الصومال: توقعات بمعارك عنيفة خلال أسبوعين لحسم السيطرة على العاصمة مقديشو

برنامج الغذاء العالمي يعلق عملياته في جنوب الصومال

TT

يبدو أن العاصمة الصومالية مقديشو ستشهد خلال الأسبوعين المقبلين اشتباكات عنيفة ومواجهات دامية، بين القوات الحكومية الموالية للرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد والمدعومة بقوات حفظ السلام الأفريقية ضد كل من ميليشيات الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين.

وقالت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» إن معظم الأطراف المتناحرة في مقديشو تجري حاليا استعدادات مكثفة تمهيدا لمعركة فاصلة لحسم السيطرة على المدينة.

وجاءت هذه التوقعات في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شرماركي أن القوات الحكومية مستعدة لشن هجوم كبير على المتمردين، وتتوقع طردهم من العاصمة بحلول نهاية الشهر الحالي.

وقال شرماركي: «جنودنا مستعدون للتحرك وطرد هؤلاء الإرهابيين من العاصمة قبل نهاية يناير (كانون الأول) ثم الاستمرار في انتزاع السيطرة على مزيد من الأراضي من هؤلاء المقاتلين»، وقال شرماركي إن استعدادات الحكومة تتركز على التجنيد وتدريب الجنود وإصلاح هيكل القيادة، وقال: «لا يمكننا أن نخوض الحرب بين عشية وضحاها، لكننا نركز معظم جهودنا في إعداد قواتنا للعمل حتى يحقق العمل بعض النتائج في النهاية».

واعتبر أن العمل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق يزيد الضغوط على مجموعات «القاعدة» هناك، الأمر الذي يزيد جاذبية الصومال كملاذ آمن للمتشددين.

وتابع: «إذا لم تطبق استراتيجية موازية لتلك المطبقة في أفغانستان للتصدي للمتمردين في الصومال فقد تتحول البلاد كلها إلى دولة إرهابية بالكامل»، مضيفا أن صلة الشباب بالمتمردين في اليمن لم تعد مسألة تكهنات.

لكن الشيخ محمد معلم علي رئيس المكتب الإعلامي للحزب الإسلامي والناطق الرسمي باسمه قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة الصومالية تسعى لاستعادة السيطرة التي فقدتها مؤخرا على سوق بكارة التجارية الرئيسية في العاصمة مقديشو.

من جهة أخرى قال بيتر سميردون المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، إن البرنامج علق عمله في معظم جنوب الصومال بسبب تهديدات للعاملين به ومطالب غير مقبولة من متمردي حركة الشباب التي تسيطر على المنطقة.

وبرنامج الأغذية العالمي عنصر رئيسي للجهود الدولية الرامية لمواجهة الأزمة الإنسانية الحادة في الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، التي تعاني من الحروب والجفاف. ويقول خبراء إن نصف السكان يحتاجون إلى مساعدات.

وأضاف المتحدث لـ«رويترز»: «شروط ومطالب غير مقبولة من جماعات مسلحة عطلت قدرة برنامج الأغذية العالمي على الوصول إلى كثير من المحتاجين في جنوب الصومال».

وتابع: «برغم هذا التعليق يظل برنامج الأغذية العالمي نشطا في معظم وسط وشمال الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو».

لكنه قال إنه يستحيل بشكل عملي في الوقت الراهن الوصول إلى نحو مليون امرأة وطفل معرضين على نحو كبير للخطر. ويتركز نحو ثلاثة أرباع الذين يحتاجون المساعدة وعددهم 3.76 مليون شخص في المناطق الوسطى والجنوبية.

وتخضع معظم هذه المناطق إلى سيطرة حركة الشباب المتمردين التي تقول الولايات المتحدة إنها وكيل تنظيم القاعدة في الصومال.

وأسفر القتال في الصومال عن مقتل 19 ألف مدني منذ بداية عام 2007، كما شرد 1.5 مليون شخص من ديارهم. وتقول وكالات أمنية غربية إن الصومال تحول وسط الفوضى إلى ملاذ آمن للمتشددين الإسلاميين والأجانب، يخططون لشن هجمات في الداخل والخارج.

وقال سميردون لـ«رويترز» إن جماعة الشباب تسيطر على 95 في المائة من المناطق التي اضطرب فيها عمل البرنامج. وأصدر المتمردون في نوفمبر (تشرين الثاني) سلسلة من الشروط لوكالات الإغاثة التي تعمل في جنوب البلاد.