حلب تشيّع الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ

بعد 6 سنوات على عودته إليها

TT

تشيّع مدينة حلب، شمال سورية، اليوم، وبحضور رسمي وشعبي، الرئيس السوري الأسبق، أمين الحافظ، الذي توفي في المدينة فجر أمس عن عمر يناهز الـ88 عاما بعد صراع مع المرض. وأعلنت عقيلته، زينب الحافظ، عن وفاته في منزله بحي الفرقان الراقي في مدينة حلب، وهو المنزل الذي كانت الحكومة السورية وضعته تحت تصرفه منذ عودته إلى سورية من العراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003.

الرئيس الحافظ الذي عاد إلى سورية منذ 6 سنوات رفض السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج، وخضع لعملية جراحية في المستشفى العسكري لتركيب مفصل واستئصال ورم خبيث منذ نحو شهرين، قال الأطباء إنها كانت ناجحة.

وكان الرئيس الراحل أمين الحافظ من أبرز الضباط الذين دعوا إلى قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1958، وبعد الانفصال تولى وزارة الداخلية في حكومة حزب البعث الذي تسلم الحكم في 8 مارس (آذار) 1963، ومن ثم تسلم منصب رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة وأصبح وزيرا للدفاع قبل أن ينتخب رئيسا للدولة في العام ذاته. وفي عام 1966 أطيح به في انقلاب عسكري قاده صلاح جديد، حيث أودعه السجن. بعد حرب 1967، خرج أمين الحافظ من السجن ليسافر إلى لبنان، وعندما تمكن حزب البعث، بقيادة أحمد حسن البكر، من إطاحة نظام حكم عبد الرحمن عارف في العراق عام 1968، انتقل الحافظ إلى العراق، ثم صار مقربا جدا من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

عاش في العراق حتى عام 2003، إذ قرر العودة إلى حلب بعد سقوط نظام البعث العراقي. وفي البداية تم توقيفه عند الحدود في معبر القائم، إذ لم تأذن السلطات بعبوره إلى سورية، وبعد ذلك اتصلت السلطات السورية به لاستضافته بعيدا عن الإعلام، فعاد بموجب قرار من الرئيس بشار الأسد، الذي أمر باستقباله كرئيس أسبق للجمهورية ليحظى بعناية شخصية من الأسد الذي أوصى بالاهتمام به، وكان دائم السؤال عن أحواله. وآثر الحافظ النأي عن الإعلام التزاما منه بوعد قطعه للمسؤولين السوريين بأن لا يوجه أي رسالة ولا يتحدث إلى الإعلام، ونُقل عنه قوله: «ممنون الشوارب، كان الإخوان في السلطة كرماء معي، ولا بد أن أردّ المعروف».

ويشار إلى أن الفترة التي تسلم فيها الحافظ الحكم في سورية كانت من أخطر المراحل التي مر بها تاريخ سورية المعاصر.