15 قتيلاً بغارتين نفذتهما طائرات بدون طيار في باكستان

إسلام آباد: 248 مسؤولا على قائمة الممنوعين من السفر

المحامون الباكستانيون في لاهور يحتفلون بقرار المحكمة العليا بإلغاء قانون المصالحة الوطنية حيث طالب أبرز حزب باكستاني معارض أمس باستقالة الرئيس آصف زرداري وبعض وزرائه (أ.ف.ب)
TT

أعلنت الحكومة الباكستانية منع كافة الذين استفادوا من قانون المصالحة الوطنية من مغادرة باكستان، بعدما ألغت المحكمة العليا القانون الذي أثار جدلا واسعا، والذي كان يمنح حصانة للمسؤولين الكبار بالحزب الحاكم ويحميهم من المحاكمة بتهم الفساد المالي. وأكد أحد المسؤولين البارزين بالحكومة الباكستانية أن كافة الذين استغلوا قانون المصالحة الوطنية، عدا الرئيس، منعوا من مغادرة البلاد. وقد طالب مكتب المحاسبة الحكومي ـ إحدى هيئات التحقيق التابعة للحكومة الباكستانية ـ من وزير الخارجية وضع أسماء كافة المسؤولين الذين استفادوا بموجب قانون المصالحة الوطنية على قائمة الممنوعين من السفر التي تصدرها وزارة الداخلية، لمنع حركة المتهمين بتهم جنائية من مغادرة البلاد.

ومن جهة أخرى، يقول المسؤولون إن مكتب المحاسبة الحكومي أصدر أذون اعتقال بحق المتهمين والذين كانوا قد أدينوا، كما أمر بتجميد حسابات الأفراد المتهمين. بالإضافة إلى أن رئيس مكتب المحاسبة الحكومي قد أمر بإعادة فتح قضايا المستفيدين من قانون المصالحة الوطنية الذين يبلغ عددهم 248 ووضع أسمائهم على قائمة الممنوعين من السفر.

يذكر أن مكتب المحاسبة الحكومي أنشأه الرئيس السابق برويز مشرف لعقاب السياسيين المتهمين بالفساد، إلا أنه خسر سمعته بعدما عقد الرئيس العسكري السابق صفقة مع بي نظير بوتو للسماح لها بالعودة إلى باكستان من منفاها في لندن. ولكن قرار المحكمة العليا بإلغاء قانون المصالحة العليا أعاد لمكتب المحاسبة الحكومي بعضا من سمعته. ومن المرجح أن يخسر وزير الداخلية رحمن مالك وعدد آخر من كبار الموظفين ممن كانت محاكم المحاسبة قد أدانتهم قبل ذلك، مراكزهم بموجب قرار المحكمة العليا بإلغاء قانون المصالحة الوطنية. إلى ذلك واجه الرئيس الباكستاني المحاصر بالمشكلات آصف علي زرداري ومجموعة من مساعديه ضربة أمس وذلك بنداءات لاستقالتهم ومثولهم للمحاكمة بعدما ألغى حكم للمحكمة العليا قرار عفو سابقا قام بحمايتهم من مواجهة اتهامات بالفساد.

منناحية ثانية قتل 15 متمردا على الاقل في غارتين جويتين نفذتهما طائرات اميركية من دون طيار امس على شمال غرب باكستان، حسب مسؤولين، في الوقت الذي تواجه اسلام اباد ضغوطا اميركية متزايدة لتفكيك الشبكات الاسلامية المتطرفة. واستهدف الهجومان اللذان فصلت بينهما ساعات، مخابئ يشتبه انها لمسلحين في ولاية وزيرستان الشمالية الواقعة في منطقة القبائل التي يغيب عنها القانون وتعتبرها واشنطن اخطر منطقة في العالم.

ولم تتضح هوية الجماعات المستهدفة، الا انه من المعروف ان وزيرستان الشمالية تعج بمسلحي طالبان والقاعدة واعضاء شبكة حقاني النافذة والمعروفة بشن هجمات على جنود اجانب في افغانستان. وشن عدد من الطائرات الاميركية بدون طيار هجوما على عدد من المنازل في منطقة امبارش اغا في وزيرستان الشمالية على بعد نحو 30 كلم غرب مدينة ميرانشاه الرئيسية.

