مقتل 15 في غارة جوية اميركية على وزيرستان

باكستان: 3 قتلى في اعتداء انتحاري أمام ثكنة عسكرية في كشمير

TT

قتل 15 مسلحا في هجوم شنته طائرتان أميركيتان من دون طيار على منطقة وزيرستان بالقبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان أمس مما أدى كذلك إلى تدمير مركز لتدريب عناصر طالبان.

وأصيب خمسة آخرون في الهجوم الذي استهدف مجمعا مبنيا من الطوب اللبن في منطقة داتا خل بالقرب من الحدود الأفغانية. وقال مسؤول استخباراتي محلي طلب عدم الكشف عن هويته: «تلقينا تقارير تفيد بأن صاروخين استهدفا منزلا، وقتل ثلاثة أشخاص بينما أصيب خمسة»، وتابع المسؤول أن هوية هؤلاء القتلى لم تعرف في الوقت الراهن. والهجوم الذي وقع أمس هو ثاني هجوم بطائرة من دون طيار في إقليم شمال وزيرستان هذا العام. وقتل ثلاثة أشخاص في القصف الجوي المماثل يوم الجمعة الماضي. وإقليم شمال وزيرستان هو واحد من سبعة أقاليم بالمنطقة القبلية الباكستانية وهي معقل معروف لمقاتلي طالبان و«القاعدة» الذين يشنون هجمات دامية على قوات غربية تعمل في أفغانستان.

إلى ذلك، قتل ثلاثة عناصر أمن أمس إثر اعتداء انتحاري أمام ثكنة في كشمير الباكستانية، بحسب مسؤول في الشرطة. وفجر انتحاري المتفجرات التي كان يحملها خارج الثكنة العسكرية في بلدة ترار خال إلى جنوب شرقي مظفر آباد عاصمة كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية. وقال الشرطي المحلي مسعود كيشفي لوكالة الصحافة الفرنسية هاتفيا: «إنه هجوم انتحاري استهدف الثكنة. لقد جمعنا أدلة وأجزاء من جسم المهاجم تثبت أنه فعلا هجوم انتحاري». وأضاف الشرطي الذي تحدث من بلدة بالاندري المجاورة: «حصل ذلك خارج ثكنة الجيش، وقتل ثلاثة عناصر أمن، فيما نقل الجرحى إلى مستشفى عسكري». وهو رابع هجوم انتحاري في كشمير الباكستانية منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي. وفي 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أسفر اعتداء انتحاري على مسجد شيعي عن سقوط سبعة قتلى. ويأتي هذا الهجوم الجديد غداة زيارة إلى المنطقة قام بها الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي أعلن أن السلام الإقليمي رهن بحل الخلاف حول كشمير. وتتنازع الهند وباكستان على منطقة كشمير الواقعة في الهيمالايا منذ استقلالهما في 1947. وتسببت هذه المنطقة المقسومة منذ ذلك الحين في حربين من أصل ثلاث حروب خاضها البلدان الجاران المتنافسان في جنوبي آسيا حتى الآن. وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص منذ عشرين سنة في أعمال عنف وقعت في كشمير الهندية حيث يرفض متمردون مسلمون سيطرة نيودلهي. واتهمت الهند من جهتها باكستان بتسليح هؤلاء المتمردين وتمويلهم، الأمر الذي تنفيه إسلام آباد على الدوام. ولم تعلن أي جهة أمس مسؤوليتها عن الاعتداء، لكن السلطات الباكستانية تتهم غالبا طالبان. وتعتبر حركة طالبان المسؤول الرئيسي عن مسلسل الاعتداءات الذي أسفر عن سقوط 2900 قتيل في البلاد منذ أقل من سنتين ونصف السنة. ويشن مقاتلو طالبان مزيدا من التفجيرات الانتحارية ضد حشود كبيرة من المدنيين في محاولة لإجبار الباكستانيين على الرضوخ وإضعاف الثقة في الجيش بعد شن حملات عسكرية كبرى ضد معاقلهم. وأوضحت حركة طالبان الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة نواياها يوم الجمعة حين قاد متشدد سيارة دفع رباعي مدججة بالمتفجرات إلى ملعب للكرة الطائرة بقرية في شمال غربي البلاد وفجر نفسه أثناء مباراة مما أسفر عن مقتل 90 شخصا. ومن شأن المذابح من هذا النوع إرهاب المدنيين وإثارة تساؤلات جديدة حول فعالية الجيش الباكستاني على الرغم من تأكيدات الحكومة بأن الحملة الأمنية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) سددت ضربة قوية لحركة طالبان.