زاهي حواس: مصر تعوم فوق بحر من الكنوز الأثرية

قال لـ«الشرق الأوسط» علم الآثار لا يعرف التخمينات.. و80% من الاكتشافات جاءت بطريق الصدفة

زاهي حواس
TT

البعض يراه مغامرا يرتدى الجينز مع قبعة البطل الأميركي إنديانا جونز، ويلقبه بحارس الفراعنة، ويتفق على اختياره أكثر من مرة ضمن أهم 100 شخصية في العالم، ويراه وجها وطنيا، وآخرون يختلفون معه، ويقولون إنه «يعشق الأضواء أكثر»، لكنك في النهاية لا تملك عند الجلوس أمامه غير الإعجاب بتفكيره العملي واكتشافاته التي لا تتوقف، وكأنه على موعد مع الحظ، وهو حواس: غالبا حواس: السبب الرئيسي وراء نجاحه. وتم قطع الحديث معه أكثر من مرة وإيقاف التسجيل أثناء حواري معه على أحد مقاهي ادجوار بوسط لندن، بسبب المارة الذين جاءوا للتحية والسلام على حواس الذي جاء إلى عاصمة الضباب مطالبا بعودة حجر رشيد. وأثار إصرار حواس على استرداد حق مصر التاريخي، لا سيما رأس نفرتيتي وحجر رشيد وغيرهما، ردود فعل غاضبة من جانب مديري المتاحف العالمية، التي تضم هذه الآثار، لدرجة أن بعض الصحف الغربية أطلقت عليه لقب «مرعب المتاحف». وعندما كان الدكتور زاهي حواس الأمين العام لهيئة الآثار المصرية يتحدث عن فراعنة مصر أمام عدد من الصحافيين الغربيين والمسؤولين الأجانب في المتحف البريطاني في حفل توقيع كتابيه «الرحلة السرية» و«في المتحف المصري.. مع حواس» الأسبوع الماضي، كنت أرى الافتتان والعشق ينطبع على وجهه وهو يتكلم عن أحمس الأول محرر مصر من الهكسوس، ورمسيس الثاني ثالث فراعنة الأسرة الـ19، ومشيد التحفة الرائعة معبدي أبو سمبل المنحوت في الصخر وصاحب مسلة ميدان الكونكورد في باريس، وللصدفة جاء تقديمه من قبل مدير المتحف البريطاني تحت تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني بوسط قاعة الآثار المصرية، وتحدث بإيجاز عن أمنحتب الثاني وأمنحتب الثالث اللذين شهد عصرهما أعظم نهضة فنية مصرية‏،‏ ‏ ومن بعدهما حور محب القائد الشجاع الذي اعتلى عرش مصر في وقت محنة وزمن عصيب بعد أن انهارت دولة إخناتون وتعاليمه. والحارس على بوابات تاريخ مصر هو القوة المحركة خلف خطط إقامة 19 متحفا جديدا، على الرغم من أنه يؤكد أن المتحف المصري الكبير الذي سيفتتح بعد عدة أعوام هو أحد أحلام وزير الثقافة المصري فاروق حسني. وكان محور حديث الدكتور حواس مع «الشرق الأوسط» حول حجر رشيد مفتاح الحضارة المصرية القديمة ويدور حول مومياء الملك الشاب توت عنخ آمون الذي لقي حتفه في التاسعة عشرة من العمر، التي يبلغ عمرها 3300 عام. بعض الصحافيين الغربيين أطلقوا على زاهي حواس لقب «إنديانا جونز» وهو عالم الآثار في سلسة أفلام الممثل الأميركي هاريسون فورد الباحث تاريخ الأقدمين. وقال حواس إنه يعتزم أن يطلب من المتحف البريطاني تسليم حجر رشيد لبلاده. وكان ذلك الحجر الأثري عاملا رئيسيا في فك رموز اللغة الهيروغليفية المنقوشة على مقابر الفراعنة وهو واحد من ستة آثار قديمة قال عالم الآثار المصري حواس إن بلاده تريد استعادتها من متاحف في أنحاء العالم.

وأوضح حواس لـ«الشرق الأوسط» قبل أن يغادر العاصمة البريطانية: «لم أكتب بعد للمتحف البريطاني لكني سأفعل ذلك. سأبلغهم أننا نحتاج أن يعود حجر رشيد إلى مصر للأبد. المتحف البريطاني به مئات الآلاف من القطع الأثرية في الطابق السفلي وفي المعارض. لا أريد سوى عودة قطعة واحدة.. حجر رشيد. إنها رمز هويتنا المصرية ويجب أن يكون موطنها مصر». وأكد حواس أن لديه سجلا كاملا للآثار المصرية المسروقة قائلا: «لدينا دليل، ودليل مباشر، يثبت ما سُرق بالتحديد، فكل تاريخنا ومكانتنا تسرق منا، ومن المهم بالنسبة للمصريين أن تعود هذه الآثار إلى بلدهم».

ورأى عالم الآثار أن بريطانيا لا تقدر حقا قيمة حجر رشيد، واتهم المسؤولين فيها بالإبقاء على الحجر في غرفة مظلمة سيئة حتى طلب استعادته، «فأصبح فجأة حجر رشيد مهما بالنسبة لهم».

واكتشف جيش نابليون حجر رشيد الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أقدام ونصف القدم عام 1799، وهو يعود إلى عام 196 قبل الميلاد. وحازته بريطانيا بعد هزيمة نابليون بموجب معاهدة الإسكندرية عام 1801. وسبق أن أعلن حواس أنه يريد إعادة الحجر لمصر ويريد الآن تحقيق ذلك عبر القنوات الرسمية. ويريد كذلك استعادة رأس نفرتيتي من متحف برلين الجديد وتمثال المهندس هيميونو، الذي بنى الهرم الأكبر، المعروض في متحف رويمر ـ بليزايوس في هيلدشايم في ألمانيا، ولوحة من معبد دندرة معروضة في متحف اللوفر في باريس، والتمثال النصفي للمهندس الذي بنى هرم خفرع من متحف الفنون الجميلة في بوسطن بالولايات المتحدة، وتمثال رمسيس الثاني من متحف «إيجيتسيو»، المتحف المصري، بتورينو في إيطاليا. ويوجد حجر رشيد الذي عليه نقوش هيروغليفية وديموطيقية ويونانية في المتحف البريطاني منذ عام 1802 ويشكل عنصر الجذب الرئيسي في مجموعة القطع المصرية في المتحف ويجذب ملايين الزوار كل عام. وكان حواس قد طالب باستعارة الحجر خلال افتتاح المتحف الجديد في الجيزة عام 2012 لكنه قال إنه لم يعد يقبل سوى استعادته. وأكد حواس أن مصر تعوم على بحر من الكنوز الأثرية، مشيرا إلى أن 70 في المائة من آثار مصر لم تكتشف بعد وما زالت في باطن الأرض، مشيرا إلى أن «80 من الآثار الفرعونية تم اكتشافها بطريق الصدفة». وقال: «على الرغم من وفرة الآثار المصرية في المقابر والمتاحف العالمية والمصرية، فإن أرض مصر ما زالت تعج بالمئات من المواقع البكر التي لم تكتشف بعد من فرعونية وإسلامية وقبطية ورومانية ويونانية». وقال إن الآثار المصرية ليست ملكا فقط لمصر بل لكل العالم باعتبارها تراثا حضاريا نادرا وغنيا. وأوضح أنه سيركز خلال الأسابيع القادمة على محاولة كشف مقبرة عنخ اس آمون زوجة الفرعون «آي» وهي المقبرة رقم 64 في وادي الملوك، وقال إنها كانت زوجة الفرعون توت عنخ آمون ثم تزوجت بعد وفاة الفرعون الشاب من الفرعون «آي». كذلك أوضح أن هناك نتائج اكتشافات ستعلن قريبا تخص الفرعون رمسيس الثاني عبر استخدام تقنية البصمة الوراثية. وأشار إلى أن الأعمال الأثرية لا تتوقف من أجل كشف أسرار هرم خوفو، بالكشف عما وراء الأبواب السرية. وهناك جهود تبذل في الوقت ذاته لكشف مقبرتي الملكة كليوباترا والقائد الروماني مارك أنطونيو بالتعاون مع بعثة آثار دومينكانية، في منطقة تبعد عن الإسكندرية 50 كيلومترا. وتحدث عن مؤتمر صحافي سيعقده بعد أسبوعين لإعلان الكشف عن عائلة توت عنخ آمون. وارتبط اسم حواس باكتشاف مومياوات الواحات البحرية، وتشكل هذه المومياوات جزءا من بين 400 ـ 500 مومياء تم تحديد موقعها في ذلك الجزء من مصر الذي يعرف باسم وادي المومياوات الذهبية، الذي يعتقد أنه يضم في ثناياه الآلاف من المومياوات.

وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يعثر فيها المنقبون المصريون فيها على مومياوات تجسد تعبيرات الوجوه. وقال إن تاريخ المومياوات المكتشفة يرجع إلى 1800 عام خلت، وبالتحديد الحقبة الإغريقية الرومانية. ويعتقد أن مدينة الموتى المكتشفة في الواحات البحرية تضم عشرة آلاف مومياء، اكتشف منها 300 حتى الآن.

وتغطي مقبرة الواحات البحرية مساحة قدرها ميلين مربعين، ويعود تاريخها إلى 330 و400 سنة قبل الميلاد. وقد دفنت تلك المومياوات عندما كان يسكن في المدينة نحو 500 ألف نسمة، في حين بلغ تعداد سكان مصر في تلك الفترة سبعة ملايين شخص. وقال حواس إنه لم يحب الدولة الحديثة من التاريخ المصري القديم على الرغم من أنها أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية التي تظهر على حوائط المعابد كالكرنك والأقصر وأبو سمبل، ومن أبرز عهود تلك الدولة عهد تحتمس الأول الذي تعتبر فترة حكمه نقطة تحول في بناء الهرم ليكون مقبرة في باطن الجبل في البر الغربي بالأقصر تتسم بالغنى والجمال في أثاثها الجنائزي ويظهر ذلك في مقبرة الملك توت عنخ آمون، ولكنه يشعر بانسجام أكبر مع «الدولة القديمة» التي عمل حارسا على بوابتها كمدير لأهرام الجيزة لأكثر من عشرين عاما قبل أن ينتقل إلى منصبه الحالي كمسؤول أول عن آثار مصر. وتعد أهرامات الجيزة الثلاثة التي أقيمت في عهد الأسرة الرابعة أشهر الأهرامات وأهمها في مصر الفرعونية، كذلك تمثال أبو الهول الذي تتجلى فيه قدرة الفنان المصري على الإبداع. وتبلغ الأهرامات التي بنيت لتكون مثوى للفراعنة 97 هرما. وتحدث حواس عن المومياوات واكتشافاته الأثرية منذ عمله لفترة تزيد على عشرين عاما مديرا لمنطقة أهرامات الجيزة قبل توليه رئاسة هيئة الآثار المصرية، وإنجازاته خلال تلك الفترة بالعديد من القرارات التي كان لها أبلغ الأثر في حماية الآثار المصرية من الاندثار. وتحدث حواس عن حياته في أسرة من أبناء الطبقة المتوسطة في قرية العبيدية بدمياط قبل أن يلتحق بقسم الآثار بكلية الآداب عقب دراسته للقانون لمدة أسبوع وتحوله لدراسة الآثار التي كرهها بعد حصوله على درجة الليسانس من جامعة الإسكندرية عام 1976 وفشله في امتحان السلك الدبلوماسي قبل التحاقه بالدراسات العليا بجامعة القاهرة وحصوله على درجة الدبلوم حتى حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة بنسلفانيا عام 1987. ويقول: «ما زلت أذكر الممتحن في الخارجية، وكان ضابطا سابقا التحق بالسلك الدبلوماسي، وهو يسألني عن علاقة الآثار بالعمل في الخارجية، ورددت عليه بعفوية عن علاقة الجيش بالسلك الدبلوماسي، ورسبت في الامتحان الشفوي»، ويضيف: «كنت أحلم أن أكون محاميا مشهورا مثل كمال الشناوي في أغلب أفلامه وهو يدافع عن المظلومين وتحيط به الحسناوات في كل مكان». «لعنة الفراعنة»

