وزير الخارجية اليمني: تمادي عناصر «القاعدة» سرع تنفيذ قرار الضربة الأمنية

هجوم للحوثيين على مواقع استراتيجية بصعدة.. وأنباء عن مقتل الحوثي ودفنه سرا

يمنيون يتظاهرون في لحج جنوب اليمن أمس (أ.ف.ب)
TT

قال وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، إن القرار بضرب عناصر «القاعدة» في اليمن اتخذ منذ فترة طويلة، لكن الحكومة رأت تأجيل الضربة حرصا على عدم فتح جبهة جديدة في ظروف المواجهات العسكرية مع الحوثيين في صعدة.

وقال، في لقاء مع سفراء الدول العربية بمبنى وزارة الخارجية في صنعاء، أمس، إن تمادي عناصر «القاعدة» في تنفيذ عمليات ضد الأمن وقياداته وتهديد مصالح البلاد واقتصادها جعل قرار الضربة الأمنية غير قابل للتأجيل، مشيرا إلى الحرب الدائرة في محافظة صعدة من أجل التصدي لفتنة المتمردين الحوثيين.

وأكد التزام الدولة بإنهاء التمرد الحوثي وفقا للأسس التي وضعتها الحكومة اليمنية، مع استعدادها لمعالجة كافة المطالب المشروعة للمتمردين إذا ما ألقوا السلاح والتزموا بالقانون والدستور. وتطرق لقاء وزير الخارجية اليمني بالسفراء العرب لدى اليمن إلى الحراك في المحافظات الجنوبية ودعوة الرئيس علي عبد الله صالح إلى حوار وطني شامل يضم كافة الفئات والأحزاب السياسية التي تؤمن بالوحدة والنظام الجمهوري على أن يكون هذا الحوار تحت قبة مجلس الشورى، وأن تتعامل هذه الأحزاب مع هذه الدعوة بمنتهى المسؤولية بعيدا عن المساومة من أجل مصلحة اليمن. في غضون ذلك شن الحوثيون الهجوم الرابع على مواقع استراتيجية في مدينة صعدة مستهدفين القصر الجمهوري ومراكز قيادية أمنية وعسكرية.

وقالت مصادر لـ«لشرق الأوسط» إن قوات الجيش أفشلت الهجوم على المواقع المستهدفة من المسلحين الحوثيين بإسناد مدفعي وجوي في عملية التصدي لهذا الهجوم، الذي كان متوقعا أن يقوم به الحوثيون في يوم عاشوراء. وأكدت المصادر أن عشرات من المهاجمين المسلحين من الحوثيين لقوا مصرعهم في هذه المعركة العنيفة والشرسة التي تدور على أبواب هذه المدينة، وأحرق الجيش عددا من المركبات والسيارات التي استخدمها المتمردون في هذه العملية التي أخفق الحوثيون في تحقيق الأهداف من ورائها، وهي السيطرة على منطقة الماقش ومواقع أمنية وعسكرية والقصر الجمهوري. وقالت السلطات إن هذا المبنى هو دار الضيافة، وليس قصرا، وإنما يُطلق عليه القصر الجمهوري على سبيل المجاز. وشهدت جبهات القتال مزيدا من الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين والوحدات العسكرية المعززة بالطائرات الحربية في مديريات رازح وساقين والملاحيظ وسحار وبني معاذ وغلفقان والخفجي.

وأكدت المصادر أن أشرس المواجهات كانت في مديرية الطلح في محور صعدة وتواصلت المواجهات بين قوات الجيش والحوثيين في صعدة القديمة بضرب عدد من المنازل التي يتحصن فيها المتمردون، وسقط عدد من الضحايا في هذه المواجهات، لكن المصادر أكدت تراجع قوة المتحصنين من الخلايا الحوثية في صعدة القديمة قياسا بما كان عليه الوضع في العمليات السابقة التي وقعت على مداخل المدينة بباب نجران وباب السلام منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وتأتي هذه التطورات في حرب صعدة في وقت تزايدت فيه الأخبار عن وفاة القائد الميداني لحركة الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي بعد أن أصيب بجروح بليغة إثر ضربة جوية استهدفت تجمعا للحوثيين، وذكر موقع وزارة الدفاع أن عبد الملك الحوثي قد توفي على إثر هذه الإصابات، ودفن في جبل طلان الذي يطل على منطقة الملاحيظ بجوار منزل أحد أقاربه، اسمه أحمد المهدي، وتمت عملية الدفن بسرية تامة حتى لا يعلم أحد من أتباعه بوفاته فتتأثر معنوياتهم.

وقال المصدر إن يوسف المداني، صهر عبد الملك الحوثي، والذي يعد الأبرز في قيادة الحركة الحوثية، وبخاصة في الأمور الحربية، أصدر توجيهات بتوزيع نسخ من بيانات مذيلة باسم الحوثي لرفع الروح المعنوية بين عناصره بعد الأنباء التي راجت عن مقتله. وأشار المصدر إلى أن المتمردين باتوا يعانون من الانهيارات المعنوية بسبب النقص في الذخائر والمؤن في مختلف الجبهات، وبدأ اليأس والتذمر يدبان في أوساطهم وأن قيادة الحوثيين تحاول تجميع القوى لشن هجوم انتحاري يائس في محاولة يائسة لرفع المعنويات المنهارة لأصحاب الحوثي. وذكرت المصادر العسكرية أن قوات الجيش أحرقت مخزنا للذخائر والمحروقات في المنطقة الغربية لمنطقة الكامب القريبة من مدينة صعدة، ودمر الجيش أوكارا ومواقع ومراكز لتجمعات الحوثيين في جبل عنم ورازح والمهاذير، ولقي العديد من العناصر مصرعهم، وأحرقت كميات كبيرة من الأسلحة في مفرق حاربه، وجرح 3 من القيادات في هذه العمليات، ودمرت شاحنتان في منطقة الحمزات، وقالت المصادر إن قوات الجيش أحرزت تقدما في محور الملاحيظ بالسيطرة على المناطق المحاذية لجبل الرميح باتجاه تبة الخزان والتبة الحمراء التي كان الجيش قد سيطر عليها منذ عدة أسابيع.