حزب الله: نفضل أن نقرأ المواقف الإيجابية.. والمستقبل: موضوع السلاح يحل بالحوار

ردود فعل متباينة في لبنان حول تصريحات الأمير سعود الفيصل

TT

أثارت تصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، التي نشرتها «نيويورك تايمز» أمس وقبلها «هيرالد تيريبيون» التي أشار في جزء منها إلى لبنان، معربا عن رأيه في أن لبنان لن يصبح سيدا ما دام حزب الله يمتلك أسلحة أكثر من الجيش النظامي، ردود فعل متباينة في لبنان أمس بين التحفظ والهجوم والتأييد عكست مواقف القوى السياسية.

وأعلن حزب الله اللبناني، أمس أنه لن «يقرأ بسلبية» التصريحات التي أدلى بها الأمير سعود الفيصل، أول من أمس عن سلاحه، وأشار مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب يفضل أن يقرأ المواقف الإيجابية التي وردت في حديثه إلى صحيفة «هيرالد تريبيون» لجهة تنديده بالدعم اللا محدود لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة والعوائق التي يضعها هذا الدعم أمام عملية السلام.

ورغم تحفظ رئيس كتلة نواب حزب الله، النائب محمد رعد الا انه قال «أن حزب الله يشاركه القول إن الدولة هي التي يجب أن تتولى مسؤولية الدفاع عن الشعب لكن حين تكون الدولة في مرحلة العجز والقصور فواجب كل اللبنانيين أن يسعوا لبناء تلك الدولة القوية والعادلة التي تستطيع أن تجهز جيشها للتصدي للخروقات الإسرائيلية».

من جانب آخر هاجم رعد تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، الأخيرة التي تؤكد كرهه لحزب الله، وتشير إلى اعتباره مشروعه في المنطقة «خاب بعد وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى سدة الرئاسة، وتستثير لديه الكراهية ضد من أصر على أن يكون رئيس لبنان توافقيا للخروج من الأزمة السابقة».

وفي المقابل دعا النائب نعمة طعمة، عضو «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط إلى «عدم الذهاب بعيدا في الاستنتاجات» في ما خص موقف الأمير سعود الفيصل، معتبرا أن موقفه الأخير «يصب في بعده الإقليمي، خصوصا أن للأمير باعا طويلا في هذا المضمار، ودون أن ننسى أن للمملكة العربية السعودية مكانتها المرموقة». وقال طعمة لـ«الشرق الأوسط»: «يجب على البعض أن لا يذهب بعيدا في الاستنتاجات الخاطئة، فالمملكة حريصة على الاستقرار والازدهار في لبنان، ويمكنني أن أجزم بأنها تحترم وتقدر كل الأطراف في لبنان». وشدد طعمة، على ضرورة عدم «استغلال الموقف الأخير للأمير الفيصل، مذكرا بان المملكة العربية السعودية أنتجت (اتفاق) الطائف أي السلم الأهلي والدستور وكانت مؤيدة لتسوية الدوحة (عام 2008) وبالتقارب مع سورية وداعمة لتقارب اللبنانيين ولكل ما يعزز وحدتهم». متمنيا أن لا يستغل أي أحد موقف الوزير الفيصل «الذي يحق له التعبير عن رأيه السياسي». واعتبر طعمة أن الأمير فيصل «لم يمس بأي جهة سياسية في لبنان أو تعرض لأحد، بل كان موقفه سياسيا»، معربا عن اعتقاده أن هذا الموقف «لن يغير في المعطيات الإيجابية الناجمة عن حرص خادم الحرمين الشريفين على جمع كلمة العرب من قمة الكويت إلى قمتي جدة ودمشق مع الرئيس السوري».

وقال النائب زياد القادري، عضو كتلة «المستقبل» التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، لـ«الشرق الأوسط»، إن وزير الخارجية السعودي «تحدث عن سلاح حزب الله بما يشبه كلام نواب في المجلس النيابي»، نافيا أن يكون لهذا الموقف تداعيات على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق. لافتا إلى أن موضوع السلاح اتفق اللبنانيون أن يحل بالحوار الوطني.

واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، أن ما تحدث عنه وزير الخارجية السعودي «هو محور خلاف في لبنان، فهنالك فريق يعتبر هذا السلاح ضرورة لمحاربة إسرائيل من جهة، وفريق السيادة اللبنانية من جهة ثانية يرى ضرورة مقاومة إسرائيل من خلال قيادة الجيش وبإمرة من الحكومة»، معتبرا أن «وجود سلاح خارج الدولة هو خرق من حزب الله للـ1701»، دون أن ينفي أيضا خطورة الخروقات الإسرائيلية.