سليمان يعود من واشنطن بتأكيدات حول التوطين وتسليح الجيش اللبناني مستمر رغم الصعوبات في الكونغرس

أوباما قال له إن واشنطن والمجتمع الدولي يدركان حساسية الموضوع

TT

عاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى لبنان، مختتما زيارة استمرت أياما إلى الولايات المتحدة، لكن السجال حول زيارته لم يهدأ. فالزيارة استهلت بإيحاءات «لم تثبت صحتها بعد» عن استياء سوري منها ومن توقيتها، ما جعل القيادات السياسية اللبنانية تتبارى في التعليق عليها وتفنيد نتائجها.

وقالت مصادر في الوفد اللبناني المرافق لسليمان لـ«الشرق الأوسط» إن التقييم العام للزيارة كان إيجابيا جدا على الرغم من كل ما قد «شبه على أنه اعتراض سوري عليها» مشيرة إلى أن الأميركيين تعاملوا بإيجابية كبيرة مع الرئيس سليمان وأبدوا تفهما غير معتاد للموقف اللبناني والظروف اللبنانية. مدللة على ذلك بأنه عندما طرح الرئيس الأميركي موضوع سلاح المقاومة أجابه الرئيس سليمان بأن هذا الموضوع يتعذر التعامل معه من منطلق القرار 1559، وأنه موضع حوار داخلي قائم في لبنان، فكان أن تجاوب الفريق الأميركي، ونقل عن الرئيس الأميركي قوله صراحة بـ«دعم الحوار الداخلي»، معتبرة أن هذا الموقف «مكسب لجو التهدئة اللبناني والحوار الداخلي». وتتابع المصادر سوق المعلومات المعززة لاتجاه «التفهم الأميركي»، مشيرة إلى أن الرئيس سليمان طرح موضوع التوطين من زاوية الموقفين؛ اللبناني الذي لا يتحمل تبعاته، والفلسطيني الرافض له والمتمسك بحق العودة. ونقلت عن الرئيس سليمان قوله لأوباما: «نعرف أنك تقوم بمبادرات وخطوات شجاعة في موضوع التسوية في منطقة الشرق الأوسط، ونريد أن نلفت نظرك إلى حق العودة وعدم قدرة لبنان على تحمل تبعات التوطين». وفي هذا الإطار أكد عضو الوفد المرافق الوزير وائل أبو فاعور لـ«الشرق الأوسط» أن سليمان «نال تأكيدات بأنه لن يكون هناك أي ثمن سيدفعه لبنان في موضوع التسوية»، مشيرا إلى أن «المسؤولين الأميركيين أكدوا لسليمان أن واشنطن والمجتمع الدولي يدركان حساسية هذا الموضوع بالنسبة إلى المجتمع اللبناني». كاشفا عن أن الرئيس سليمان «شجع أوباما على الانفتاح على سورية والحوار معها حول قضايا المنطقة».

أما في موضوع تسليح الجيش، فقد اعترفت المصادر بوجود صعوبات في هذا المجال بسبب «تباين» حوله بين الرئيس أوباما والكونغرس الذي يتشدد في هذا الإطار، لكنه أشار إلى أن عملية تسليح الجيش مستمرة وفقا للسقف الذي كان سائدا وأن التسليح مستمر على الرغم من الصعوبات.

وكانت مصادر سليمان قد نفت ما نشرته إحدى الصحف اللبنانية عن أنه «في سياق عتبه على منتقدي زيارته إلى واشنطن قد قال: لو ذهب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى واشنطن هل كان سيقول أحسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله؟».

وفيما رأت مصادر وزارية أن سليمان استطاع أن يقيم التوازن بين الموقف اللبناني وحرية حركته كرئيس للبنان عبر تعاطيه مع الملفات التي حملها بطريقة «تحفظ مصالح كل الأطراف في الداخل والجوار»، اعتبر نائب كتلة «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا أن «مبدأ حصول الزيارة والبدء بترسيخ منطق التعاطي مع لبنان عبر الدولة وعلى أن العلاقات الدولية تمر برئاسة الجمهورية، والبدء مجددا بالاتصال واستقبال رئيس جمهورية لبنان من قبل الرئاسة الأميركية هو إنجاز بحد ذاته، ومن المفيد كثيرا التأكيد الأميركي على الالتزام النهائي بدعم سيادة لبنان وإبداء الاستعداد لمساعدة الجيش اللبناني وتقويته بالتسليح والتدريب والتجهيز وصولا إلى أن يكون الفريق الوحيد المسلح على الأراضي اللبنانية». وقال النائب في تكتل «لبنان أولا» نضال طعمة إن «زيارة سليمان إلى الولايات المتحدة من أنجح الزيارات». معتبرا أن سليمان «منذ انتخابه وهو يسعى إلى إعادة لبنان إلى خريطة العالم، وفي كل جولاته ينقل دائما الواقع اللبناني بكل موضوعية. أما في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة فقد طرح المحاور الرئيسية في لبنان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والمسؤولين في الولايات المتحدة، حيث أقنعهم بتسليح الجيش اللبناني، وأقنعهم أيضا بأن سلاح حزب الله يطرح على طاولة الحوار في لبنان».

واعتبر أن «سليمان أعطى توضيحا للولايات المتحدة بأن الموضوعات الداخلية اللبنانية تحل داخل لبنان، كما بحث في تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701». وأشار إلى أن «ما سبق زيارة سليمان من حملة تحريضية كانت في غير موقعها، لأنه يعرف تماما ماذا يقول وماذا يفعل ولا أحد يملي عليه شيئا».