حبيب لـ «الشرق الأوسط»: ما زلت نائب مرشد «الإخوان» وعلاقتي بالجماعة غير قابلة للكسر

أقر بوجود خلافات حول انتخابات مكتب الإرشاد «لم يحن الوقت للحديث عنها بعد»

TT

نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين نيته في الابتعاد عن الجماعة أو الانشقاق عنها بعد خروجه من تشكيل مكتب الإرشاد في انتخاباته الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي، قائلا: «الجماعة تعيش في كياني وعقلي وأفكر فيها حتى وأنا نائم، فكيف أخرج منها؟!». وقال حبيب، لـ«الشرق الأوسط» في أول تصريح له منذ أزمة انتخابات مكتب الإرشاد قبل أسبوع: «ما زلت النائب الأول لمرشد الجماعة وما زلت عضوا بمكتب الإرشاد العام العالمي ومجلس الشورى العالمي ومجلس الشورى بمصر».

وأضاف حبيب: «قبل الانتماء لهذه الجماعة في شبابي كنت لا شيء، لا رسالة لي ولا دور ولا شيء في هذه الحياة، وبعد الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين أصبحت شيئا مختلفا، أصبح لي دور تجاه الإسلام والمجتمع. وعلاقتي بالجماعة غير قابلة للكسر فهي علاقة عاشق بمعشوقته». وأشار إلى أن كل ما يتردد حول تركه للإخوان المسلمين غير صحيح، وقال: «هذه الجماعة بالنسبة لي هي الحياة والأمل والحلم.. هي الدنيا، بل والآخرة أيضا، فكيف أتخلى عنها؟!». وأقر د.حبيب، بوجود بعض الخلافات بينه وبين بعض قادة الجماعة حول الانتخابات، وقال: «أؤكد أن هناك الكثير من التفاصيل التي لم يحن بعد وقت الكشف عنها، وعندما يأتي مجالها وأوانها سيتم الإعلان عنها، فليس كل ما يعرف يقال». واكتفى حبيب بالقول: «كنت أتمنى أن تتاح فرصة أكبر ووقت أطول قبل إجراء انتخابات المكتب، ومجلس شورى الجماعة ستنتهي فترته في شهر يونيو (حزيران) المقبل، لذلك كنت أرى تأجيل الانتخابات حتى ذلك الوقت، فمع محبتي وتقديري لكل الأخوة، كنت أرى أن التريث أليق وأفضل، فلم يكن هناك داع للعجلة».

إلا أنه قال: «أرجو من الله أن يوفق إخوتنا وأن يمضوا لما هم مقدمون عليه وألا يلتفتوا إلى الوراء، فأمامهم تحديات ضخمة، وأرجو منهم ألا ينشغلوا بأمري أو شخصي بل يجب أن ينشغلوا بصالح الجماعة». واعتبر حبيب أن «الإخوان المسلمين» جماعة ملك لكل أعضائها؛ بدءا من المرشد حتى أصغر عضو فيها، وقال: «بل هي ملك للأمة الإسلامية كلها التي تعقد عليها آمالا كبيرة». وعن انتخابات المرشد العام للجماعة المتوقع إعلان نتائجها قريبا، وما تردد عن احتمال فوزه بهذا المنصب كنوع من الترضية له على استبعاده من مكتب الإرشاد، قال حبيب: «الأمر كله بيد مجلس الشورى، لكني أتمنى أن يتأنى المجلس ويتريث، وأيا كان اختيار أعضائه، نسأل الله أن يوفقهم في اختيار الشخصية المناسبة التي تقوم بهذا الدور في ظل التحديات الضخمة الموجودة». وكانت انتخابات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت نتائجها يوم الاثنين الماضي قد شهدت مفاجآت مدوية، منها خروج الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد، وعدد من القيادات البارزة بالجماعة منهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعبد الله الخطيب وصبري عرفة، ودخول الدكتور عصام العريان. وضم مكتب الإرشاد في تشكيله الجديد 16 عضوا منتخبا، بالإضافة إلى الدكتور محمد علي بشر وخيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد اللذين يقضيان عقوبة السجن في قضية «ميليشيات الأزهر» حاليا.

ومثل خروج حبيب من مكتب الإرشاد مفاجئة مدوية خاصة أنه النائب الأول للمرشد، وأصبح منذ الشهر الماضي قائما بأعمال المرشد، بعد إعلان المرشد الحالي محمد مهدي عاكف نيته في عدم الاستمرار في منصبه بعد انتهاء ولايته منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل.