الطقس المتجمد يعود ويسبب فوضى في بريطانيا والدول الأوروبية

صب في مصلحة المحلات التجارية وساعد على ارتفاع نسبة المبيعات وإنقاذ الأعمال من الإفلاس

مطار مانشستر في شمال إنجلترا الذي غطته الثلوج وأغلق، كما تسبب سقوط الثلوج في إغلاق الكثير من خطوط القطارات البريطانية (رويترز)
TT

تسببت ظروف الطقس المتجمد والتساقط الكثيف للثلوج في حدوث فوضى في شبكة النقل في بريطانيا أمس الثلاثاء فأغلقت مطارات وأعاقت خدمات قطارات. وقال مكتب الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة انخفضت إلى عشر درجات تحت الصفر في أثناء الليل مع توقعات بتساقط 25 سنتيمترا من الثلوج في بعض المناطق.

وصدرت تحذيرات من تساقط ثلوج كثيفة وتغطية طرق بالجليد في اسكوتلندا وشمال ووسط وغرب إنجلترا بينما من المتوقع سقوط المزيد من الثلوج الكثيفة في الجنوب وفي لندن في وقت لاحق اليوم وغدا.

وأغلق مطار مانشستر بسبب الثلوج الكثيفة وألغيت رحلات جوية في مطار ليدز برادفورد.

وشهد الكثير من خدمات القطارات في بريطانيا إلغاءات وتأخيرات وتم تخفيض شديد للخدمات في الخط الرئيسي على الساحل الشرقي من اسكوتلندا وشمال إنجلترا إلى لندن بسبب الطقس السيئ.

ونصح سائقو السيارات بالحذر إذا اضطروا إلى التنقل، وقالت وكالة الطرق السريعة إن «معالجة مستمرة بالملح» تتم في المناطق المعرضة لخطر كبير.

وقالت جمعية الأرصاد إنها توقعت أن تتلقى أمس الاثنين أكبر عدد من الاتصالات للإبلاغ عن مشكلات وبلغ العدد 25 ألف اتصال.

قد تكون الثلوج من أسباب حدوث الفوضى في بريطانيا وشلل المواصلات والانزلاقات ووقوع الحوادث، إلا أنها لعبت دورا إيجابيا صب في مصلحة المحلات التجارية وساعدت على ارتفاع نسبة المبيعات وإنقاذ الأعمال من الإفلاس، فزاد الطلب على شراء المعاطف بنسبة تزيد على الضعف وسجلت عمليات بيع الجوارب والأوشحة والقفازات نسبة تعدت الضعفين وكان من بين المستفيدين أيضا شركة «أغس» الأسترالية المعروفة بتصنيع الأحذية التي تحتوي على جلود الخرفان الطبيعية فزادت نسبة مبيعاتها في مختلف المحلات في بريطانيا بنسبة 300 في المائة، كما زاد الطلب أيضا على شراء أكياس الماء الساخن.

وفي تقرير نشرته «إيفيننغ ستاندرد» مساء أمس، تبين بأن مبيعات المحلات التجارية من هذه الأشياء وصلت إلى أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني في فترة الصقيع والبرد وتساقط الثلوج التي تلت فترة الأعياد مباشرة، ويقول أحد العاملين في واحد من أكبر المراكز التجارية إن البرد ساعد في عملية البيع وكان له الفضل في بيع القطع الشتوية. وزادت نسبة مبيعات الأوشحة وكنزات الكشمير بنسبة 50 في المائة. وقال مسؤول المبيعات في مركز «ويستفيلد» التجاري الذي يعتبر الأكبر في أوروبا بأن هذا الموسم سجل أرقاما قياسية من حيث المبيعات والفضل يعود إلى تدني قيمة الجنيه الإسترليني مما شجع السياح على المجيء إلى بريطانيا والاستفادة من اقتناص فرص التبضع في فترة التنزيلات التي تواكب فترة الأعياد، ووصل عدد المتسوقين خلال فترة الأربعة الأيام التي سبقت أعياد الميلاد إلى نصف مليون شخص.

وكان لمحلات السوبرماركت نصيبها من الاستفادة المادية بسبب الصقيع فزادت نسبة مبيعات الحساء الجاهزة بواقع 40 في المائة. وقال مكتب الأرصاد إنه يتوقع استمرار الطقس المتجمد حتى أواخر يناير (كانون الثاني) بعدما كان الطقس في ديسمبر (كانون الأول) باردا على نحو قياسي.

وللمرة الثانية في تاريخ الشبكة الوطنية للكهرباء في بريطانيا أصدرت تحذيرا لمحطات الطاقة بأن الطلب على الغاز الطبيعي يهدد بتجاوز المعروض منه. وذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية في موقعها على الإنترنت أمس الثلاثاء أن التحذير يأتي بعد زيادة الطلب الموسمي بنسبة 30 في المائة عن المعتاد مع استمرار تساقط الثلوج وظروف الطقس الذي يسبب التجمد والتي تخيم على بريطانيا. وتسببت هذه المخاوف في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لأعلى مستوياته خلال 10 شهور.

يُذكر أن الوقود يُستخدم في التدفئة في نحو ثلثي المنازل في بريطانيا.

وشهدت الكثير من الدول الأوروبية نفس حالة التردي بالطقس، وفي سويسرا عثرت فرق الإنقاذ على جثث ثلاثة متزلجين مفقودين ليرتفع بذلك عدد من لقوا حتفهم في انهيارات جليدية خلال مطلع الأسبوع إلى ثمانية. وكان المتزلجون المفقودون - وهم بريطانيان وألماني - من بين مجموعة من المتزلجين داهمهم يوم الأحد انهياران جليديان في منتجع بيرنيز أوبرلاند في غرب سويسرا الذي يجتذب كثيرا من السياح البريطانيين.

وفي مقاطعة فاليه بالجنوب قالت الشرطة إن رجلا سويسريا كان يقوم بجولة في الجبال مع مرشد لقي حتفه في انهيار جليدي منفصل يوم الأحد الماضي. ووصل عدد القتلى في الحادثة الأولى إلى سبعة من بينهم طبيب أرسل لإنقاذ متزلجين عالقين.

وقالت «ريجا» (خدمة طوارئ تستخدم الهليكوبتر) إن تلك هي المرة الأولى في تاريخها التي يقتل فيها طبيب في انهيار جليدي. وحال سوء الأحوال الجوية دون القيام بعمليات بحث واستؤنفت أمس الثلاثاء.

تسبب تساقط الثلوج في تأجيل المباراة التي كانت مقررة مساء اليوم الثلاثاء بين فريقي بلاكبيرن وأستون فيلا في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأندية الإنجليزية المحترفة (كأس كارلينغ). ولم يحدد حتى الآن الموعد الجديد لإقامة المباراة.

وصرح نادي بلاكبيرن على موقعه بالإنترنت: «ما زالت الثلوج تتساقط بغزارة في بلاكبيرن»، مشيرا إلى النصائح التي تتردد بشأن عدم ارتياد الطرق إلا في حالات الضرورة وكذلك التحذيرات الشديدة في كل أنحاء البلاد من سوء حالة الطقس.

وأضاف النادي: «رغم إمكانية اللعب على أرضية استاد إيوود بارك، نعتقد أنه سيكون من الصعب على المشجعين وطاقم الفريق خوض هذه المباراة».