خبراء ومحللون: واشنطن عليها التصرف بحذر في اليمن

الدور الأمني الأكبر لأميركا سيخدم «القاعدة» في التجنيد

TT

قال خبراء ومحللون إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتصرف بحذر في اليمن إذا أرادت تجنب توسيع نطاق جاذبية القاعدة عن غير قصد في بلد يعاني من الفقر والفساد والصراع.

وقد حثت محاولة التفجير الفاشلة على أحد الخطوط الجوية الأميركية يوم 24 ديسمبر (كانون الأول)، التي أعلن جناح تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عنها، واشنطن على المسارعة بتقديم المزيد من المساعدات إلى حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وقال المحلل اليمني عبد الغني الإرياني لـ«أ.ب» إن «الدور الأمني الأميركي الأكبر سيتسبب في ارتفاع معدلات التجنيد الذي يقوم به تنظيم القاعدة».

وأضاف: «قد يحدث الكثير من الأشياء السيئة»، مستشهدا بحافة الغضب المناهضة للولايات المتحدة والتي ولدتها الصور القادمة من حرب العراق لجندي أميركي يضع حذاءه فوق رقبة أحد المدنيين العراقيين.ويقر مسؤولون يمنيون بالحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب المضاد، بيد أنهم يقولون إن الحكومة أيضا ينقصها الموارد اللازمة لمعالجة مشكلة الفقر التي توسع من نطاق تجنيد القاعدة لعناصر جديدة.

وتقوم الولايات المتحدة سرا بإمداد القوات المسلحة اليمنية بمعدات عسكرية ومعلومات استخباراتية وتدريبات وذلك لمساعدتها على القضاء على المسلحين المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، بما في ذلك العديد من المعتقلين الذين أطلق سراحهم من سجن غوانتانامو وعادوا إلى العمل من أجل قضيتهم.

وقال الإرياني إن «مساندة حكومة علي عبد الله صالح نتيجة ثانوية حتمية لهذه الحملة» الأميركية. وأضاف: «سيؤدي ذلك إلى استمرار نفس العادات السيئة التي ورطتنا في هذه الفوضى في بداية الأمر وسوف يؤدي ذلك إلى استمرار نفس الممارسات الخطأ التي تعد بالمقام الأول سبب في هذه الفوضى».

وتَبنّى مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه، وجهة نظر عملية تتعلق بالرئيس صالح، وقال المسؤول: «يتعين علينا فعل كل ما بوسعنا، وأن نجعله يلتزم بتعهداته والتأكد من أننا نتمتع برقابة ونضمن أن كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح، وأنه لا توجد أي مشكلات صغيرة».

كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس إن «الوقت قد حان كي يوضح المجتمع الدولي لليمن أن هناك طموحات وشروطا بشأن دعمنا المتواصل للحكومة بحيث يمكنهم اتخاذ تحركات لها فرص أفضل لتحقيق هذا السلام والاستقرار».

ولا يوجد للولايات المتحدة رغبة للدخول في حرب جديدة في اليمن، والتي تعد، حسبما قالت جيني هيل من معهد تشاثام للأبحاث في لندن، بيئة أكثر حساسية من العراق وأفغانستان نظرا إلى قربها من المملكة العربية السعودية وتحديدا من مكة المكرمة. وأضافت أن «الحكومة اليمنية كانت ستواجه موقفا صعبا للغاية إذا ما قرر الغرب الدفع بقوات في الميدان بأي أعداد».

ومن الممكن أيضا أن تشكل البدائل، مثل ضربات جوية لطائرات أميركية دون طيار أو استخدام وحدات قوات خاصة لإرباك القاعدة، حساسية سياسية، وبخاصة إذا سقط ضحايا من جانب المدنيين.

وحتى الآن اقترح البنتاغون الأميركي زيادة المساعدات المقدمة للعمليات العلنية لمكافحة الإرهاب والتي تبلغ 67 مليون دولار، وهو الرقم الذي لا يشمل برامج سرية تديرها القوات الخاصة الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون.