اليمن: اعتقال 3 من «القاعدة» وإعادة فتح السفارتين البريطانية والفرنسية

عدن: اعتقال رئيس تحرير صحيفة «الأيام» ونجله

عناصر من الشرطة اليمنية في طريقهم الى استاد صنعاء الدولي الذي شهد مباراة التأهل لـ«كأس آسيا 2011» بين المنتخبين الياباني واليمني أمس (أ ف ب)
TT

قالت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، إنه جرى اعتقال ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة، وذلك بعد ملاحقة دامت عدة أيام لتلك العناصر التي استطاعت أن تفر من عمليتين أمنيتين جرتا شمال صنعاء الأسابيع الماضية، وقال بيان صادر عن الوزارة إن الأشخاص الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم كانوا مصابين في مواجهات سابقة دارت الاثنين الماضي، مع قوات الأمن وإنهم كانوا يتلقون العلاج في أحد المستشفيات بمدينة ريدة في محافظة عمران.

وأضاف البيان أن المعتقلين من حراسة من يوصف بأنه زعيم تنظيم القاعدة في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، محمد أحمد الحنق الذي تتضارب الأنباء حول مصيره بعد معلومات عن إلقاء القبض عليه، وأن إلقاء القبض عليهم تم على أيدي رجال الوحدة التابعة لمكافحة الإرهاب. وقالت الداخلية اليمنية إنه جرى أيضا اعتقال أربعة أشخاص آخرين بتهمة التستر على المطلوبين، وهو الأمر الذي حدا بالوزارة إلى أن تجدد «تحذيرها لكل من يقوم بإيواء العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة أو التستر عليهم، أو تقديم أي نوع من أنواع المساعدة لهم» قائلة بأنه سيخضع للمساءلة القانونية. وكانت السلطات الأمنية اليمنية قامت بعمليتين أمنيتين كانت الأخيرة يوم الاثنين الماضي، في منطقة أرحب في محافظة صنعاء، شمال العاصمة، وذلك بهدف اعتقال الحنق الذي تمكن في كل مرة من الإفلات من أيدي رجال الأمن، رغم خسارته لستة من مرافقيه، بينهم نجله، بحسب المصادر الأمنية، وبعيد العملية الأخيرة، فتحت السفارة الأميركية أبوابها واعتبرت أن العملية الأخيرة في أرحب التي وصفتها بالناجحة كانت «مثار قلق»، وحذت السفارتان البريطانية والفرنسية حذو السفارة الأميركية وفتحتا، أمس، أبوابهما أمام المتعاملين، بعد ثلاثة أيام من الإغلاق جراء التهديدات الأمنية، رغم الإجراءات الأمنية المشددة للغاية التي فرضتها أجهزة الأمن اليمنية على السفارات الهامة والمصالح الغربية، وكذا داخل العاصمة صنعاء ، التي تشهد انتشارا أمنيا مكثفا وإجراءات تمثلت في نصب نقاط تفتيش غير ثابتة ومفاجئة وطلب بطاقات الهوية من المواطنين وخاصة في المساء.

وحظيت الإجراءات الحكومية اليمنية بموافقة ومباركة حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم)، حيث عقدت اللجنة العامة للحزب (المكتب السياسي)، مساء أمس، اجتماعا برئاسة نائب رئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب، عبد ربه منصور هادي، لمناقشة التطورات على مختلف الصُعد في الساحة اليمنية، وبحسب ما رشح من معلومات، فقد أعلنت اللجنة عن «دعمها وتأييدها لكافة الإجراءات التي اتخذتها الدولة وأجهزتها الأمنية لمكافحة الإرهاب ومواجهة أعمال التمرد والتخريب والتطرف والتحريض المناطقي والجهوي واضطلاع المؤسسة الأمنية والعسكرية بمهامها وواجباتها الوطنية العليا».

في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها من السفر إلى اليمن بشكل عام وإلى محافظات مأرب وصعدة وأبين والجوف وشبوة وحضرموت بشكل خاص.

وقالت مصادر الوزارة أمس إن هناك خطورة كبيرة بوقوع هجمات «إرهابية» في منطقة الشرق الأوسط.

على صعيد آخر، اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية بمدينة عدن، هشام باشراحيل، رئيس تحرير صحيفة «الأيام» اليومية، وذلك بعد يومين من حصار مبنى الصحيفة والذي يضم أيضا سكن الناشرين ومطابع الصحيفة الموقوفة حكوميا منذ عدة أشهر على خلفية نشر مواد صحيفة، تقول السلطات اليمنية إنها «تمس الوحدة الوطنية»، هذا عوضا عن أن أحد أبناء باشراحيل مطلوب للأمن في قضية قتل. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية وشهود عيان، أن قوات أمنية داهمت مبنى الصحيفة وقامت باعتقال باشراحيل ونجله هاني، وهو ثاني أبنائه الذي يعتقل خلال أيام، كما قامت قوات الأمن بمصادرة الأسلحة التي عثر عليها في المنزل والتي تقول أسرة باشراحيل إنها مرخصة، وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية بمحافظة عدن «إن العناصر المسلحة التي كانت متمترسة في منزل المدعو هشام باشراحيل، استسلموا للأجهزة الأمنية، بعد أن كانوا قاوموا السلطات وأطلقوا النار من أسلحتهم على أفراد الأمن أثناء أدائهم لواجبهم مما نتج عن ذلك استشهاد جندي وإصابة سبعة آخرين من رجال الأمن».

وأعرب المصدر عن «استياء اللجنة الأمنية من التصرفات المشينة والأعمال الخارجة عن القانون التي قامت بها تلك العناصر الخارجة على القانون»، وأشار إلى «أنه قد استكملت إجراءات التحقيق مع الأفراد الذين تم إلقاء القبض عليهم وفقا للأطر القانونية تمهيدا لإحالتهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع»، مؤكدا في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن «الأجهزة الأمنية لن تسمح مطلقا بأي أعمال خارجة عن النظام والقانون وتهدف إلى تكدير الصفو العام والسلم».

وجاء اعتقال باشراحيل بعد مواجهات بين قوات الأمن ومتضامنين مع الصحيفة وحراستها، وأخرى بين قوات الأمن و«ميليشيا حماية الوحدة»، مما أسفر عن مقتل رجل أمن وأحد حراس الصحيفة، وجرح نحو 12 شخصا آخرين من الطرفين، وندد الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق، علي سالم البيض بما تتعرض له «الأيام» ووصف ذلك من منفاه في ألمانيا بـ«الجريمة»، في حين شهدت عدة مدن وبلدات في محافظتي لحج والضالع، مظاهرات منددة بـ«الحملة الرسمية ضد الأيام» ومتضامنة مع ناشريها والصحافيين العاملين فيها.