* وتطرق العالم الأثري إلى «لعنة الفراعنة» التي ولدت مع اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون» التي اكتشفها العالم البريطاني هيوارد كارتر في وادي الملوك في شهر نوفمبر عام 1922، وشد حواس الانتباه من واقع خبرته الطويلة عند فتح المقابر القديمة قبل اكتشاف المومياوات التي ارتبطت باسمه في صحراء مصر. وقال إنه عندما ذهب إلى الأقصر للكشف عن مومياء توت عنخ آمون في الطريق تلقى اتصالا على الجوال من شقيقته تبلغه بموت زوجها، وفي داخل المقبرة انقطع السلك الكهربي وأصابه ماس كهربائي وأغمي عليه لعدة ثوان، وكاد أن يصدق بلعنة الفراعنة، وهبت ريح عاتية أرعبت بعثة صحافية يابانية كانت تنتظره عند مدخل المقبرة. وقال إنه ينصح «الأثريين الشبان قبل النزول إلى المقابر المكتشفة بعدم حلق لحاهم حتى لا تتسرب الجراثيم والميكروبات المخزنة منذ آلاف السنين إلى مسام الجلد». وقال حواس إنه: «يكره المومياوات، ولكن الله وضعها في طريقه وكتشف منها العشرات». ويضيف أنه يتمتع أيضا بحب المهنة والإخلاص لها. وكانت «لعنة الفراعنة» ظهرت على شكل موت غريب لكل من دخل مقبرة «توت عنخ آمون»، أو لمس التابوت أو سرق محتويات المقبرة. أما اللعنة فكانت موتا مفاجئا. ويسبق الموت نوع من الحمى والهلوسة والعرق ثم الموت. وقد شجع على انتشار هذه الخرافة أو الحقيقة أن بعض المقابر ظهرت على مداخلها عبارات تحذر من يتجرأ على سلام وجلال الموت الملكي. كأن يقال: «يا داخل هذا المكان الموت لك..» أو: «لا تتجاوز هذه العتبة وإلا كان موتك محققا». وأجاب حواس ردا على سؤال من أحد الصحافيين بقوله إن «اللعنة خرافة صنعها الإعلام». وأضاف أنه وضع على عاتقه منذ تولي منصبه أمينا عاما لهيئة الآثار المصرية قبل ثلاثة أعوام حماية الآثار المصرية سواء الفرعونية أو الإسلامية أو القبطية وفتح مزيد من المتاحف بجميع المدن المصرية.

وأفاد أنه يضع ضمن خطته أيضا عودة الآثار المصرية الموجودة في الخارج مثل حجر رشيد المحفوظ في المتحف البريطاني بوسط لندن، ورأس تمثال نفرتيتي المحفوظ في متحف برلين، حتى على سبيل الإعارة حتى يراها أبناء الشعب المصري. وأوضح أنه في عهده تم وضع خطة 13 متحفا جديدا في سقارة ومتحف «التماسيح» في كوم امبو والغردقة ومتحف «الحضارة» في الفسطاط و«المتحف الكبير»، وضمن تلك المتاحف ستكون هناك قاعات سينما لعرض أفلام عن حياة الملوك العظماء الذين حكموا مصر. وقال إنه أنشأ منذ توليه منصبه إدارتين جديدتين؛ الأولى للبعثات الأجنبية تتولى متابعة أعمال البعثات في مجالات الحفائر والتسجيل والترميم والنشر، أما الثانية فتكون مختصة باستعادة الآثار المسروقة وستبدأ عملها بجرد المتاحف لتحديد المسروق من كل متحف. وأوضح أن في علم الآثار لا يوجد مكان للتكهنات أو التخمينات مثلما فعلت عالمة الآثار البريطانية جوان فلتشر عام 2003 عندما أشارت إلى احتمال عثورها على مومياء للملكة نفرتيتي أشهر ملكات مصر التي عاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، مخبأة داخل المقبرة رقم 35 بوادي الملوك، والملكة نفرتيتي، وتعني باللغة المصرية القديمة «الجميلة التي جاءت»، هي زوجة الملك إخناتون، الذي حكم مصر في الفترة من 1353 ـ 1363 قبل الميلاد خلال فترة تاريخية يطلق عليها «فترة العمارنة». يذكر أن دراسات في السبعينات أشارت إلى أن نفرتيتي استمرت في حكم مصر بعد وفاة زوجها إخناتون.

