مصدر فرنسي لـ «الشرق الأوسط»: أوباما يريد أن يكون سيد أجندة السلام

كوشنير في مصر ومحور مباحثاته الاتحاد المتوسطي وعملية السلام

وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لدى ترؤسه اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

يجري وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذي وصل إلى القاهرة مساء أمس، جولة مباحثات تتناول موضوع معاودة إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط من جهة والجهود المبذولة لعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات. وفي السياق الأول، يلتقي كوشنير نظراءه وزراء خارجية مصر والأردن وإسبانيا وتونس في مسعى إضافي لتنشيط وتفعيل الاتحاد من أجل المتوسط الذي شلت حركته منذ الحرب الإسرائيلية على غزة. وتسعى فرنسا ومصر اللتان ترأسان الاتحاد حتى شهر يوليو (تموز) القادم للوصول إلى تفاهم من أجل استكمال بنى الاتحاد وخصوصا الأمانة العامة وتعيين الأمناء العامين المساعدين. وما بقي الاتحاد الذي اختار مدينة برشلونة الإسبانية مقرا له من غير إطار إداري، فإنه يبقى مشلولا وغير قادر على تنفيذ أي من المشروعات التي يريد إطلاقها. ودُعيت إسبانيا إلى الاجتماع لأنها تترأس الاتحاد الأوروبي بدءا من الأول من الشهر الحالي. أما دعوة الأردن فلأنه قدم مرشحا للأمانة العامة هو أحمد مساعدة، سفيره لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. ويحظى الأردن بتزكية الدول العربية علما بأن الدول الغربية كانت ترغب أن يكون المرشح مغاربيا. من هنا يمكن دعوة وزير الخارجية التونسي إلى الاجتماع لتوفير نوع من التفاهم بين عمان وتونس علما أن باريس ومعها الدول الأوروبية كانت ترغب بأن يعود المنصب إلى شخصية تونسية.

وفي جانب آخر ستنصبّ محادثات كوشنير مع المسؤولين المصريين وخصوصا مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط على جهود السلام التي يقوم بها الطرفان. وكان الرئيس المصري زار باريس أواسط الشهر الماضي. وأهمية محادثات كوشنير أنها تأتي وسط نشاط دبلوماسي مصري مكثف وعشية سفر وفد مصري (وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة) إلى واشنطن للاطلاع على آخر ما وصلت إليه المواقف الأميركية وما يتداول من خطة تحضرها واشنطن لمعاودة إطلاق المفاوضات من خلال قمة ثلاثية مصرية - فلسطينية - إسرائيلية تترافق مع رسالتي ضمانات أميركية إلى كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ومعلوم أن باريس تسعى لضمان انعقاد مؤتمر قمة للسلام في الشرق الأوسط في إطار اللجنة الرباعية الموسعة وبحضور مصر والأردن وطرفي النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وتكمن مشكلة باريس التي قالت مصادرها قبل عشرة أيام إنها تأمل في حصول القمة إما في الشهر الحالي وإما في الشهر المقبل، في إقناع الإدارة الأميركية بالحضور، وهو ما لم يتم حتى الآن. وقال مصدر فرنسي مطلع أمس إن واشنطن «لا تعارض الدعوة إلى القمة». غير أنها في الواقع «تريد أن تكون سيدة الأجندة»، مما يفهم على أنها «غير مستعجلة» على الدعوة إليها ما لم يتم التوصل إلى إيجاد قواسم مشتركة تعمل عليها الولايات المتحدة الأميركية لحلحلة للمسائل الخلافية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال برنار فاليرو الناطق باسم الخارجية أمس، إن العرض الفرنسي «موجود على الطاولة أكثر من أي وقت مضى» وإن المشاورات مع واشنطن «مستمرة»، فضلا عن وجود اتفاق بين الجانبين حول أهمية معاودة المفاوضات وحول الهدف النهائي لها. وأضاف فاليرو أن محادثات السلام يمكن أن يعاد إطلاقها إما من خلال الاتحاد من أجل المتوسط وإما من خلال اللجنة الرباعية.

غير أن مصادر واسعة الإطلاع في باريس تستبعد أن يكون الاتحاد من أجل المتوسط هو «الإطار الملائم»، كما أنها ترى أن الوقت «ما زال مبكرا» للدعوة إلى قمة للسلام في باريس أو في عاصمة أخرى، ولذا، فإنها ترجح أن يتم «اختراق ما» من خلال الجهود المصرية التي تتم بتشجيع أميركي ودولي وهو ما يفسر النشاط الدبلوماسي الاستثنائي الذي يقوم به الرئيس مبارك هذه الأيام.