الوزير شهيب: لا مانع سياسيا أمام زيارة جنبلاط.. والشق الشخصي يعالج بهدوء

كلام عن تحرك يقوم به نصر الله لـ«تعبيد» طريق دمشق

TT

أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس وجود «سيناريو» يجري التحضير له من أجل «تعبيد» طريق دمشق أمام رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط بعد قطيعة استمرت منذ عام 2003 عندما أعلن الأخير «عصيانه» على سورية في لبنان مشكلا نواة المعارضة التي انضمت إليها في ما بعد قوى المعارضة المسيحية آنذاك، ثم الرئيس الراحل رفيق الحريري قبيل اغتياله في فبراير (شباط) 2005.

وتقول المعلومات إن رئيس الحكومة سعد الحريري نقل «إشارات إيجابية» من دمشق للنائب جنبلاط الذي أوغل في الخصومة معها بانتظار أن يقوم جنبلاط بخطوات إضافية تجاه سورية تنهي «الجانب الشخصي» الذي لا يزال يقف عائقا في وجه عودة العلاقات بين الطرفين، باعتبار أن جنبلاط تناول في خطاباته الأسد شخصيا بألفاظ «غير سياسية». وتوقعت المصادر أن يقوم جنبلاط بخطوة في هذا الاتجاه عبر مقابلة متلفزة تمهد الطريق أمام «سعاة الخير» في إقناع دمشق بفتح أبوابها أمامه.

غير أن وزير المهجرين أكرم شهيب المقرب من جنبلاط ينفي هذه المعلومات، معتبرا أن ما قاله الرئيس الحريري لجنبلاط نقلا عن الأسد «لا يعرفه سوى هؤلاء ولم يتسرب إلى أي شخص آخر». ويقول شهيب لـ«الشرق الأوسط» إنه لا مشكلة سياسية مع سورية تمنع اللقاء مع جنبلاط، مشيرا إلى أن الخطاب السياسي للطرفين أصبح متشابها، وأن جنبلاط «لم يتخلّ يوما عن البعد العربي والعروبة وفلسطين وقضيتها، أما في الجانب الآخر (الجانب الشخصي) فهو أمر يعالج بهدوء، وبالتالي فإن الطرفين المعنيين به يحددان زمانه ومكانه معا». وشدد شهيب على أن «التقارب العربي يعطي استقرارا للبنان». وأكد على ضرورة «بناء المؤسسات بالروحية التي عاد بها الرئيس الحريري من دمشق، ووفق ما يؤكد عليه رئيس الجمهورية دائما بأن المرحلة المقبلة مرحلة انفتاح وعلاقة تعاون، إنْ في الداخل أو مع سورية عبر السفارات وعبر التواصل بين القيادات الرسمية في البلدين».

وفي موقف لافت اعتبر النائب الأسبق ناصر قنديل المقرب من العاصمة السورية أن «النائب وليد جنبلاط ليس بعيدا من دمشق كما يصور البعض، وأن سورية والمقاومة الخارجتين من انتصار تاريخي في يوليو (تموز) 2006 لن تتعاملا مع الذين يريدون الخروج من حرب القرار 1559 بعقلية المنتصر والمهزوم، وخير دليل الحفاوة التي لقيها رئيس الحكومة سعد الحريري في دمشق».

ورأى الوزير السابق وئام وهاب الذي يترأس «تيار التوحيد» الدرزي المتحالف مع سورية ردا على سؤال عن زيارة جنبلاط إلى سورية أن «الرئيس السوري بشار الأسد لن يخيّب آمال الطائفة الدرزية التي تريد الحضن الدافئ لسورية»، لافتا إلى أن «النائب وليد جنبلاط سيذهب إلى سورية، وأن هناك ترتيبا معيّنا يتم لهذه الزيارة، وأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سيعمل على هذا الأمر بعد انتهاء مراسم عاشوراء، وسيكون هناك خطوات معينة ستتم إلى حين أن تتم الزيارة»، مشيرا إلى أن «الزوّار كثر على طريق الشام، وعندما تكون سورية قوية، عليها واجب أن تحتضن أشقاءها».