السليمانية: إقبال جماهيري واسع على مهرجان الفيلم الكردي.. وانتقادات لرئاسته

لأول مرة بمشاركة سينمائيين من تركيا

TT

يواصل مهرجان الفيلم السينمائي الكردي الثاني في مدينة السليمانية عروضه وسط إقبال جماهيري واسع اضطرت معه إدارة المهرجان إلى افتتاح قاعة عروض إضافية لاستيعاب الأعداد الهائلة من عشاق الفن السينمائي المتدفق على قاعة الثقافة بالمدينة لمشاهدة الأفلام المعروضة. وبدأت عروض المهرجان بفيلم «كيك أوف» للمخرج شوكت أمين الحائز على جائزة لجنة النقاد في مهرجان دبي السينمائي، ثم عرضت 6 أفلام قصيرة لعدد من المخرجين المحليين. وشهدت الأيام اللاحقة للمهرجان الذي بدأ في العشرين من الشهر الجاري عرض ستة أفلام قصيرة كمعدل يومي مع فيلم طويل لمخرجين معروفين حازت أفلامهم على الجوائز الدولية.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أشار رئيس المهرجان، آزاد سوزه، إلى مستوى التنظيم العالي للمهرجان الذي يحظى بدعم حكومة إقليم كردستان للسنة الثانية، لكنه أكد أن «اللجنة المشرفة على المهرجان لم تتوقع هذا الإقبال الكبير من عشاق الفن الكردي لحضور عروض المهرجان، مما أدى باللجنة المنظمة إلى إنشاء قاعة عروض متنقلة لاستيعاب العدد العائل من الجمهور المتعطش للفن السينمائي الكردي».

وأشار سوزه إلى «أنها المرة الأولى التي يشارك فيها سينمائيون من كردستان تركيا في مهرجان سينمائي كردي، وهذه تعتبر بادرة طيبة من المخرجين الكرد في تركيا، ستضع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة في تطوير الفن السينمائي الكردي وبذل جهود أكبر في السنوات القادمة لتنظيم مهرجانات ترقى إلى المستويات العالمية».

وفي معرض رده على سؤال حول مقارنة التقدم السينمائي الكردي في إيران قياسا إلى المستوى المتواضع لسينمائيي كردستان العراق، حيث حاز الكثير من الأفلام السينمائية لمخرجين كرد إيرانيين على الكثير من الجوائز العالمية، قال رئيس مهرجان السليمانية: «ليس هناك وجه للمقارنة بين الأفلام التي يخرجها مخرجون أكراد إيرانيون، والأفلام المنتجة من قبل فنانينا، فتاريخ السينما الإيرانية يعود إلى أكثر من قرن، فيما لا يتجاوز عمر النهضة السينمائية الكردية سوى بضع سنوات قليلة أعقبت سقوط النظام الدكتاتوري الذي منع بروز أية طاقات إبداعية كردية وفي كافة المجالات. المخرجون الإيرانيون استفادوا كثيرا من تجارب السينما الإيرانية، ولكننا لم نكن نمتلك الأدوات والمستلزمات الضرورية لتقديم سينما جيدة تتوفر فيها جميع مواصفات التقدم، ولذلك فإن النهضة التي نشهدها حاليا من ظهور طاقات فنية وسينمائية تبشر بالخير، وأعتقد أن السينمائيين الكرد في الإقليم سيتمكنون يوما من منافسة أقرانهم في الدول الأخرى إذا ما استمرت مثل هذه المهرجانات المتخصصة في اكتشاف وتشجيع الطاقات الفنية في كردستان».

وحول انتقادات وجهت إلى رئاسة المهرجان بإشراك أفلام متواضعة لا ترقى إلى أدنى مستوى للمشاركة، أجاب سوزه بأن «هذا صحيح، تلقينا الكثير من الانتقادات من مخرجين وفنانين وغيرهم لمستوى بعض الأفلام، وسنحاول في السنوات القادمة أن نتجاوز هذا الأمر، ولكن يجب أن لا ننسى أن المهرجان هو الثاني هذا العام، وكلما تكررت فإننا سنحوز على خبرات أكثر، لذلك فنحن نضع انتقادات الفنانين بنظر الاعتبار، ونعترف بأن تمرير بعض الأفلام المتواضعة كان خطأ وتقصيرا منا». وحول أهلية لجنة التحكيم التي ستقيّم الأفلام المرشحة للفوز بجائزة «الغزال الذهبي»، قال سوزه إن «اللجنة المشكلة تضم خيرة الاختصاصيين في مجال الفنون السينمائية، فهناك الأستاذ آزاد كركوكي، وهو مختص في مجال العلوم والنظريات السينمائية، وهو الذي يترأس لجنة التحكيم. وتضم أيضا محمد جانو الحاصل على شهادة الماجستير في التصوير السينمائي بكوريا الجنوبية، ومسعود عارف المخرج الكردي المعروف على المستوى الأوروبي، وكاوه ميرزا كاتب السيناريو المعروف، وأخيرا دياري قرداغي الفنان والأستاذ الموسيقي الذي وضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأفلام».

وبحسب المشرف الفني على المهرجان، أحمد محمود، يتوقع أن يعرض فيلم «همسة مع الريح» من إخراج شهرام عليدي الحائز على جوائز عالمية.

وتتواصل عروض الأفلام القصيرة إلى يوم الاثنين القادم حيث سيختتم المهرجان بعرض فيلم «أطفال ديار بكر» للمخرج الكردي التركي ميراز براز، وهو من الأفلام الطويلة التي حازت على الكثير من الجوائز العالمية، وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم من إنتاج كردي تركي في المهرجانات الكردية.

وأضاف محمود: «هذا المهرجان هو رسالة مهمة تعبر عن وجود طاقات إبداعية كردية في مجال الفن السينمائي، نأمل أن تستمر هذه المهرجانات للارتقاء بالفن الكردي وإيصاله إلى مصاف الدول المتقدمة».