أوباما يجتمع بكبار المسؤولين الأمنيين لبحث خروقات سمحت بمحاولة تفجير الطائرة الأميركية

نيجيريا تطلب شطبها من اللائحة الأميركية للدول الخطرة.. والاتحاد الأوروبي يبحث إجراءات جديدة

TT

استدعى الرئيس الأميركي باراك أوباما رؤساء أجهزة الاستخبارات وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أمس لتقييم مسار التحقيق الجاري في محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية يوم عيد الميلاد في عملية يعتقد أن التخطيط لها تم في اليمن، فيما أعادت السفارة الأميركية في صنعاء فتح أبوابها. وكان أوباما قد أمر بعقد هذا الاجتماع في البيت الأبيض عصر أمس من أجل الحصول على النتائج الأولية للمراجعة الأمنية حول عملية التفجير الفاشلة. وبينما أوباما كان على اتصال مع المسؤولين الأمنيين خلال إجازته في هاواي، كان اجتماع أمس أول لقاء له مع المسؤولين الأمنيين مباشرة منذ الحادثة التي هزت الولايات المتحدة. وسلطت محاولة الهجوم هذه الأنظار على اليمن حيث أقفلت دول غربية عدة سفاراتها مؤقتا تخوفا من تهديدات القاعدة، كما دفعت هذه المحاولة الولايات المتحدة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية على الرحلات الجوية المتوجهة إلى أراضيها، ومراجعة القوائم التي تضم أسماء آلاف الأشخاص المراقبين أو الممنوعين من السفر إلى أراضيها.

وكان من المرتقب أن يتناول في الاجتماع مع القادة الأمنيين والوزراء الأساسيين حيثيات التحقيق الجاري في العملية. ويحضر الاجتماع 20 من كبار المسؤولين بما فيهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الأمن القومي جانيت نابولتانو ووزير الطاقة ستيفن تشو ومدير الأمن الوطني دينيس بلير ومدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ليون بانيتا ومدير مكتب المباحث الفدرالي «إف بي آي» روبرت مولر ورئيس مركز مكافحة الإرهاب الوطني مايكل ليتر ومستشار الأمن القومي جيم جونز. وتدور تكهنات في واشنطن عن إقالة عدد من المسؤولين بعد أن ظهرت معلومات بأنه كان من الممكن منع عبد المطلب من السفر إلى واشنطن بعد أن كان والده قد حذر السفارة الأميركية من تطرف نجله. وبعد ثماني سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر (سبتمبر) 2001، ارتكبت الأجهزة الأميركية خطأ فادحا عندما تمكن عمر الفاروق عبد المطلب من حمل متفجرات إلى متن الطائرة التي كانت تنقل 290 شخصا. كما سيتطرق الاجتماع إلى الإجراءات الأمنية الجديدة على الرحلات الجوية. وقد راجعت واشنطن قوائم الأشخاص المراقبين أو الممنوعين من السفر. كما قررت السلطات الأميركية الأحد فرض إجراءات مراقبة وتفتيش مشددة على المسافرين المتحدرين أو القادمين من 14 دولة تعتبر واشنطن أن مواطنيها قد يشكلون تهديدا امنيا. واعتبرت نيجيريا الاثنين أنه «من الجائر» إدراجها على هذه اللائحة. وأعلنت باكستان تطبيق الإجراءات الجديدة، فيما أفادت كل من فرنسا وإسبانيا أنها ستكتفي بالتدابير المعززة السارية.

وأعلن وزير العدل النيجيري مايكل أوندواكا أمس أن بلاده ستطلب شطبها من اللائحة التي وضعتها الولايات المتحدة للدول التي ستخضع للمراقبة. وصرح الوزير لعدد من الصحافيين أن نيجيريا «ستتصل» بالسلطات الأميركية، مؤكدا أنه «على قناعة راسخة» بأنها ستقرر عندئذ «إلغاء هذا التصنيف لأن نيجيريا ليست بلدا إرهابيا». وتابع: «إن مجرد حادثة تورط فيها مواطن نيجيري لا يمكن أن تحول جميع النيجيريين إلى مجرمين».

ويتوقع أن ينظر خبراء الطيران الأوروبيون غدا في بروكسل في الدروس التي يجب استخلاصها من محاولة الشاب النيجيري تفجير طائرة الركاب الأميركية في 25 ديسمبر (كانون الأول)، في حين تدعو دول أوروبية عدة إلى نشر أجهزة المسح الضوئي (سكانر) في المطارات.

وقد تمكن هذا الشاب من الإفلات من أجهزة المراقبة بإخفاء المتفجرات في ملابسه الداخلية. وسيسمح اجتماع اللجنة حول السلامة الجوية للأوروبيين بتقديم استراتيجياتهم الوطنية وتحليل الخطوات التي قررتها الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، أعادت السفارة الأميركية في صنعاء أمس فتح أبوابها بعد يومين من إغلاقها، فيما بقيت سفارتا بريطانيا وفرنسا مقفلتين. وأصدرت السفارة اليمنية في واشنطن بيانا يرحب بقرار وزارة الخارجية الأميركية إعادة فتح السفارة، قائلة إن ذلك جاء بعد «عملية استباقية ناجحة قامت بها وحدوث مكافحة الإرهاب اليمنية». وحيّت واشنطن جهود السلطات اليمنية التي قتلت عناصر عدة في تنظيم القاعدة ووقفت آخرين. وكان تنظيم «القاعدة في الجزيرة العربية» قد أعلن مسؤوليته عن التخطيط لتفجير الطائرة الأميركية التي قام بها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، وعمره 23 عاما، بعد تلقيه تدريبات في اليمن. وأعلنت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عزمها مساعدة اليمن في تعزيز قدرته على مكافحة الإرهاب. وقالت السفارة الأميركية في صنعاء أمس إن «الحكومة الأميركية تشكر اليمن على جهوده في تفكيك شبكات القاعدة»، مشيرة إلى أن «خطر شن هجمات إرهابية ضد مصالح أميركية ما زال مرتفعا». وقبيل ذلك أعلن وزير الداخلية اليمني توقيف خمسة «إرهابيين»، وأكد قدرة بلاده على ضمان أمن الأجانب أينما وُجدوا في البلاد.