حماس تطالب بمحاكمة القادة الإسرائيليين.. وتؤكد أن تحرير شاليط لن يتم دون شروطها

بحر يشدد على «التماسك الشعبي ودعم المقاومة».. وعباس يطالبها بعدم التعالي والتوقيع على الوثيقة المصرية

TT

أطلقت صافرات الإنذار في غزة أمس إيذانا ببدء فعاليات إحياء الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أدت إلى مقتل 1400 فلسطيني بينهم عشرات من أفراد شرطة حماس وأدت إلى تدمير أكثر من أربعة آلاف منزل فلسطيني كليا خلال 22 يوما. وشارك عدد من قادة حركة حماس والمسؤولون في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في الحفل الذي أقيم أمام مبنى المجلس التشريعي المدمر في غرب مدينة غزة.

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم وعزف السلام الوطني أزاح أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي وزاد الظاظا نائب رئيس الوزراء المقال الستار عن نصب تذكاري يضم لائحة بأسماء «شهداء (الحرب الإسرائيلية) معركة الفرقان».

وشارك في إزاحة الستار ووضع أكاليل من الزهور الطفل لؤي صبح الذي فقد بصره في قصف إسرائيلي شمال قطاع غزة والطفلة أميرة القرم التي قتل والدها وأشقاؤها وهدم بيتها في منطقة تل الهوى في غزة. وما أن أطلقت صافرات الإنذار حتى بدأت المساجد بتلاوة القرآن عبر مكبرات الصوت. وقال راجي الهمص عريف الحفل الذي يقام في ساحة المجلس التشريعي «في اللحظات الأولى كانت الطائرات الصهيونية تقصف 250 هدفا في قطاع غزة». فيما عزفت الفرقة الموسيقية في شرطة حماس «السلام الوطني».

وأكد أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي في كلمته على ضرورة «محاكمة قادة الاحتلال على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفوها ضد شعبنا الأعزل». وأضاف بحر القيادي في حركة حماس أن «هدف إسرائيل من حربها على غزة هو تمرير مشاريع التسوية التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية».

من جهة أخرى، أكد بحر أن «العدو لن يتمكن من تحرير (الجندي الأسير جلعاد) شاليط ما لم ينصع قادة الكيان المجرم لمطالب المقاومة الفلسطينية بالإفراج عن أسرانا البواسل».

وانتقد القيادي في حماس إقامة «الجدار الفولاذي» على الحدود الفلسطينية المصرية، مؤكدا أن «الأهداف السوداء لإقامة الجدار لن تتحقق، ومخطط إسقاط غزة أو إخضاعها لن يكتب له النجاح». وأضاف: «نقول لأشقائنا في مصر إن حماس تحمي أمن مصر وأمن الأمة العربية والإسلامية، والذي يهدد أمن مصر هو الكيان الصهيوني». وأكد أن غزة «صمدت وبقيت عصية على الحرب وويلاتها، ولم تكسر المقاومة».

وشدد على «التماسك الشعبي ودعم المقاومة»، داعيا «كافة أبناء شعبنا في الداخل والخارج لمزيد من التوحد والتخندق في خندق المقاومة لمواجهة الاحتلال الصهيوني المجرم، خاصة بعدما ثبت فشل المفاوضات العبثية».

وبعد تلاوة آيات من القرآن وعزف السلام الوطني أزاح بحر وزاد الظاظا نائب رئيس الوزراء المقال الستار عن نصب تذكاري يضم لائحة بأسماء «شهداء معركة الفرقان».

من جهة اخرى دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد في الذكرى الأولى للحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، إلى رفع الحصار عن القطاع كما دعا حماس مجددا إلى إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، وصلت نسخة منه إلى وكالة الصحافة المغربية، إن عباس «أعاد التأكيد على مواصلة الجهود لرفع الحصار والمعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة والسعي الحثيث لإعادة إعماره». وأضاف عباس أن «هذا الأمر يتطلب الإسراع في إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية».

وقال إن «هذه الذكرى التي تستدعي التنديد بالعدوان وجرائمه بأشد العبارات تتطلب منا المجاهرة أيضا بتحميل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العدوان». إلا أنه رأى أنه «ما كان للعدوان أن يحصل وعلى هذا النطاق وأن يوقع كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات لو لم يقع الانقسام نتيجة الانقلاب الذي نفذته حركة حماس وسلخ قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني وسحبه من تحت مظلة الشرعية الوطنية والقانونية».

وأكد عباس أن «الحرب الإسرائيلية على غزة لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا مزيدا من الإصرار على الصمود من أجل نيل حريته واستقلاله».

وجدد الرئيس الفلسطيني الدعوة إلى «حركة حماس لمغادرة مربع حساباتها الفئوية الضيقة والتعالي عنها والتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة اليوم قبل غد». وكانت حماس رفضت توقيع وثيقة للمصالحة مع فتح صاغتها مصر بعدما رعت لأكثر من ثمانية أشهر مفاوضات «مضنية» بين فتح وحماس.

وأعلنت مصر في أكتوبر (تشرين الأول) تأجيل التوقيع على الاتفاق إلى أجل غير مسمى، مشيرة إلى أن تنفيذ الاتفاق على الأرض يتطلب «توافر حسن النوايا».

ودعا عباس إلى «رص صفوفنا وتوحيد قوانا لنعيد بناء إجماعنا الوطني من أجل الدفاع عن حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة بالحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».