السعودية تهدي ولي العهد في احتفاليته إنجاز تطهير أراضيها من المتسللين

النائب الثاني للأمير سلطان: بدعم خادم الحرمين ودعمكم أحبطنا أكثر من 200 عملية إرهابية

الأمير سلطان بن عبد العزيز خلال مشاركته للأمراء في أداء العرضة السعودية (تصوير: محمد الدوسري)
TT

وسط حضور شعبي كبير، احتفت الرياض أمس، بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، بعد رحلة علاجية استمرت أكثر من عام، وذلك في احتفال دعا له الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

وكان من أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اللذان رحب بهما الأمير نايف في كلمته المرتجلة التي ألقاها في هذه المناسبة، التي أقيمت بمقر الصالات الرياضية بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض.

ورحب النائب الثاني بالأمير سلطان قائلا «سيدي.. ترحب بك القلوب قبل الألسنة، فأهلا وسهلا بك في هذا المساء في وطنك وبين أبناء شعبك»، وخاطب ولي العهد قائلا «أحمد الله الذي رأيناك بيننا بصحة وعافية، وقوة دائمة إن شاء الله».

وأكد الأمير نايف على قدرة القوات المسلحة في حماية البلاد من أي اعتداءات خارجية تهدف إلى انتهاك السيادة وتدنيس الأرض، وقال أن هناك من البعض من حاول الاعتداء على حدود المملكة، مشددا على أن القوات السعودية قادرة على دحر كل من يفكر بالاعتداء ولو بشبر واحد على أراضي البلاد، مستشهدا في هذا السياق بحديث سابق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما قال «نحن لا نقبل أن ندخل شبرا من أراضي غيرنا ولكننا لا نسمح لأحد أن يدخل شبرا من أراضينا، فإما النصر أو الشهادة»، حيث علق النائب الثاني بالتأكيد «وهذا ما حصل».

وأعلن الأمير نايف بن عبد العزيز عن إحباط القوات الأمنية لأكثر من مائتي محاولة إرهابية، استهدفت مصالح حيوية، وبين أن بلاده مستهدفة لتمسكها بالإسلام عقيدة ومنهاجا ودستورا، منوها بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان للأجهزة الأمنية «وهو ما مكن رجال الأمن من أن يدحروا ويفشلوا كل الاستهدافات والأعمال الخارجة عن الإسلام من مدعي الإسلام والإسلام براء من ذلك». وأبدى النائب الثاني أسفه لتورط بعض المثقفين في مساعدة العناصر الإرهابية الذين قال إن «غالبيتهم مغرر به بالفكر وجمع الأموال».

وكشف الأمير نايف بن عبد العزيز أن كافة من يقفون خلف الأعمال الإرهابية هم تحت قبضة الأمن، وأمام القضاء الشرعي ليقول كلمته فيهم، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يسمى هؤلاء إلا «الخوارج». وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، سيدي: ترحب بك القلوب قبل الألسن فأهلا وسهلا بك، نرحب بك في هذا المساء المبارك، في وطنك، وبين أبناء شعبك، وأرحب بأخي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حيث كان له شرف مرافقتكم مدة علاجكم وراحتكم.

الحمد لله نرفع أكف الشكر والحمد لرب العزة والجلال الذي رأيناك بيننا وبجانب أخيك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يسرني أن أرحب بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وصحبه الكرام، كما أرحب بدولة رئيس الحكومة اللبنانية الأخ سعد الحريري، وأرحب بسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ورئيس هيئة كبار العلماء وأصحاب السمو الأمراء وجميع الحضور من المسؤولين في الدولة ومن وجه الوطن من جميع مناطق المملكة. سيدي: نحمد الله أن رأيناك بيننا في صحة وعافية وقوة دائمة إن شاء الله.

لقد أرسى الملك عبد العزيز رحمه الله هذه الدولة على أسس ثابتة من الإيمان محكما كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، مؤكدا أن هذا هو دستور هذه البلاد جامعا شمل الأمة ووحد القلوب في دولة واحدة ستظل قائمة إن شاء الله رافعة راية التوحيد لا اله إلا الله محمد رسول الله، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر.

وقد تسلم هذه الرسالة من بعده أولاده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعا وجزاهم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين، واليوم تسلم هذه الراية قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأنتم معه عضد أيمن لقيادة هذه البلاد والدولة العزيزة إلى مصاف الرقي والتقدم متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه كدستور لدولتكم العزيزة.

لقد أثبتت المملكة العربية السعودية بفضل القيادة الحكيمة وبفضل التفاف الشعب حول قيادته رسوخها وثباتها أمام التيارات المتضاربة في العالم. لقد أمّ بلادكم العزيزة كل قادة العالم خلال العامين الماضيين، أتوا إلى هنا ليتشاوروا مع قيادة المملكة وليرسخوا علاقاتها في كل المجالات على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، نحمد الله في هذه الظروف التي يعيشها العالم أن المملكة العربية السعودية تعيش في استقرار وأمن ونمو اقتصادي مشهود ونمو في كل المجالات ولولا الاستقرار لما حصل ذلك.

