الأمير خالد الفيصل يطالب بإعادة النظر في مناهج التاريخ السعودية

جامعة الملك عبد العزيز تدشن «كرسي تأصيل منهج الاعتدال السعودي»

TT

طالب الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة بإعادة النظر في الكتب والمناهج التعليمية التي تتحدث عن تاريخ السعودية، خصوصا من الناحية الفكرية. وقال: «لم أجد أن الكتب قد أوفت هذه المعجزة على الرمال الصحراوية في الجزيرة حقها». مضيفا أن «هناك بعض النواقص في هذا التاريخ العظيم، وكأن هذه الدولة لم يكن لها فكر ولا منهج ولا أسلوب ولا قاعدة علمية، في إنشائها أو تكونها».

وجاء تصريحات أمير منطقة مكة المكرمة عقب تدشينه أمس: «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي»، في حفل نظمته جامعة الملك عبد العزيز في جدة أمس.

وأوضح الفيصل أنه تبنّى الكرسي «تقديرا لكل من كتب عن تاريخ البلاد على وجه الخصوص»، مشيرا إلى أن المملكة «قامت بناء على قرار من إنسانها العربي، على هذه الأرض التي كانت امتدادا للعربية السعودية منذ عهد الإمام محمد بن سعود وحتى هذا العهد». واصفا الملك عبد العزيز المؤسس بأنه «ابن هذه الأرض، الذي وحّدها لحمايتها، وإعمارها».

وكان الأمير خالد الفيصل أعلن في شهر مارس (آذار) 2009 الماضي، تبنيه إنشاء كرسي تأصيل منهج الاعتدال السعودي، عقب محاضرة ألقاها في جامعة الملك عبد العزيز في جدة بعنوان «منهج الاعتدال السعودي»، تحدث فيها عن تعريف معنى الاعتدال السعودي. وقال: «إنه منهج الإنسان العربي المسلم المتقدم المتطور».

كما أبرز الفيصل خلال محاضرة «منهج الاعتدال السعودي»، كيفية انتصار منهج الاعتدال الذي وقف أمام الفقر والجهل في بداية الدولة، وكيفية وقف المنهج أمام التغريب والتطرف الفكري وتصدى لهما».

من جهته أكد الدكتور محمود بن محمد سفر، وهو أستاذ الكرسي، أن تأصيل منهج الاعتدال السعودي يحمل العديد من المحاور العلمية التي تشمل الجوانب التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وقال: «إنه يهدف أيضا إلى رفع ثقافة المجتمع تجاه الأفكار الضارة بكيانه، كالتطرف والغلو والتغريب، وإظهار الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي».

من جانبه، أوضح الدكتور سعيد بن مسفر المالكي، المشرف الإداري على الكرسي، أن اختيار شعار كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي تمحور حول جوانب تعكس رؤية وأهداف ورسالة الكرسي.

وشرع الدكتور المالكي في وصف الشعار قائلا إنه «انتُقي من بين نحو 23 شعارا قدمتها شركات متخصصة في تصميم الشعارات، وهو يحتوي على العديد من العناصر التي ترمز إلى البلاد» منها النخلة، وترمز إلى شعار السعودية وتعطي دلالة على ثمرة النتاج العلمي، وأما عنصر الفنار فهو شعار جامعة الملك عبد العزيز ورمز العلم والمعرفة، ويدل عنصر المسارات إلى المسار الوسطي باللون الأخضر. وأضاف أن «المسارات الجانبية في الشعار تعكس ما تحمله من خطر ضد المجتمع، والسيفان عنصر يرمز إلى شعار المملكة، ويدل على قوة الحق التي تحقق العدل لجميع الشعب».

وأوضح المشرف الإداري، أن ألوان شعار كرسي تأصيل منهج الاعتدال السعودي ترمز أيضا إلى رموز البلاد، موضحا أن «اللون الأخضر يمثل لون الوطن ورمز المملكة العربية السعودية، ويدل هذا على العطاء والتسامح، أما اللون الأبيض فيظهر في رأس الفنار، ويرمز إلى نور العلم الذي سيضيء لخدمة تأصيل منهج الاعتدال السعودي».

وتابع: «أما اللون الرمادي فهو تعبير عن الضبابية، وعدم الوضوح في تيارات التطرف والغلو والتغريب، ويعكس ما تحمله هذه التيارات من أخطار جسيمة على المجتمع».

إلى ذلك، عقدت الهيئة الاستشارية للكرسي اجتماعها الأول أمس عقب الاحتفال مباشرة في جامعة الملك عبد العزيز، برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وعضوية كل من الأمير تركي الفيصل، والدكتور أسامة بن صادق طيب، والدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبد الله بن عمر نصيف، والدكتور محمد بن عبده يماني، والدكتور أحمد بن عبد الله الضبيب، والدكتور بندر بن محمد الحجار، والدكتور سليمان أبا الخيل، والدكتور حمود بن عبد العزيز البدر، والدكتور محمود بن محمد سفر، والدكتور سعد بن محمد مارق، والدكتور عدنان بن حمزة زاهد، والدكتور أحمد بن حامد نقادي، والدكتور سعيد بن مسفر المالكي.