مفقود في قائمة «كارثة جدة» يعود بعد 22 يوما.. والأمن يحقق

تمهيدا لصرف التعويضات.. «لجان التقدير» تباشر أعمالها بعد إيقاف حصر الأضرار

طفلتان من ذوي الاحتياجات الخاصة تقدمان مساعدات للمتضررين من السيول («الشرق الأوسط»)
TT

في حادثة لافتة، أعلنت الجهات الأمنية السعودية عن انخفاض عدد المفقودين في كارثة سيول جدة إلى 39 مفقودا بعد تراجع أسرة أحدهم يوم أمس عن بلاغ فقدان ابنهم المدعو حمود مسيفير البقمي، إثر عودته إليهم بعد 22 يوما من وقوع الكارثة.

ولا تزال الأجهزة الأمنية تحقق في أسباب غياب المفقود العائد، والذي تم إسقاطه من قائمة المفقودين أمس وذلك عقب تقدّم أحد أقاربه للدفاع المدني وإعلامهم بأنه على قيد الحياة.

وأوضح العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة أنه تم العثور على شاب سعودي، إلا أن معلومات اختفائه طيلة الفترة الماضية ما زالت متضاربة حتى الآن، مشيرا إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة للتأكد من غيابه والتأخر في الإبلاغ عن وجوده خلال الفترة الماضية.

وقال القرني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: لا تزال الأدلة الجنائية تعمل على أخذ عينات الحمض النووي DNA من ذوي المفقودين في ظل وجود 25 جثة مجهولة لم يتم التعرف عليها، غير أن النتائج لم تظهر بعد، لافتا إلى أن عدد ضحايا سيول جدة لم يزد على 121 قتيلا حتى الآن.

وفي السياق ذاته بدأت لجان تقدير الأضرار عملها أمس، بعد إيقاف الحصر بهدف البدء في صرف التعويضات للمتضررين بحسب الأمر الملكي الصادر، وذلك بحسب ما ذكره مصدر مسؤول في الدفاع المدني «فضّل عدم ذكر اسمه». وقال المصدر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن لجنة تقدير الأضرار مشكّلة من وزارتي الداخلية والمالية من أجل رفع تقديراتها إلى ولاة الأمر للبدء في صرف التعويضات، غير أن ذلك سيستغرق وقتا، مؤكدا على أن تلك اللجنة تعمل على قدم وساق.

وأرجع سبب تزايد أعداد الأسر التي تم إيواؤها إلى احتمالية وجود بعض منهم خارج المنطقة أو جهلهم بالإجراءات، الأمر الذي يجعلهم ينتظرون قدوم اللجان إليهم لاستكمال الخطوات وإنهائها وفق التوجيهات الملكية.

وبالعودة إلى القرني، مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة، فقد أفاد بأن عدد العقارات المتضررة التي تم حصرها بلغ نحو 11 ألفا و932، فيما وصل عدد السيارات إلى حوالي 10 آلاف و999 سيارة.

وأضاف: بدأت لجان التقدير عملها منذ إيقاف حصر الأضرار، غير أن النقاط الثماني التي وضعها الدفاع المدني لاستقبال المتضررين الذين لم يتم حصر أضرار ممتلكاتهم خلال الفترة الماضية ما زالت مستمرة رغم أنها لم تعد تشهد قدوم أعداد كبيرة إليها، مؤكدا صعوبة استمرار اللجان في حصر الأضرار لما يترتب عليه من تأخر في صرف التعويضات.

وأشار إلى وجود آلية منظمة لدى لجان تقدير الأضرار، التي تم وضعها من قبل وزارتي المالية والداخلية، غير أن تلك الآلية تحتاج إلى وقت في ظل تطبيقها على أكثر من 22 ألفا كإجمالي للأضرار التي تم حصرها، مبينا أن أعمال التقدير ستستمر بشكل متواصل حتى يتم الانتهاء من التعويض.

وحول عودة الأسر المتضررة التي تم إيواؤها إلى منازلهم، ذكر العميد محمد القرني أنه لم يعد أحد منهم حتى الآن، إلى جانب استمرار لجان المساكن في وقوفها مع المتضررين على مساكنهم والتأكد من ملكياتهم لها، مضيفا أنه سيتم إسكانهم لمرحلة ثانية حتى الانتهاء من تهيئة أحيائهم بالكامل.

من جهته كشف مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن ترسية عقد مع إحدى الشركات الوطنية المتخصصة خلال الشهر المقبل بشأن تصريف المياه الجوفية الموجودة في حي العليا الواقع بجنوب جدة.

