الفلسطينيون يتوحدون مع ذكرى قتلاهم في القطاع

عشرات الآلاف بلا مأوى بعد عام على انتهاء الحرب

TT

بصمت وهدوء جلس سمير الرحا، 25 عاما، صباح أمس طويلا أمام قبر والده الذي قتل قبل عام تماما في أول أيام الحرب الإسرائيلية الإجرامية على قطاع غزة، والذي ووري الثرى في مقبرة مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع، حيث تقطن العائلة.

وقد أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية التي قتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني، وجرح أكثر من 5000 آخرين، معظمهم تركوا بإعاقات دائمة. وبعد عام من الحرب ما زال نحو مائة ألف فلسطيني في غزة دون مأوى، ويضطرون إلى العيش في خيام منسوجة من القماش بالقرب من ركام منازلهم التي دُمرت وسُوّيت بالأرض. وبعد عام من الحرب تبخرت آمال هؤلاء أن يتم إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الحرب. وعلى الرغم من أن مئات قليلة من ميسوري الحال تمكنوا من إعادة ترميم منازلهم المتضررة أو المتصدعة من خلال شراء اسمنت مهرب من الأنفاق بأسعار خيالية، فإن عشرات الآلاف غيرهم من الفقراء شكلوا بأجسادهم وأجساد أطفالهم أعمدة وحبالا وأوتادا للخيام كي تبقى صامدة أمام أمطار غزيرة أو رياح عاصفة. وفي دراسة أعدتها «اللجنة الوطنية لتقويم الأثر البيئي للعدوان» تبين أن خسائر الاقتصاد الفلسطيني بسبب الحرب بلغت 4 بلايين دولار، وأن الاحتلال دمر 14 في المائة من المباني في القطاع.