واشنطن وباريس تعملان على عودة الديمقراطية إلى غينيا.. وتأملان بقاء النقيب كمارا بالمغرب

دبلوماسيان أميركي وفرنسي يلتقيان وزير الدفاع الغيني بالرباط

TT

بينما لا تزال الحالة الصحية للنقيب موسى داديس كمارا، رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا كوناكري، حرجة وغير مستقرة، جراء إصابته بجروح بليغة في الرأس خلال محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها يوم 3 ديسمبر (أيلول) الماضي، تحاول واشنطن وباريس العمل على قدم وساق من أجل عودة الديمقراطية إلى هذا البلد، الذي يوجد في غرب إفريقيا، والمهدد باندلاع حرب أهلية ما لم ينسحب الجيش من إدارة دفة الحكم فيه.

وفي سياق ذلك، التقى مسؤولون دبلوماسيون أميركيون وفرنسيون في الرباط، حيث يخضع النقيب كمارا للعلاج في المستشفى العسكري بالعاصمة المغربية، بوفد غيني يقوده وزير الدفاع سيكوبا كوناتي، الذي يمارس مهام رئاسة المجلس العسكري الحاكم بالنيابة منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها النقيب كمارا، وفق ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية.

ويتعلق الأمر بجوني كارسون، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية، ونظيره الفرنسي.

وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية هو ب. ج. كراولي، إن الاجتماع نقل «أفكارنا بشأن كيفية التوصل إلى حل سلمي للوضع السياسي في غينيا، بما في ذلك إقامة حكم مدني تشرف عليه حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة».

وسُئل كراولي عما إذا كان التقدم في تحقيق ذلك أكثر احتمالا إذا بقي النقيب كمارا خارج البلاد، فكان جوابه «نعم».

وترى واشنطن أن وزير الدفاع الغيني بإمكانه المضي قدما من أجل تعبيد الطريق لعودة الديمقراطية، وحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ رحيل الجنرال لانسانا كونتي. وتعتبر غينيا كوناكري أكبر منتج في العالم للألمنيوم وخام البوكسايت، كما تعتبر الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة التي تتعافى من ثلاثة حروب أهلية. يُذكر أن النقيب كمارا استولى على السلطة في انقلاب غير دموي جرى في ديسمبر (كانون الثاني) 2008. وتعرض نظام كمارا لإدانة دولية وفرضت عليه عقوبات، بعد أن قتل واغتصب مسلحون مواطنين تظاهروا ضد حكمه في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي. ولم يلتقِ المسؤول الأميركي النقيب كمارا خلال زيارته للرباط. وتقول الطغمة العسكرية الحاكمة في غينيا إن حالة كمارا الصحية غير حرجة بينما تقول مصادر أخرى إنها عكس ذلك. وكانت الرباط قد أعلنت في وقت سابق أنها استقبلت الرئيس الغيني من أجل العلاج في إطار إنساني محض. يُذكر أن النقيب كمارا أصيب في هجوم نفّذه جنود موالون لمساعده السابق الملازم أبو بكر تومبا دياكيت، الذي اتهم كامارا قبل ذلك بأنه يريد أن يحوله إلى «كبش فداء» ويحمّله مسؤولية أحداث 28 سبتمبر الماضي.