حرب مسرحيات بين فضائيتي «فلسطين» و«الأقصى»

TT

حرب مسرحيات تدور رحاها بين فضائية «فلسطين» الناطقة بلسان السلطة الفلسطينية، وفضائية «الأقصى» الناطقة بلسان حركة حماس. وتفجرت هذه الحرب إثر عرض فضائية «فلسطين» مسرحية تهكم فيها الممثلون على أداء المقاومة أثناء الحرب على قطاع غزة، إلى جانب اتهام قادة حركة حماس بتحويل المستشفيات في القطاع إلى ملاجئ لهم فرارا من القصف الإسرائيلي. وتهكم الممثلون على معاناة الغزيين أثناء الحصار، حيث قال أحدهم إن السيارات في قطاع غزة باتت تستخدم «الفودكا» (المشروب الكحولي الروسي) بدلا من الوقود بسبب الحصار. وتندرت المسرحية على حكومة حماس ورئيسها إسماعيل هنية ووزرائها.

وجاء العرض المسرحي في وجود رئيس الوزراء سلام فياض وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه المسؤول المباشر عن هيئة الإذاعة والتلفزيون في السلطة وعدد آخر من الوزراء والمسؤولين. وردت فضائية «الأقصى» ببث فيلم كرتوني يحمل اسم «بهلول» ينتقد بشدة التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ففي الجزء الأول من الفيلم الذي يحمل اسم «مهمة خاصة»، يظهر أحد ضباط الأجهزة الأمنية واسمه بهلول وهو يرتدي بزته العسكرية ويحمل عصا وهو واقف إلى جانب ضابط إسرائيلي كان يوجه له الأسئلة. فكان السؤال الأول عن مهنته، فرد عليه الضابط أنه يهدف إلى فرض الأمن وسيادة القانون، وعندما سأله الضابط الإسرائيلي عن أي أمن يعني، رد الضابط الفلسطيني: أمن المستوطنات وحفظ أمن المستوطنين وعدم السماح بإزعاجهم. ومن خلال العرض، كان الضابط في السلطة ينفذ كل التعليمات التي يصدرها له الضابط الإسرائيلي، التي كان آخرها أمر باعتقال أمه وأبيه وقتل أخيه. سأل الضابط الإسرائيلي ضابط السلطة: «إذا صدرت لك التعليمات بمسح بسطاري، فرد عليه ضابط السلطة: بمسحو وفوقه بوسة، وبعد ذلك قام ضابط السلطة بمسح حذاء الضابط الإسرائيلي بقبعته العسكرية ثم بتقبيله».

وفي أحد المشاهد يظهر الفيلم بهلول وهو ينهال بالضرب الشديد على ابن أخيه الطفل لأنه كان يرشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة، قبل أن يسلمه في وقت لاحق لهم، فما كان من الطفل إلا صرخ في وجهه: «أنت مش عمي أنت جاسوس».

وتوظف السلطة وحركة فتح تلفزيون فلسطين في التهجم على حماس التي تستخدم فضائية «الأقصى» في الرد على هذه التهجمات. واللافت للنظر أن تلفزيون «فلسطين» يخصص الشريط الإخباري لعرض الأخبار والتعليقات التي تندد بحماس وتتحدث عن انتهاكاتها، في حين ترد فضائية «الأقصى» بعرض مواد إعلامية يظهر فيها قيام أجهزة السلطة باعتقال نشطاء حماس في الضفة الغربية، وتذكّر القناة بنشطاء الحركة الذين توفوا تحت التعذيب الوحشي على أيدي سجاني السلطة، حسب وصفها.

وجاءت هذه الانتكاسة بعد وقت قصير توقفت فيه الحرب الإعلامية، لدرجة أن تلفزيون «فلسطين» قام لأول مرة بإشراك محمد نزال القيادي في حركة حماس في برنامج حواري شارك فيه إلى جانبه صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأحد الناطقين بلسان حركة فتح.