مثقفون يطالبون بتوعية «قرويات حائل» بأساليب تربية الأبناء

أكدوا تأثير الآباء على سلوك الأطفال في الأرياف

TT

طالب مثقفون في حائل أمس بإطلاق دورات تدريبية للقرويات حول تربية الأبناء بقرى وأرياف المنطقة وأهمية التربية للفرد والمجتمع، وذلك خلال أمسية ثقافية نظمت أخيرا.

وتضمنت مطالبات المثقفين أيضا، دورات تأهيلية لكيفية وسائط التربية والتفاعل بين الوسائط التربوية، والمتطلبات التربوية للأسرة والأدوار التربوية للأسرة، ودينامكية تفاعل الأسرة مع الوسائط التربوية الأخرى، ودور المجتمع في تفعيل الأدوار الأسرية في التربية.

وكانت لجنة سلمى في مدينة طابة التابعة للنادي الأدبي في حائل قد نظمت أمسية ثقافية نهاية هذا الأسبوع، حملت عنوان «أطفالنا وثنائية البيت والشارع تأثرا وتأثيرا»، وذلك للدكتور فرحان سالم العنزي رئيس قسم علم النفس في كلية التربية في جامعة حائل. وقد شهدت المحاضرات اعترافات من قبل البعض بالتقصير والجرم بحق أبنائه، وذلك من خلال أسلوب التربية الخاطئ الذي كان ينتهجه معهم، والمتضمن منعهم من كل شيء، وعدم أخذ آرائهم ومشاورتهم مع إكثاره للغياب خارج المنزل في ارتباطاته العملية.

وأوضح الدكتور فرحان العنزي أن التربية هي إعداد المواطن من الطفولة ليعيش صالحا ومنتجا في مجتمعه، مبينا أن وسائط التربية تتمثل في الأسرة ووسائل الإعلام المختلفة والمسجد، وإن لم يفعل دوره في الجوانب التربوية في الوقت الحالي، والأصدقاء والمدرسة.

وأشار الدكتور العنزي إلى أن الوسائط التربوية متداخلة بعضها ببعض وإن كانت الأسرة هي المتحكم الرئيسي بجميع الوسائط، وقال «هناك برامج تلفزيونية موجهه لتشكيل شخصية الفرد، وتسأل أيهما أكثر تأثيرا بشخصية الطفل هل هو الأسرة أم العالم الخارجي».

واعتبر أن الأسرة متى ما أرادت أن يكون دورها ضابطا للإعلام، فستحمي بالتأكيد الطفل من الغث الموجود في عالم الفضائيات، مؤكدا أنه يجب أن تكون هناك برامج توعوية ووقائية تستهدف الأطفال مع تربية الطفل من الصغر على قيم وأخلاقيات يتمسك بها وغرس الاستقلالية في نفسه عند بلوغه سنة ونصف السنة حتى يكون مؤثرا في الآخرين.

وأضاف رئيس قسم علم النفس في كلية التربية في جامعة حائل، من خلال أمسيته في لجنة سلمى أن «التوافق الإيجابي بين الوالدين والبعد عن الطلاق المعنوي والمشاجرات والألفاظ النابية والتوتر وعدم التفاهم، إضافة لمعرفة الوالدين وثقافتهما بما يجري حولهما ومعرفة خصائص النمو وتوزيع الأدوار بين الوالدين والعيش في بيئة مناسبة هي من المتطلبات الرئيسية التربوية لأي أسرة».

وأشار إلى ضرورة احتواء طاقات الشباب الزائدة بالعمل الخيري والانضمام للجان التطوعية التي تهدف لخدمة المجتمع. وحدد فرحان الأدوار التربوية للأسرة بالتركيز على الإنماء في مرحلة الطفولة وتنمية الجوانب الإيجابية من الإيثار وبر الوالدين وحب الصلاة والعطاء والانضباط، مع تحقيق حاجات الانتماء للوطن والمدينة والحارة والأسرة وغرس مفهوم المواطنة في نفوس الأطفال من الصغر من خلال القدوة، إضافة لمنحهم الحب والحنان، وإكساب الطفل المعايير السليمة من خلال الإرشاد والتوجيه وإعداد الابن من الصغر على أنه أب وإعداد البنت على أنها أم.

من جهته تساءل سعد الأطرم، مدير الجمعية الخيرية بطابة، خلال مداخلته: أيهما أقوى تأثيرا على الطفل؛ الأب أم الأب؟، وأشار الدكتور العنزي إلى أن تأثير الأم والأب على الطفل متداخل، وهما يكملان بعضهما البعض، في الوقت الذي بين زيد الهبيرة مدير مكتب التربية والتعليم بالشنان أن عدد حضور الأمسية يعد جيدا، واعدا بمضاعفته خلال الأمسيات المقبلة للجنة سلمى التابعة للنادي الأدبي بحائل.