في إطار التوعية من انعكاسات العنف على المجتمع، أطلقت حملة الحد من العنف الأسري في المنطقة الشرقية، والتي تم تدشينها أخيرا، مسابقتها الإبداعية الأولى تحت شعار «أسرة آمنة.. مجتمع آمن»، والتي ينظمها مركزا التنمية الأسرية في كل من الأحساء والدمام، وبدعم من لجنة سباق الجري الخيري بالمنطقة الشرقية، وتفتح هذه المسابقة المجال للمهتمين في المشاركة من مختلف المناطق السعودية، مع اشتراط خلو الأعمال المقدمة من المحاذير الشرعية.
وتشتمل المسابقة على خمسة فروع، هي: الخط العربي، الفنون التشكيلية والمهنية، التصوير المرئي، التصوير الضوئي، وأخيرا التصميم الحاسوبي، فيما تتضمن مواضيع المشاركات المعاني التي تصور العنف الأسري.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الحليبي، وهو مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء، أن الحملة التي ستستمر لمدة 4 أشهر مقبلة، تعمل حاليا على إطلاق 4 أفلام سينمائية قصيرة جدا، لبثها في القنوات الفضائية، مفيدا أنه تم حتى الآن الانتهاء من إعداد 3 أفلام، وتبقى الرابع، فيما أفصح بأن الحملة أطلقت كتاب «العنف الأسري» الذي صدر أخيرا، وكتيب «فن التعامل مع الأخطاء».
وأفاد الحليبي أن الحملة تتضمن كذلك إقامة المحاضرات والبرامج التدريبية العامة إلى جانب البرامج الموجهة للمختصين، وتدريب مدربين على حقيبة بعنوان «أسرة آمنة.. كيف نحميها؟»، وتناول هذا البرنامج بقوله «سيتكرر عشرات المرات في المنطقة الشرقية من خلال هؤلاء المدربين، علما بأن الحقيبة أعدت على أيدي خبراء اجتماعيين ومختصي صناعة وبناء الحقائب التدريبية».
وحول المستهدف من تدريب المدربين الذين يمثلون 11 مركزا للتنمية الأسرية في المنطقة الشرقية، قال «نتطلع لتدريب 30 مدربا ومدربة، ومن ثم نتوقع تدريب آلاف المتدربين على أيديهم»، مشيرا إلى تقديم بعض البرامج التدريبية أخيرا، التي استهدفت العاملات في الحماية الأسرية بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالدمام.
وعودة لمسابقة «الأسرة الآمنة»، فقد تحدث الحليبي عن مصير الأعمال المشاركة بعد انتهاء فرزها وتقييمها، مؤكدا أنه سيتم عرض المتميز منها في معارض متنقلة بمختلف مدن المنطقة الشرقية، وأفاد بأن الحملة تسلمت أخيرا بعض المشاركات، التي جاءت أكثرها من الإناث مقارنة بفئة الذكور.
في حين رصدت الحملة للمسابقة أكثر من 22 ألف ريال، حيث ستقسم جوائز الفائزين الثلاثة بكل مجال على النحو التالي: الأول 2000 ريال، والثاني 1500 ريال، والثالث 1000 ريال. وقد وضعت لجنة الإشراف على المسابقة مجموعة من الاشتراطات، من ضمنها أن تكون اللغة المعتمدة في الأعمال المشاركة هي العربية الفصحى، وأن تسلم الأعمال من داخل السعودية فقط، فيما حددت تاريخ 31 من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل ليكون آخر موعد لتقديم الأعمال المشاركة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يكشف فيه مركز «رؤية» للدراسات الاجتماعية بأن أول الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري في المنطقة الشرقية هو أن تطلب الزوجة الطلاق، كما أشار إلى ذلك 79.6 في المائة من إجمالي المبحوثين في المنطقة الشرقية، خلال دراسة ميدانية حديثة، وجاء تاليا الانحراف الأخلاقي بنسبة 72.7 في المائة، ثم التأخر الدراسي والرسوب بنسبة 70.9 في المائة، ثم عدم قدرة الزوج على الانتظام في عمله بنسبة 46.2 في المائة.