وقال مسؤول امني محلي كبير لوكالة فرانس برس ان «خمس طائرات اميركية من دون طيار اطلقت سبعة صواريخ على الاقل على منازل عدة في منطقة امبارش آغا في ولاية وزيرستان الشمالية ما اسفر عن مقتل اكثر من 12 متمردا». واضاف ان من بين القتلى اربعة اجانب على الاقل، الا انه اشار الى عدم امكانية التعرف على هوياتهم. واضاف انه من غير الواضح ما اذا كان من بين القتلى شخصيات مهمة.

واكد مسؤول امني آخر حصول القصف، مرجحا ارتفاع حصيلة القتلى.

وفي المنطقة نفسها، اطلقت طائرات اميركية بدون طيار صاروخين ظهرا على منزل يشتبه ان مسلحين يستخدمونه. وذكر مسؤول امني في ميرانشاه ان «طائرة اميركية بدون طيار اطلقت صاروخين وقتلت مسلحين اثنين واصابت منزلا وقسم للضيوف ملحق به باضرار جسيمة. كما دمرت سيارة بالكامل». واوضح ان «المسلحين استأجروا هذا المنزل وكانوا يستخدمونه قاعدة لهم».

واكد مسؤول استخباراتي محلي وقوع الهجوم وعدد القتلى في قرية داتاخيل. ورفض المسؤولون الكشف عن اسمائهم بسبب حساسية الضربات الاميركية في باكستان والتي تزيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة.

وتقع وزيرستان الشمالية بالقرب من وزيرستان الجنوبية حيث تركز اسلام اباد اكبر هجوم تشنه ضد مسلحي طالبان باكستان اذ ارسلت نحو 30 الف جندي الى المنطقة في 17 اكتوبر تشرين الاول. وشن الجيش عددا كبيرا من الهجمات هذا العام ضد طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة في منطقة القبائل التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، ولكن لم تتعرض وزيرستان الشمالية سوى لهجمات جوية محدودة ولم يشن ضدها اي هجوم بري واسع. وشهدت المنطقة زيادة في الضربات الجوية الاميركية التي تزيد من المعاداة للولايات المتحدة في البلد المسلم الذي يمتلك اسلحة نووية، وذلك منذ تولي الرئيس الاميركي باراك اوباما منصبه ووضعه باكستان في واجهة الحرب ضد القاعدة.

وذكرت وسائل الاعلام الاميركية ان البيت الابيض اعطى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الضوء الاخضر لتوسيع استخدام الطائرات بدون طيار في باكستان لضرب المسلحين الذين يشتبه انهم من طالبان والقاعدة.

ومنذ اغسطس اب2008، شنت تلك الطائرات 66 غارة على الاقل ادت الى مقتل نحو 628 شخصا رغم انه من الصعب تاكيد هوية القتلى.

والاسبوع الماضي ذكر مسؤولون اميركيون ان مسؤولا بارزا في تنظيم القاعدة قتل في هجوم شنته مؤخرا طائرة اميركية بدون طيار، الا ان مسؤولين امنين في باكستان لم يتمكنوا من تحديد هوية الجثة.

وتمارس ادارة اوباما المزيد من الضغوط على اسلام اباد لاستهداف عناصر طالبان باكستان الذين يشنون هجمات داخل باكستان، ولكن كذلك القضاء على الجماعات المسلحة التي تعبر الحدود المليئة بالثغرات الى افغانستان.

وزار مسؤولان عسكريان اميركيان بارزان باكستان هذا الاسبوع لمناقشة المعركة ضد المتطرفين وكذلك استراتيجية اوباما الجديدة للحرب في افغانستان.

ومن المقرر ان ترسل الولايات المتحدة 30 الف جندي اضافي لمحاولة كسب الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات ضد تمرد طالبان في افغانستان.

واكد اوباما ان نجاح الخطة يتعلق بجهود باكستان ضد المتطرفين، ولكن الاستراتيجية لقيت انتقادا في باكستان حيث يخشى المسؤولون من انها قد تؤدي الى فرار المزيد من المسلحين الى افغانستان.