الحمد لله في هذا العهد الزاهر وقبله افتتحت عشرات الجامعات والمعاهد وابتعث آلاف بل عشرات آلاف الطلاب إلى أرقى جامعات العالم لينهلوا من المعرفة والعلوم والتقنية الحديثة، وهذا مفتوح لكل مواطن سعودي.

سيدي: لا شك أن المملكة العربية السعودية دولة مستهدفة لتمسكها بالإسلام عقيدة ومنهجا ودستورا وهذا أمر معلوم، ولكن الحمد لله وبفضل القيادة الرشيدة والدعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سموكم تمكن رجال أمنكم أن يدحروا ويفشلوا كل الاستهدافات والأعمال الخارجة عن الإسلام وهم مدعون الإسلام والإسلام براء من ذلك، وللأسف أن غالبيتهم من شباب غرر بهم من أبناء هذا الوطن وبعض ممن يحملون الثقافة ساعدوهم بالفكر وجمع الأموال.

وقد تمكنت قواتكم الأمنية معتمدة على الله عز وجل مؤمنة به وأفشلت كل المحاولات التي زادت عن 200 محاولة رخصوا الأرواح في سبيل هذا الواجب، والحمد لله كل من فعل ذلك تحت قبضة الأمن وأمام القضاء الشرعي ليقول كلمته.

ولا يمكن أن يسمى هؤلاء تسمية خلاف بالخوارج، هم خوارج خرجوا عن الدين وهم كما في القول المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (سيأتي قوم يقولون ما تقولون بألسنتكم، ويمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية).

سيدي: لقد حاول البعض أن يعتدي على حدود المملكة لكن هناك قوات مسلحة قادرة بإذن الله بجميع قطاعاتها البرية والبحرية والجوية على دحر كل من يفكر بالاعتداء ولو بشبر واحد على أراضي المملكة، وقد قالها قائدنا خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك عبد الله حفظه الله: «نحن لا نقبل أن ندخل شبرا من أراضي غيرنا ولكننا لا نسمح لأحد أن يدخل شبرا من أراضينا فإما النصر أو الشهادة»، وهذا ما حصل، وهذا ما تقوم به القوات المسلحة وحرس الحدود وإن شاء الله كل من يريد هذا الوطن بشر فهو مدحور إن شاء الله.

سيدي: أهلا وسهلا بكم يا سيدي وهنيئا لشعب المملكة رجالا ونساء بقدومكم بكمال صحتكم وعافيتكم وسلامتكم وإن شاء الله ستبقى عضدا أيمن قويا إلى جانب أخيكم قائد هذه الأمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وشارك العاهل البحريني في أداء العرضة السعودية التي أقيمت ابتهاجا بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي شارك الحضور في أدائها يتقدمهم الأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني، كما شارك في أداء العرضة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمراء، ثم حضر الجميع حفل العشاء الذي أقامه الأمير نايف بن عبد العزيز بهذه المناسبة.

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين حرص على حضور هذه المناسبة، حيث وصل إلى الرياض في وقت سابق أمس، وتقدم مستقبليه بمطار الملك خالد الدولي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، وأكد العاهل البحريني لوكالة الأنباء السعودية أنه أتى للرياض للاحتفاء بمقدم ولي العهد السعودي، وقال «نأتي إلى الرياض العزيزة عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي نعتبرها بيت العرب الكبير ومقصد العرب أجمعين لما لها من دور إيجابي بناء في لم الشمل العربي ومجابهة القضايا العربية والإسلامية بالحكمة والاعتدال وبعد النظر وتمنحها القيادة الحكيمة والشجاعة للأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ريادة عربية متقدمة ومنشودة بين الأشقاء كافة»، وأضاف «نأتي إلى الرياض مدينة العز والخير لنبارك لخادم الحرمين الشريفين بعودة ولي عهده الميمونة ونشارك في الاحتفاء السعيد بمناسبة عودة الأخ العزيز الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام من رحلة العلاج سالما غانما معافى بحمد الله وفضله لمواصلة مسيرته المباركة في خدمة دينه ووطنه وأمته، وهي المسيرة التي امتدت لعهود وعقود، كما نحضر ونشارك في هذا الاحتفال التاريخي الذي بادر إليه الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بهذه المناسبة الميمونة».

وتابع القول «وإذ يعود سموه إلى أرض وطنه في غمرة أطيب الأمنيات وأخلص الدعوات فإنه لا يعود إلى مجرد أمكنة غادرها فحسب وإنما إلى قلوب عامرة بحبه تحتضنه ببالغ التقدير والعرفان فأهلا بمقدم سموه الكريم إلى داره العربية وأهله المخلصين الداعين له بطول العمر وبالصحة والعافية وعودا حميدا على الرحب والسعة».

وكان في استقبال ولي العهد السعودي وضيفه عاهل البحرين، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إسبانيا، والأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، فيما حضر الحفل الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير عبد الله بن محمد بن عبد ا لعزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن عبد الله بن محمد، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، وأمراء المناطق، والأمراء، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، والشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع غفير من المواطنين.