لبنان: تأجيل لقاء عون وجنبلاط.. والبحث يتركز على «تنمية الجبل» وعودة المهجرين

الحزب التقدمي ينفي وجود «خارطة طريق وشروط» لزيارة زعيمه إلى سورية

TT

تأجل اللقاء الذي كان مقررا اليوم بين رئس «اللقاء الديمقراطي» النائب اللبناني وليد جنبلاط ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بسبب وفاة رئيس المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا القاضي نهاد حريز ومشاركة قيادة الحزب «التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه جنبلاط أيضا في تشييعه.

وحدد بيان مشترك عن الطرفين يوم الاثنين المقبل موعدا جديدا للقاء الذي يفترض به أن يكرس مصالحة الزعيمين ويطلق دينامية عمل بينهما في ما يتعلق بملف عودة المسيحيين المهجرين إلى مناطق الجبل التي هاجروا منها في منتصف الثمانينات إثر معارك بين الحزب التقدمي و«القوات اللبنانية».

ونفى عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي ناصر زيدان الذي يتولى ملف التنسيق مع «التيار الوطني الحر» في الجبل «وجود ورقة تفاهم» للبحث خلال «لقاء جنبلاط وعون، مشيرا إلى أن هذا اللقاء «سيتطرق إلى العديد من النقاط المشتركة، وسيبحث تنمية الجبل وعودة المهجرين، إضافة إلى بعض الملفات السياسية التي ما زالت في طور النقاش». ولفت إلى أنه «سيكون هناك بيان مشترك للنقاط المتفق عليها مثل المصالحة والعودة والإنماء، وكذلك دفع التفاعل الاجتماعي»، وقال: «لن يكون هناك ورقة تفاهم، بل على ضوء هذا اللقاء ستكون خطوات باتجاه العمل على النقاط المشتركة، لا سيما أن اللجنة المهتمة بالنقاش بين الحزب والتيار ما زالت تستعرض النقاط وهي قيد النقاش المشترك».

وقال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب حكمت ديب إن «اللقاء بين جنبلاط وعون تعارفي ولكسر الجليد وفتح جدول أعمال اللقاء الذي سيكون بخطوطه العريضة غدا». ولفت إلى أن «هناك ورقة يتم إنضاجها وهي قيد الإعداد وسيتم إكمالها عبر لجنة مشتركة بين الطرفين»، مشددا على أن ملف المهجرين لا يقتصر على عودة رمزية للأهالي، فالمنطقة بحاجة إلى تنمية وإلى عودة الدولة إليها». وأشار إلى أن «الجو مناسب وتوافقي. فلنستفِد ونختم هذا الجرح (ملف المهجرين) كما يجب».

وأعلن مفوض الإعلام في «التقدمي» رامي الريس أنه «لا علاقة بين زيارة دمشق واللقاء مع التيار، وليس هناك أي خارطة طريق وليس هناك أي شروط معينة، إنما اللقاءات تهدف إلى نقل لبنان من حالة التخندق إلى حالة الحوار». وقال: «ليس هناك أي رابط بين هذه الحركة السياسية وموضوع زيارة دمشق». وأشار إلى أنه «ليس هناك أي زيارة مقررة للرئيس السابق إميل لحود». ولفت إلى أن «زيارة دمشق تتم في الوقت المناسب والظروف المناسبة».

ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، أن المصالحات في لبنان بين الجهات السياسية أمر مطلوب وضروري ولكن ليس ضمن منطق الغلبة أو الإقصاء لأي فريق سياسي وفق ما يحاول أن يصوره البعض تجاه مسيحيي الأكثرية. ووضع سعد اللقاءات التي يجريها جنبلاط في إطار «إزالة رواسب المرحلة السابقة خصوصا أحداث 7 مايو (أيار) والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات، ونفى أن يكون هناك دفتر شروط على جنبلاط لزيارة سورية، معتبرا أن جنبلاط سيزور سورية في الوقت المناسب من أجل مصلحة كل اللبنانيين ومن أجل التأكيد على حسن النيات من القيادات اللبنانية في سبيل كسر الجليد مع سورية والتنبه لمخاطر المرحلة المقبلة في ظل تصاعد الخطر الإسرائيلي على المنطقة خصوصا على لبنان، معتبرا أن لقاء جنبلاط - عون هو جزء من مناخ التوافقات الداخلية.