البيت الأبيض يدين «القمع العنيف» لمدنيين يطالبون بممارسة حقوقهم في إيران

فرنسا تدين الاعتقالات العشوائية.. والإعلام الأميركي يفتح مواقعه لصور وأخبار المظاهرات

TT

ندد البيت الأبيض أمس بـ«القمع العنيف وغير العادل بحق مدنيين يطالبون بممارسة حقوقهم في إيران».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر في بيان إن الولايات المتحدة «تدين بشدة» أعمال العنف هذه، وإن «الأمل والتاريخ وكذلك الولايات المتحدة تقف إلى جانب أولئك الذين يريدون التعبير سلميا عن حقوقهم الأساسية».

وأضاف: «ليس من العدل حكم الناس بالخوف والعنف، وكما قال الرئيس (باراك) أوباما في أوسلو فإن خوف بعض الحكومات من تطلعات شعبها إلى الديمقراطية كافٍ للتعبير عن حقيقة الأمر».

كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية بـ«الاعتقالات العشوائية وأعمال العنف» التي استهدفت متظاهرين أمس في طهران، بينما فتح الإعلام الأميركي مواقعه لبث صور وأخبار المظاهرات الإيرانية التي تعد الأعنف منذ عدة أشهر.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الفرنسية بأن الصدامات التي تخللت مظاهرات نظمتها المعارضة «أدت، وفق آخر حصيلة، إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، كما أوقعت العديد من الجرحى». لكن متحدثة باسم الوزارة أكدت أن هذه الحصيلة مستقاة من معلومات غير مؤكدة نشرتها وسائل الإعلام.

وأفادت معلومات نشرتها مواقع إيرانية معارضة بأن خمسة متظاهرين بينهم ابن شقيق زعيم المعارضة مير حسين موسوي قتلوا خلال هذه الصدامات التي تسجل أكبر عدد للضحايا منذ مظاهرات يونيو (حزيران) الكبرى احتجاجا على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، فيما ذكر موقع آخر مقتل 4 آخرين في تبريز. وقال بيان الخارجية الفرنسية إن «فرنسا تندد بالاعتقالات العشوائية وأعمال العنف ضد أشخاص يتظاهرون لمجرد الدفاع عن حقهم في حرية التعبير وتطلعهم إلى الديمقراطية».

وفي واشنطن، تابعت وسائل الإعلام الأميركية ما يدور في إيران، وأفردت صحيفة «نيويورك تايمز» موقعا في الإنترنت لمتابعة التطورات في إيران أولا بأول، وصارت تنشر رسائل وصور وشرائط فيديو عن المظاهرات هناك والاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة. وبالنسبة للصحافة الأميركية، تعتبر هذه واحدة من مرات قليلة تتابع فيها حدثا خارجيا أولا بأول. وأيضا، تابعت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» التطورات في موقعها، مع عنوان: «قتلى وجرحى في يوم عنف في إيران». ونقلت نبأ قتل ابن شقيق حسين موسوي، قائد المعارضة.

وشنت افتتاحية صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية هجوما عنيفا على حكومة أحمدي نجاد في إيران، وقالت: «روح التحرير حية وتتحرك» في إيران. وأشارت الافتتاحية إلى أن حكومة إيران تواجه «عاصفة مثالية»، إشارة إلى كثرة مناسبات المظاهرات ضدها، وقالت إن حركة «الثورة الخضراء» صارت «أكثر قوة، وأكثر تطرفا». وأشادت الافتتاحية بآية الله منتظري الذي توفي مؤخرا، ونقلت أجزاء من تصريحات كان أدلى بها، منها أنه حتى غير رأيه في احتلال السفارة الأميركية في طهران مباشرة بعد الثورة التي قادها آية الله الخميني. ثم تصريحات أيد فيها المظاهرات المضادة التي بدأت ضد الرئيس أحمدي نجاد بعد انتخابات الصيف الرئاسية التي فاز فيها بفترة ثانية. وتنبأت الافتتاحية بأن «روح منتظري سوف تستمر»، وأشارت إلى شعارات رفعت خلال تشييع جثمانه يوم الاثنين الماضي. وأضافت الافتتاحية: «توجد علامات متزايدة على أن حكومة أحمدي نجاد تواجه حركة إصلاح تزيد تطرفا يوما بعد يوم».

وقالت الافتتاحية، في نهايتها: «نأمل، مع بداية عام جديد أن تشهد إيران تحولا سلميا لأننا لا نريد سفك دماء الإيرانيين من أي جانب. لكننا نلاحظ أن النظام سيبذل كل ما يقدر لمنع تحقيق هذا الإصلاح. الآن، نأمل أن يحقق الإصلاح أهدافه قبل أن يحقق برنامج إنتاج قنبلة نووية أهدافه».

من جهة ثانية، نقلت وكالة «رويترز» من واشنطن أن عائلات الأميركيين الثلاثة المعتقلين في إيران بتهمة التجسس بعد أن عبروا الحدود من العراق عن طريق الخطأ، تعاقدت مع محام إيراني ليدافع عنهم وليضمن إطلاق سراحهم. وكانت محكمة إيرانية أعلنت أن الثلاثة ارتكبوا أعمال تجسس. والثلاثة هم: شين بوير (27 سنة)، وسارة شورد (31 سنة)، وجوش فتال (27 سنة). وكررت العائلات في بيان مشترك أن الثلاثة كانوا في رحلة خلوية على الحدود بين العراق وإيران.

وكان منوشهر متقي، وزير خارجية إيران، قال إن الثلاثة «دخلوا إيران لأهداف تثير الشكوك». ونقلت «رويترز» أن المحامي الإيراني هو مسعود شافعي، وقالت إنه واحد من أشهر المحامين في إيران. ونقلت رسالة مشتركة للعائلات جاء فيها: «نستمر في أملنا بأن السلطات الإيرانية سوف تطلق كلا من شين، وسارة، وجوش، لاعتبارات إنسانية، من دون أي تأخير، ومن دون تقديمهم لأي محاكمة».

وقالت العائلات إنها تريد، أيضا، أن تكون واقعية، وأن تستفيد من النظام القضائي الإيراني بالتعاون مع المحامي الإيراني للدفاع عن الثلاثة. وكانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت إن التهم التي وجهتها حكومة إيران للأميركيين الثلاثة «لا أساس لها من الصحة». وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن «العلاقات الأميركية الإيرانية كانت متوترة بسبب خطة إيران إنتاج قنبلة نووية، وبسبب دعم إيران للإرهاب. وها هي إيران تضيف مشكلة أخرى باعتقال هؤلاء الأميركيين الأبرياء». وأضاف المسؤول: «صار واضحا أن حكومة إيران تريد استغلال موضوع الأميركيين الثلاثة لتقول للعالم إن الولايات المتحدة تمارس سياسة عدوانية نحو إيران».

وقالت «رويترز» إنه، حسب القانون الإيراني، يمكن أن يحكم على الثلاثة بالإعدام لما تراه إيران تجسسا خارجيا على أراضيها ومنشآتها. واشتكت العائلات من أن حكومة إيران لا تريد لهم حتى الاتصال تليفونيا بأي من الثلاثة. وقال بيانهم: «نحن نشعر بقلق متزايد كلما مضت الأيام. كلما مضت الأيام، يبدو أن مصيرهم يتحول نحو المجهول». وأضاف البيان: «يؤلمنا عدم الحديث معهم، ويؤلمنا عدم معرفة ما يحدث وما سيحدث لهم».