«مجانين الحرب» معرض فني عن الحرب الأخيرة على غزة

يضم 22 لوحة هي عدد أيام الحرب الإسرائيلية باللونين الأسود والرمادي

TT

افتتح في رام الله مساء أمس الثلاثاء معرض «مجانين الحرب» للفنان التشكيلي الفلسطيني باسل المقوسي يضم 22 لوحة فنية باللونين الأسود والرمادي تجسد أحداث الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وقال المقوسي الموجود في غزة لـ«رويترز» عبر الهاتف أمس الأربعاء «هذا المعرض الذي يضم 22 لوحة فنية هي عدد أيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وهي باللونين الأسود والرمادي لأن أيام غزة كانت كذلك في تلك الحرب». وأضاف «عدد من اللوحات هي حصيلة تجربة ذاتية عشتها أنا وأهلي، حيث بقينا محاصرين في منزلنا الواقع في منطقة التوام «قريبة من الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة» لأربعة أيام رأينا فيها الدبابات بجانب المنازل التي دمر عدد كبير منها في القصف، ومنزلنا الذي خرجنا منه أحدها».

وتظهر لوحات المقوسي في معظمها أناسا يحاولون الاحتماء من قصف الطيران الحربي والعمودي الذي يطلق صواريخه تجاههم ناثرا رائحة الموت في كل مكان. وقتل في الحرب الإسرائيلية التي استمرت 22 يوما على قطاع غزة ما يقرب من 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين، فيما قتل 13 إسرائيليا.

ويصف المقوسي إحدى لوحاته التي تظهر فيها امرأة حامل تقف أمام مبنى ومن فوقها الطائرات الحربية كما ذكرت وكالة رويترز «بأنها لوحة الحياة وسط حرب الموت، هذا مشهد أنا رأيته على مدخل مستشفى الشفاء؛ رجل يحضر زوجته الحامل لتلد وسط كل القصف والعدوان».

ويرى المقوسي في لوحاته توثيقا لمرحلة الحرب على قطاع غزة إلى جانب مئات الصور التي التقطها بعدسة الكاميرا. وعبر عن إحساسه بالألم لعدم تمكنه من مرافقة لوحاته من غزة إلى رام الله.

وكتب فيليب بولوني، مدير المركز الثقافي الألماني الفرنسي في رام الله، حيث تعرض اللوحات، في تقديمه للمعرض «هكذا كان الحال في غزة قبل عام، لا يدور الحديث الآن عن الاحتفال بأي شيء يتم التركيز على مأساة وقعت بغرض إبقاء الصورة حية في الأذهان بحيث لا يدهمها النسيان».

ويضيف «بلا شك ستبقى ذكرى المأساة ماثلة أمام الشعب الفلسطيني قبل غيره من الشعوب لكننا أيضا كنا هناك، عشنا واقع العنف والموت الذي عصف بالمكان... سوف نتذكر ذلك ويبقى معرض باسل المقوسي الوسيلة التي تعبر عن حزننا في المركز الثقافي الألماني الفرنسي».

ويستمر المعرض حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الجاري ليعرض بعد ذلك في القدس ونابلس.