وزير الداخلية الفرنسي: نحضر للائحة من 30 بلدا تأتي منها تهديدات إرهابية

باريس تضاعف إجراءاتها الأمنية وتحذر من تهديدات ضد فرنسا

TT

بعد الولايات المتحدة الأميركية، قررت فرنسا توسيع لائحة البلدان التي يتعين على مواطنيها الخضوع إلى إجراءات أمنية إضافية في حال قرروا الدخول إلى الأراضي الفرنسية. وبعد سلسلة من التدابير الوقائية الإضافية التي بوشر العمل بها عقب محاولة النيجيري عبد المطلب تفجير طائرة «نورث ويست» الأميركية يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تتأهب باريس للحاق بواشنطن ولندن ولاهاي لجهة استخدام أجهزة الاسكانر في المطارات لكشف الأسلحة أو المواد المتفجرة. وقال بريس هورتفو، وزير الداخلية الفرنسي، أمس، إنه «يتعين من غير أدنى شك توسيع لائحة الدول التي يمكن اعتبارها مصدر تهديد». وتضم اللائحة «الفرنسية» الحالية سبعة بلدان هي الجزائر ومالي وأفغانستان وباكستان واليمن وإيران وسورية. وبحسب مورتفو، يتعين الوصول «من دون أدنى شك إلى لائحة من عشرين أو ثلاثين بلدا». إلا أن الوزير الفرنسي الذي كان يتحدث إلى إذاعة أوروبا رقم واحد، أمس، لم يكشف عن هوية الدول التي ستضاف إلى اللائحة بل إنه تهرب من الجواب بالدعوة إلى انتظار ما ستوصي به «وحدة التنسيق ومحاربة الإرهاب» التي يفترض أن تكشف عن توصياتها في الأيام القليلة المقبلة. وسعى هورتفو سلفا إلى الرد على الانتقادات التي لا بد أن تصدر عن الدول الموجودة على اللائحة الحالية أو التي ستضاف أسماؤها بالقول، إن ذلك «لا يعني أن الحكومات المعنية تدعم الإرهاب لا بل إنها تفتقر للوسائل التي تمكنها من محاربته». وأشار إلى مالي التي يرى أنها غير قادرة بوسائلها الخاصة على منع الإرهاب. غير أن السبب الحقيقي للقرار الفرنسي كشف عنه هورتفو لصحيفة «لوفيغارو» حيث قال إن الغرض هو التعامل مع التهديدات الإرهابية الجديدة و«التعامل مع الخلايا الإسلامية الإرهابية ونقاط مسالكها في رغبتها نقل الحرب إلى الغرب». وكما فعلت واشنطن، يريد الوزير الفرنسي أن يفرض على شركات الطيران تزويد وزارته بالمعلومات عن المسافرين المنتمين إلى هذه الدول منذ لحظة الحجز وليس لدى الصعود إلى الطائرة. وتبدو رغبة باريس في تشكيل لائحة من ثلاثين بلدا مبالغا فيها، علما بأن الولايات المتحدة أقامت لائحة من 14 بلدا غالبيتها بلدان عربية أو إسلامية. ولا يعلل الوزير قرار تشديد الإجراءات بالمحاولة الأخيرة بل يربطها بـ«التهديدات» الإرهابية التي تطل برأسها ضد فرنسا والتي مصدرها كما يقول هو «المتطرفون الإسلاميون». وبحسب هورتفو فإن «التهديد الإرهابي موجود ضد الأراضي الفرنسية ولذا يتوجب علينا اليقظة التامة». وشددت باريس الإجراءات الأمنية في المطارات والثغور خصوصا بالنسبة للمسافرين المتوجهين إلى المطارات الأميركية حيث يتم اللجوء إلى «التفتيش الجسدي» بشكل منهجي. وعززت «شرطة المطارات» بعناصر إضافية بحيث يصل عديدها إلى 3800 شخص وألحق بهم نحو ألف رجل من الدرك. أما بخصوص استخدام أجهزة الاسكانر التي تكشف الأسلحة أو المتفجرات المخبأة تحت الثياب فإن إقرارها ينتظر توصيات لجنة شكلت لهذا الغرض. ويأمل هورتفو باتخاذ قرار نهائي قبل أقل من شهر.

وبسبب كل هذه الإجراءات تعاني الرحلات المتوجهة إلى أميركا من التأخير. والجدير بالذكر أن شارل ريد، البريطاني صاحب الحذاء المفخخ الذي حاول تفجير طائرة عام 2002، انطلق من مطار شارل ديغول الفرنسي شمال باريس.