توت عنخ آمون

* وأشار الدكتور حواس إلى أن الفرعون المصري القديم توت عنخ آمون لم يقتل، وأن المضاعفات التي أصيب بها نتيجة كسر في ساقه ربما كانت السبب في وفاته المفاجئة وهو في التاسعة عشرة من العمر. وأعرب الباحثون عن أملهم في أن يؤدي هذا الاكتشاف الجديد إلى أن تترك مومياء الفرعون التي يبلغ عمرها 3300 سنة في حالها. وقال إن الأشعة المقطعية التي أجريت على مومياء توت عنخ آمون كانت تحت إشراف فريق مصري خالص متخصص. وقال إنه بعد تعريض مومياء الملك الشاب للأشعة المقطعية تلقى الآلاف من الرسائل من طلبة صغار سن ومواطنين ومتخصصين ومليونيرات يسألون عن توت عنخ آمون. وأعرب عن اعتقاده بأن توت عنخ آمون ربما أصيب بكسر في ساقه قبل وفاته بوقت قليل. واعتلى توت عنخ آمون عرش مصر أثناء فترة مضطربة من تاريخ البلاد بدأت بعد فترة قصيرة من وفاة إخناتون الذي آمن بوجود إله واحد عام 1362 قبل الميلاد الذي من المحتمل أن يكون والد توت عنخ آمون. حواس في سطور

* يذكر أن الدكتور زاهي حواس قد ولد في قرية العبيدية، مركز فارسكور بمحافظة دمياط في الثامن والعشرين من شهر مايو (أيار) 1947. و تخرج في قسم الآثار اليونانية والرومانية في جامعة الإسكندرية 1967، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الآثار المصرية القديمة عام 1980، وحصل على منحة الفولبرايت عام 1980. ثم حصل على درجة الماجستير في آثار مصر القديمة وآثار سورية وفلسطين من جامعة بنسلفانيا الأميركية عام 1983. ومنحة التفوق عام 1986 م. ثم حصل على دكتوراه الفلسفة من الجامعة نفسها عام 1987 عن عصر الأهرام. ويعتبر الآن أعظم متخصص في هذا العصر في العالم كله.

وقد بدأ حياته العملية عام 1968 مفتشا لآثار «تونا الجبل» ثم إدفو وغرب الإسكندرية وأبو سمبل وإمبابة وأهرام الجيزة والواحات البحرية، حتى صار كبيرا لمفتشي آثار الجيزة بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية وحصوله على درجة الماجستير عام 1987. وقد رافق البعثات الأجنبية في مواقع عديدة في أرض مصر، وقام بالعديد من أعمال الحفائر في «تونا الجبل» و«كوم أبوللو» ومرمدة بني سلامة ونزلة السمان وأبو رواش أمام معبد «أبو الهول» وأشرف على أعمال الحفائر في منطقة كفر الجبل والجبانة الغربية لهرم «خوفو» وحفائر بني يوسف ونزلة البطران والحفائر المجاورة للملكة «لايبون» بسقارة والحفائر التي أمام معبد الوادي لهرم خفرع وحفائر هرم الملك منكاورع بالجيزة.

ويشغل عضوية كثير من اللجان العلمية مثل عضويته باللجنة الدائمة للآثار المصرية، واللجنة العليا لتطوير هضبة الأهرام، والمجالس القومية المتخصصة، واللجنة العليا لترميم «أبو الهول»، ومجلس الصوت والضوء، ولجنتي التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ومعهد الآثار الألماني، ومجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، ومتحف الفنون الجميلة ببوسطن. ويقول حواس: «أعتقد أنه كان من حسن حظي أن أقيم لسنوات في استراحة جميلة أمام هرم الملك خوفو مباشرة، حيث كنت أستيقظ من النوم مع شروق الشمس لأشاهد هذا المبنى العظيم وأراه أيضا مع الغروب، فكنت أرى هذا الهرم في شكل جديد كل يوم، وكنت في بعض الأحيان أجلس أمام الاستراحة لأتأمل هذا المبنى المعماري، ولذلك بدأ الحفر منذ عام 1997 وحتى الآن بجوار هرم الملك خوفو، وكانت لهذه الاكتشافات التي قمنا بها أهمية خاصة لأنها عبارة عن أدلة جديدة تكشف لأول مرة عن بناء الهرم، ومن أهم هذه الاكتشافات كان الهرم العقائدي الذي عثرنا عليه بجوار الهرم، وكذلك الورشة، والطريق الصاعد، وبقايا معبد الوادي، بالإضافة إلى القرية التي عاش فيها العمال والفنانون، ومقابر العمال بناة الأهرام، ومنطقة الإدارة التي كانت مخصصة لصناعة الخبز والعِجَّة والمعادن وتجفيف الأسماك.