العراق يقر العقود النفطية مع الشركات الأجنبية

النفط دون 82 دولارا بعد تسعة أيام من المكاسب

TT

أعلن مسؤول عراقي أن مجلس الوزراء اقر جميع العقود النفطية مع الشركات العالمية بعد موافقة الأخيرة على التعديلات التي قدمتها الحكومة، مؤكدا أن موعد توقيع العقود سيحدد في وقت قريب.

وفي لندن، قطع النفط موجة صعود دامت تسع جلسات أمس الأربعاء، وظل دون 82 دولارا للبرميل، بعدما أظهرت بيانات للصناعة زيادة مفاجئة في مخزونات نواتج التقطير الأميركية الأسبوع الماضي، حتى مع تراجع إمدادات زيت التدفئة.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مجلس الوزراء وافق على جميع العقود التي أبرمتها الوزارة في جولتي استدراج العروض الأولى والثانية» في يونيو (حزيران) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين. وأكد أن «الشركات وافقت على التعديلات القانونية التي طلبها مجلس الوزراء، التي لا تدخل في الإطار الجوهري للعقود».. لكنه لم يحدد ماهية التعديلات، مشيرا إلى أنها توفر غطاء قانونيا إضافيا للشركات والحكومة.

ويأمل العراق من خلال تطوير حقوله التوصل إلى إنتاج ما لا يقل عن 12 مليون برميل يوميا في غضون ست سنوات، ليضاهي بذلك كبار المنتجين في العالم خاصة المملكة العربية السعودية. إلى ذلك، أعلن جهاد أن «ائتلاف شركتي (بي بي) البريطانية و(سي إن بي سي) الصينية باشر عمليا تطوير حقل الرميلة العملاق في البصرة».

وتعهدت الشركتان بتحقيق زيادة في إنتاج الحقل مقدارها مليون و900 ألف برميل، إضافة لإنتاجه الحالي (900 ألف برميل يوميا)، للوصول بالإنتاج إلى مليونين و800 ألف برميل يوميا.

ويقدر احتياطي حقل الرميلة بنحو 7.17 مليار برميل. وستستثمر الشركتان خمسين مليار دولار على أن تنالا دولارين لكل برميل إضافي تنتجانه. وتدفع الشركتان ما نسبته 35 في المائة ضريبة لوزارة المالية و25 في المائة حصة الشريك العراقي، موضحا أن ما يبقى فعليا (من الدولارين) هو 97 سنتا.

كما فاز كونسورتيوم مكون من 35 في المائة لمجموعة «إيني» الإيطالية و25 في المائة لـ«كوغاز» الكورية و20 في المائة لكل من «أوكسيدنتال» الأميركية و«سينوبك» الصينية في تطوير حقل الزبير في الجنوب.

ووافقت هذه الشركات خلال سقف زمني مدته ست سنوات، على إنتاج كميات إضافية مقدارها مليون و125 ألف برميل يوميا من حقل الزبير البالغ احتياطيه نحو أربعة مليارات برميل. وستنال الشركات مبلغ 1.9 دولار لكل برميل إضافي تنتجه من الحقل البالغ إنتاجه حاليا 227 ألف برميل يوميا.

كما فاز ائتلاف شركتي «شل» الإنجليزية الهولندية بنسبة 60 في المائة و«بتروناس» الماليزية بنسبة 40 في المائة بعقد تطوير حقل مجنون النفطي الضخم في الجنوب، مقابل 1.39 دولار لكل برميل إضافي تنتجانه من الحقل البالغ حجم احتياطيه 12.6 مليار برميل.

يشار إلى أن الكميات المنتجة من الحقل حاليا لا تتجاوز 45 ألف برميل يوميا. وفاز ائتلاف يضم شركتي «بتروناس» الماليزية بنسبة 85 في المائة و«جابكس» اليابانية بنسبة 15 في المائة بعقد لتطوير حقل الغراف النفطي العراقي (محافظة ذي قار) الذي يقدر احتياطيه النفطي بنحو 863 مليون برميل.

