المسؤول الأفغاني، فإن بلاده تقع اليوم على قائمة اهتمام المجتمع الدولي، وبات ملحا أن نتعامل مع الوضع الأمني في أفغانستان وباكستان للتغلب عليه، «وثبت من خلال الخبرات أن الشعب الأفغاني يمكن أن يخرج من الأزمة»، مشيرا إلى أن هناك خطة تركز على وضع الأمن والسلام في أفغانستان على رأس قائمة الأولويات، «وينبغي أن نستخدم المنهج الشامل، وسنتعامل مع شركائنا من أجل تحقيق المزيد من الأمن».

أما وكيل وزارة الدفاع الألمانية للشؤون البرلمانية كريستيان شميت، فأكد أن مساهمة بلاده في الأمن الإقليمي مهمة للحكومة الألمانية، «وبما أن ألمانيا تعهدت بالوقوف إلى جانب أفغانستان، وقبل أن تتحول إلى مهمة دعم الناتو، كان علينا أن نساهم لدعم الاستقرار في باكستان وتعلمنا أن الأمن العام ووسائل الإعلام تأخذ في الاعتبار المساعدة العسكرية وألمانيا تأتي في المرتبة الثالثة في هذا الإطار».