رحيل أحد رواد الرياضة

عادل عصام الدين

TT

** على هامش فعاليات دورة ألعاب التضامن الإسلامي الأولى التي أقيمت بمكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف قبل أربع سنوات ونصف الستة تقريبا، تم تكريم الرواد المؤسسين للحركة الرياضية السعودية.

هذا التكريم في نظري يعد من أهم الأحداث في تاريخ الرياضة السعودية، إذ شاهدنا ولأول مرة وفي حفل كبير، الرجال الذين قامت على أكتافهم الرياضة السعودية التنافسية.

كانت خطوة غير مسبوقة نالت الاستحسان والإشادة والتقدير.

إنها المرة الأولى التي تلتفت فيها المؤسسة الرياضية لهؤلاء الأفذاذ.. الرواد الأوائل وتدعوهم جميعا وتجمعهم في مكان واحد.

الحدث الكبير كان مؤثرا بلا شك.

وصل إلى مكان الحفل الذي رعاه الأمير سلطان بن فهد بحضور جميع المكرمين وفي مقدمتهم الأمير خالد الفيصل اثنان لفتا الانتباه أكثر من الآخرين لأنهما كانا على «كرسيين متحركين».

الرمزان الكبيران اكتفيا طيلة زمن الاحتفال بالصمت والابتسامة التي لم تكن تفارقهما وكانا يجدان صعوبة في التحدث أو التعبير عن مشاعرهما بسبب الوهن والمرض.

رحل الأول قبل 3 سنوات، ورحل الثاني يوم أول من أمس.

غادر الرائدان الرياضيان الكبيران الدنيا الفانية، لكن الوسط الرياضي لن ينسى بالتأكيد ما قدمه الاثنان من خدمات للوطن.

الأول هو مؤسس نادي الوحدة أحمد قاروت.

والثاني هو أحد الرجال في تاريخ ناديي الاتحاد والشباب، بل أحد أهم رواد الرياضة السعودية. إنه الشيخ عبد الحميد مشخص الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد معاناة طويلة مع المرض.

رحل الخلوق المتواضع.. الأديب ورجل الدولة والرياضي الكبير بعد أن خدم بلاده في عدة مجالات وترك سيرة عطرة وكان أحد أبرز من كافحوا وتعبوا من أجل قيام الأندية الرياضية بالدور المطلوب.

عبد الحميد مشخص.. لم يكن شخصية عادية في تاريخ الحركة الرياضية السعودية، ولذلك أتمنى على الشبابيين أولا.. والاتحاديين ثانيا ألا ينسوا ما قدمه هذا الرائد، وأظن أن أقل ما يمكن أن يقدم له، أن نطلق اسمه على إحدى القاعات أو الصالات في الشباب والاتحاد.

رحم الله الأديب الرياضي وأسكنه فسيح جناته.

أين الفنون الشعبية؟!

** جميل جدا أن تكون «القصيدة» إحدى أهم فقرات «الاحتفال» الذي يسبق مباراة الاعتزال.

الكلمات الوداعية مهمة.. والقصيدة مطلوبة.. والهدايا هي الأجمل لكنني أرى أن القصيدة.. وحتى الأغنية لا يجب أن يكون مكانها «الاستاد».

أستغرب جدا، لماذا نهمل العرضة السعودية والسامري والمزمار في مباراة التكريم والاعتزال؟!

العرضة تحرك المدرجات، وهي عندي أهم بكثير من التمثيل والقصائد والتقليد.

ولو كنت مسؤولا عن تنظيم مباراة اعتزال أو تكريم لأحد نجومنا لاكتفيت بـ «العرضة والسامري والمزمار والخطوة» وغيرها من الفنون الشعبية.

من خلال العرضة والسامري نضمن مشاركة النجوم قبل بدء المباراة.

تقديم العرضة السعودية في «الاستاد» أجمل وأكثر جاذبية وأوقع من إلقاء القصائد.. والكلمات والنكات.. والأغاني الباردة الماسخة.

[email protected]