وحصل ائتلاف شركات «سي إن بي سي» الصينية و«بتروناس» الماليزية و«توتال» الفرنسية على عقد تطوير حقل الحلفاية النفطي. وتقود الائتلاف شركة «سي إن بي سي» بنسبة 50 في المائة، والباقي مناصفة بين «توتال» و«بتروناس». ويقدر احتياطي الحلفاية النفطي بنحو 1.4 مليارات برميل، فيما لا يتجاوز الإنتاج ثلاثة آلاف برميل يوميا حاليا. وستحقق الشركات ربحا مقداره 1.4 دولار لكل برميل تنتجه.

كما فاز ائتلاف بقيادة شركة «غازبروم» الروسية 40 في المائة، و«تي بي إيه» التركية 10 في المائة، و«كوغاز» الكورية 30 في المائة، و«بتروناس» الماليزية 20 في المائة بتطوير حقل بدرة النفطي الذي يقدر مخزونه النفطي بنحو 109 ملايين برميل.

وفاز ائتلاف شركتي «لوك أويل» الروسية و«ستات أويل هايدرو» النرويجية باستثمار حقل القرنة (المرحلة الثانية) النفطي الضخم في الجنوب.

ويقدر مخزون حقل القرنة (المرحلة الثانية) بنحو 12.876 مليار برميل، وهو من الحقول غير المستغلة.

ووقعت «سونانغول» الأنغولية عقدا لتطوير حقلي «نجمة» و«القيارة» الواقعين في محافظة نينوى، شمال العراق. و«سونانغول» هي الشركة الوحيدة التي تقدمت بعرض لاستثمار حقل «نجمة» الذي يقدر احتياطيه من النفط بنحو 858 مليون برميل، وفازت أيضا بعقد آخر لاستغلال حقل «القيارة» الذي يقدر احتياطه بنحو 807 ملايين برميل.

ويحتل العراق المرتبة الثالثة عالميا بعد السعودية وإيران من حيث الاحتياطي النفطي المؤكد مع 115 مليار برميل. وينتج العراق حاليا 2.4 مليون برميل يوميا، يصدر منها نحو 1.8 مليون برميل، خصوصا من حقول قرب البصرة (جنوب).

وفي لندن، هبط سعر الخام الأميركي تسليم فبراير (شباط) ستة سنتات إلى 81.71 دولار للبرميل، بعدما زاد 26 سنتا في معاملات أول من أمس الثلاثاء، ليتحدد سعر التسوية عند 81.77 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى إغلاق له منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول) 2008. وانخفض مزيج برنت في لندن عشرة سنتات إلى 80.49 دولار. وعزز طقس بارد في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من آسيا الطلب على زيت التدفئة، مما دفع الخام إلى أعلى سعر تسوية له فيما يقرب من 15 شهرا. لكن المعنويات تأثرت سلبا بعدما أظهرت بيانات لمعهد البترول الأميركي صدرت عقب إغلاق السوق يوم الثلاثاء ارتفاع إمدادات نواتج التقطير الأميركية 962 ألف برميل الأسبوع الماضي، بينما كان من المتوقع تراجعها 1.9 مليون برميل. وتترقب السوق اليوم بيانات المخزون الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة بحثا عن مؤشرات جديدة على اتجاه الطلب في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم. وقال كيتشي سانو، المدير العام للأبحاث لدى «إس سي إم» للأوراق المالية في طوكيو «أكثر ما يشغل السوق الآن هو مستويات المخزون الأميركي، لكن بوجه عام أعتقد أنه يمكن الحفاظ على الأداء القوي، وسنرى نطاقا بين 75 و85 دولارا في الأجل القريب. موجة الصعود كانت مدفوعة بطقس بارد وهو ما سيستمر لأسبوع أو اثنين. نلحظ عمليات تغطية لمراكز مضاربة قصيرة بعد هبوب موجة البرد».