حماس تؤكد: قتيلان و5 جرحى في انفجار غامض في «الضاحية»

تضارب الأنباء عن كشف على الموقع بعد فرض حزب الله لطوق أمني

TT

أعلن متحدث باسم حركة حماس الفلسطينية في بيروت أن قنبلة انفجرت في ضاحية بيروت الجنوبية أودت بحياة اثنين من عناصرها وجرحت خمسة آخرين. وكشف القيادي في حركة حماس أيمن طه عن اسمي القتيلين، وهما باسل جمعة وحسن عواد، دون أن يعطي تفاصيل إضافية عن مراكزهما في الحركة، ودون أن يتهم جهة ما باغتيالهما. وبعد الإعلان عن مؤتمر صحافي يعقده ممثل حماس في لبنان، أسامة حمدان، عن الحادث، تمت الاستعاضة عنه ببيان مقتضب ذكر اسمي القتيلين وأوضح مراسم تشييعهما اليوم. وفيما ذكرت مصادر أمنية لبنانية أن الانفجار نتج عن عبوة زنتها 5 كيلوغرامات من مادة «تي. إن. تي» كانت موضوعة في طابق تحت الأرض تستعمله حماس كمكتب لها في حارة حريك، تضاربت الأنباء عن كيفية حصول الانفجار، إذ نقلت معلومات أمنية أن عناصر من حركة حماس كانوا يحاولون تفكيك عبوة مربوطة بسيارة فانفجرت بهم. وفي حين لم يعرف من كان مستهدفا في عملية التفجير، تبين أن كلا من ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان والمسؤول الإعلامي فيها علي بركة لم يصابا. وكان بركة قد شارك أمس في إحياء ذكرى «قوات الفجر»، ولم يتطرق في كلمته إلى الانفجار ليكتفي بالحديث عن «المقاومة في فلسطين ولبنان من أجل تحرير الأرض والمقدسات وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم»، ويطالب الدول العربية وخاصة مصر «برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم، ووقف بناء الجدار الفولاذي الذي لا يخدم إلا إسرائيل». وقد أسهم الطوق الأمني، الذي فرضه حزب الله على مكان الانفجار، في إشاعة جو غموض على الحادث، إذ حال الطوق دون قيام القوى الأمنية اللبنانية بمهامها ومنع المصورين والصحافيين من تغطية الحدث، الأمر الذي حمل وزير الإعلام، طارق متري، على القول: إن «القوى الأمنية لم تتمكن من القيام بالحد الأدنى من واجبها إثر الانفجار». وأضاف الوزير متري أن «الأمن كل لا يتجزأ ولا يمكن فصل مهمة أمنية عن أخرى»، لافتا إلى أن «على حزب الله أن يثبت الأقوال بالأفعال حين يقول: إنه يريد أن تقوم الدولة بواجبها، وأن ما من منطقة مغلقة أمامها»، مؤكدا «أن صدقية كل الجهات هي على المحك، وعلينا أن نحترم كلامنا». وشدد على «أن ما من جهة تستطيع أن تحقق في عملية التفجير سوى السلطة الشرعية اللبنانية، وأن كل تفجير على الأراضي اللبنانية أيا كان المقصود منه يهدد أمن لبنان».

غير أن القاضي رهيف رمضان، مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية، قال مساء أمس: إن الأجهزة الأمنية الرسمية عاينت مكان الحادث في حارة حريك أول من أمس وأمس أيضا، وإنه كلف خبراء الهندسة للكشف عن موقع الانفجار، كما كلف الأدلة الجنائية بمعاونتهم.

وعلى الصعيد الرسمي استنكر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الحادث واعتبره «عملا تخريبيا يهدف أعداء الوطن من خلاله إلى زعزعة الاستقرار الذي تنعم به البلاد منذ سنة ونصف السنة، وكان الأساس في حركة الوفاق السياسي والازدهار الاقتصادي الذي شهدته المرافق والمناطق اللبنانية على اختلافها». ولفت النظر إلى أن «إرادة اللبنانيين وعزمهم لن يسمحا بالتمادي في مثل هذه الأفعال التي تقوض الاستقرار». وطلب من الأجهزة المعنية والسلطات القضائية «تكثيف تحقيقاتها لاعتقال واضعي المتفجرة وإحالتهم على المحاكمة». واتهم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «الأصابع الإسرائيلية من خلال شبكاتها أو من خلال من يؤيد سياستها». وكان الجيش اللبناني قد تمكن أول من أمس من توقيف خمسة فلسطينيين بحوزتهم أسلحة وذخائر. وأوضحت قيادة الجيش في بيان لها أنه «بعد توفر معلومات لدى مديرية المخابرات في الجيش، عن وجود أشخاص يقومون بنقل سلاح إلى داخل أحد المنازل في مدينة بعلبك، داهمت قوة من الجيش المنزل المذكور، حيث أوقفت خمسة أشخاص فلسطينيين، ضبطت بحوزتهم أسلحة وذخائر وأجهزة إلكترونية ومبالغ مالية وسيارتان».