وأوضح أحمد الغامدي، مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة، أن ذلك الحي، الذي يعد من الأحياء الجديدة، شهد ارتفاعا في منسوب مياهه الجوفية بعد هطول الأمطار نتيجة عدم استكمال شبكات تصريف المياه به. وقال الغامدي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: تم الانتهاء من نظافة شوارعه الرئيسية والداخلية، إلى جانب استمرار العمل على ردم المستنقعات الموجودة فيه، لافتا إلى أنه سيتم الانتهاء منه بالكامل خلال اليومين المقبلين.

وأشار إلى أنه تم الانتهاء من إنارة شارع جاك وحي قويزة، إضافة إلى استكمال إزالة الأضرار عن بعض المواقع وتكثيف الرش في المناطق المتضررة ونزح المياه من المواقع في البرحات والمستنقعات خاصة شرق جدة، مبينا أن الأمانة أنهت العمل في 80 في المائة من حي غليل جنوب جدة.

ولفت إلى وجود نحو 18 آلية تابعة لشركات النظافة في كل من طريق مكة وشارع جاك تعمل على الكنس الآلي في بعض المواقع من ضمنها كيلو 14 تمهيدا لسفلتتها بعد رفع الأتربة والمخلفات عن شوارعها الرئيسية. ومن أجل تسهيل وصول المتضررين إلى سياراتهم التي جرفتها السيول، دشنت أمانة محافظة جدة عبر موقعها على شبكة الإنترنت خدمة إلكترونية للكشف عن وجود السيارات في حجز «الأطلال» وذلك عن طريق إدخال رقم اللوحة ومواصفات السيارة ليتم التأكد من وجودها في الحجز أو عدمه.

وهنا علّق مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة بالقول: إن جميع المركبات التي تم حصرها من قبل لجان حصر الأضرار موجودة على الموقع الإلكتروني للأمانة وذلك بعد تزويدنا ببياناتها عن طريق إدارة المرور، لافتا إلى أن تلك الخدمة تم تدشينها منذ نحو عشرة أيام.

وفي وقفة إنسانية تجسد مبدأ التكافل الاجتماعي، شارك مجموعة من الأطفال المعوقين التابعين لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعاية الأطفال المعوقين في عمل تطوعي مع أعضاء لجنة أهالي جدة للتكافل تحت مظلة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ضمن الحملة الوطنية لإغاثة متضرري السيول في جدة من خلال رحلة نظمها القسم التعليمي إلى مركز جدة للمنتديات والفعاليات.

وتبرع الأطفال بقمصانهم الخاصة التي تحمل شعار المركز للأطفال المتضررين من السيول، إلى جانب تقديمهم المساعدة في تعبئة وتنظيم السلال الغذائية تمهيدا لتوزيعها على المتضررين.

وأشارت ندى نجار، مديرة القسم التعليمي، إلى أهمية دور المجتمع في تحقيق مساعي الجمعية الرامية إلى تأهيل هذه الفئة على كافة الأصعدة الجسدية والنفسية والاجتماعية بهدف تنمية روح الاستقلالية والإحساس بالمسؤولية والمبادرة لديهم ليكونوا أفرادا فاعلين بمجتمعهم.

من جانب آخر، تعتزم شركة «إسمنت نجران» التبرع بمبلغ 3 ملايين ريال لمتضرري السيول في جدة ونازحي جازان، وذلك بحسب ما ذكره الدكتور أحمد بن عبده زقيل الرئيس التنفيذي لشركة «إسمنت نجران». وأشار إلى أن مجلس إدارة الشركة قرر في آخر اجتماع مساعدة المنكوبين والمتضررين في جدة وجازان وذلك من خلال التبرع بمبلغ مليوني ريال نقدا وعينيا من منتجات الشركة لمتضرري السيول في محافظة جدة ومبلغ مليون ريال للنازحين بمنطقة جازان. وبيّن زقيل أن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبد الله سيدشن خلال الأسبوعين المقبلين قافلات شاحنات الإسمنت المنطلقة إلى جدة وجازان من أمام مبنى الإدارة العامة للشركة بنجران بعد الانتهاء من الاستعدادات اللازمة والتنسيق مع الجهات المعنية لتسيير الحملة.

وأضاف زقيل: سيكون إجمالي عدد الشاحنات 200 شاحنة نصيب جدة منها 150، بينما ستنطلق 50 شاحنة إلى جازان، وذلك على اعتبار بلوغ نسبة التبرع العينية حوالي 50 في المائة.