السلطات الأميركية تؤكد فرض تفتيش إضافي على من يحمل جواز 9 دول عربية أو زارها

الإجراءات الأمنية تستدعي تخصيص ساعات إضافية لرحلة السفر

TT

بدأت السلطات الأميركية في فرض الإجراءات الأمنية الجديدة على المسافرين من الدول الـ14 التي تعتبرها واشنطن إما داعمة للإرهاب أو دولا «ذات أهمية» منذ بداية الأسبوع الحالي. وبالنسبة للمسافر الذي يأتي إلى الولايات المتحدة من الدول الـ14، ومنها 9 دول عربية، سيواجه إجراءات مشددة في الدولة التي يغادر منها، وذلك على خلفية الهجوم الفاشل الذي حاول المتهم النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب القيام به على متن طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة من أمستردام. وأصدرت التعليمات الجديدة «إدارة أمن النقل» المسؤولة عن جميع النواحي الأمنية في وسائل النقل الأميركية، التي نصحت المسافرين إلى الولايات المتحدة بتخصيص وقت إضافي خلال ترتيب سفرهم من أجل الإجراءات الجديدة. وقد أسست الإدارة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 بموجب قرار من الكونغرس، وهي تابعة لوزارة الأمن الوطني بعد نقلها عام 2002 من مسؤوليات وزارة النقل الأميركية. وأكد ناطق باسم «إدارة أمن النقل»، وهو القسم المسؤول عن تلك الإجراءات، لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة قررت أن «كل شخص يسافر إلى الولايات المتحدة من أي جزء في العالم؛ يسافر من أو عبر دول تدعم الإرهاب أو دول أخرى ذات أهمية سيلزم بتفتيش إضافي». ويواجه أي شخص بغض النظر عن عمره أو عمله هذه الإجراءات الإضافية، بينما في السابق كانت محصورة في فئات معينة أو بناء على تفتيش عشوائي.

ويواجه المسافر من تلك الدول أو حامل جنسية تلك الدول إجراءات أمنية إضافية وتفتيشا إضافيا في المطار الذي يغادر منه متوجها للولايات المتحدة. وتشمل هذه الإجراءات تفتيشا جسديا وتفتيشا دقيقا لحقائب اليد، وكانت هذه الإجراءات قد طبقت على كل المسافرين إلى الولايات المتحدة فور الإعلان عن عملية الهجوم الفاشلة، ولكن حددت الآن للدول الـ14 التي أعلن عنها يوم أول من أمس. يذكر أن الكلاب البوليسية قد وزعت في المطارات الأميركية وكثفت أعدادها خلال الأيام الماضية من أجل شم الحقائب اليدوية قبل الخروج من المطار. وتنصح السلطات الأميركية المسافرين المتوجهين إليها بتخصيص مزيد من الوقت للانتهاء من الإجراءات الأمنية، طالبة من المسافر أن يتأكد من المطار المعني أو الطيران الذي يستخدمه. يذكر أن الدول العربية المعنية بهذه الإجراءات هي السعودية والسودان وسورية والجزائر والعراق ولبنان وليبيا والصومال واليمن. أما الدول الأخرى فهي إيران وكوبا وأفغانستان ونيجيريا وباكستان. وردا على سؤال حول تأثير هذه الإجراءات الجديدة على العلاقات مع الدول الإسلامية، إذ إن مواطنيها هم المستهدفون ما عدا كوبا، أجاب الناطق باسم «إدارة أمن النقل»: «كما هي الحال دائما، إجراءات إدارة أمن النقل الأمنية مبنية على التهديد وليس على الخلفية الإثنية أو الدينية». وأضاف: «كي أكون واضحا، التعليمات التي صدرت يوم الأحد (الماضي) تلزم كل شخص يطير إلى الولايات المتحدة من أي جزء من العالم ويحمل جواز دول تدعم الإرهاب أو شملتها رحلته أو من دول ذات أهمية، بتفتيش مفصل». وتابع أن التعليمات الجديدة أيضا «تتطلب تفتيشا إضافيا مبنيا على التهديد، بالإضافة إلى تفتيش عشوائي لمسافرين آخرين يأتون إلى الولايات المتحدة». من جهته، عبر مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية «كير» عن عدم رضاه عن الإجراءات الجديدة التي تستهدف كل المسافرين من الدول الـ14. وقال الناطق باسم المجلس إبراهيم هوبر: «إذا كنت تقوم بتصرفات تثير الشكوك، يجب الانتباه إليك.. لكن، فقط، اختيار شخص للتفتيش بناء على دينه وعرقه أمر خاطئ وغير مجد». وعاد الجدال التقليدي حول التوازن بين الأمن والحقوق المدنية إلى الأوساط الإعلامية الأميركية خلال الأيام السابقة، ومن المرتقب أن يبقى مع الإعلان عن مزيد من الإجراءات خلال الأيام المقبلة.