«حرب شائعات» قبيل انتخابات الرئاسة الأوكرانية

موسكو تنفي اتهامات الرئيس يوشينكو بالانحياز لمنافسيه.. ويانوكوفيتش الأوفر حظا

TT

تتابع موسكو احتدام التنافس في أوكرانيا بين أبرز المرشحين لانتخاباته الرئاسية المقررة في 17 من الشهر الحالي، لكنها تنفي الاتهامات بانحيازها لأي من هؤلاء المتنافسين. وكان الرئيس ديمتري ميدفيديف نفى في حديثه لقنوات تلفزيونية روسية صحة ما يتردد عن انحيازه لأحد المرشحين في إشارة إلى ما قيل حول دعمه لفيكتور يانوكوفيتش زعيم حزب الأقاليم. وقال إنه ليس لموسكو مرشحون في هذه الانتخابات فيما كان رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين نفى أيضا صحة ما يقال عن تأييده لنظيرته الأوكرانية يوليا تيموشينكو التي انفرط عقد صداقتها مع بقية نجوم «الثورة البرتقالية».

وجاءت هذه التصريحات بعد اتهامات وجهها الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو منذ أيام لروسيا بالوقوف وراء يانوكوفيتش وتيموشينكو اللذين قالا إنهما يمثلان وجهين لمشروع سياسي واحد تقف وراءه موسكو، على حد تعبيره، في تصريح نشرته وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية.

وتشير استطلاعات رأي أخيرة أن الرئيس يوشينكو، الذي يسعى لفترة رئاسية ثانية، تراجع موقعه عن صدارة قائمة المرشحين، ويحظى بنسبة تأييد قدرها 4%، في الوقت الذي يتصدر فيه يانوكوفيتش قائمة المرشحين بنسبة تقترب من 35 - 40% يليه تيموشينكو بنسبة تقترب من 25% متقدمة عن أرسيني ياتسينيوك الرئيس السابق للبرلمان الذي يتقدم قليلا عن بيوتر سيمونينكو رئيس الحزب الشيوعي الأوكراني الذي تتراوح نسبة مؤيديه بين 3 - 5%.

وحسب الاستطلاعات نفسها فإن السباق سيشهد جولة ثانية بين يانوكوفيتش وتيموشينكو. ويعزو مراقبون الفشل الذريع الذي مني به يوشينكو قطب «الثورة البرتقالية» السابق إلى تعثر سياساته الاقتصادية والاجتماعية ومسؤوليته الشخصية عن تدهور علاقات بلاده مع روسيا المجاورة وتورطه في الوقوف إلى جانب جورجيا وتهريب الأسلحة إليها في حربها في القوقاز بما أضر بالأمن القومي لأوكرانيا حسب تقديرات «لجنة تقصي الحقائق» التي شكلها مجلس «الرادا» للتحقيق في حقائق تورط أوكرانيا في تلك الحرب.

وفي إطار الشائعات والاتهامات المتبادلة التي تسبق الاستحقاق، نشرت وكالة أنباء «أونيان» الأوكرانية نقلا عن ياروسلاف كازاتشوك الرئيس السابق لسكرتارية الرئيس يوشينكو أن يوشينكو ويانوكوفيتش عقدا تحالفا غير معلن يقضي بالتعاون فيما بينهما وبالتخلي عن الانتقادات المتبادلة، إلى جانب التزام الأول بدعم الثاني في حال إجراء جولة ثانية للانتخابات أمام تيموشينكو مقابل أن يتعهد يانوكوفيتش بترشيحه أي يوشينكو لمنصب رئيس الحكومة وحشد الأغلبية في مجلس «الرادا» للتصويت لصالحه. لكن يانوكوفيتش سارع لتفنيد هذه الشائعة، مؤكدا استبعاده لترشيح يوشينكو لمنصب رئيس الحكومة وهو الذي أرغمه على إعادة الانتخابات قبل الماضية في ديسمبر (كانون الأول) 2004 ليفوز بالمنصب بفضل ضغوط الشارع الأوكراني في أعقاب اندلاع ما سميت آنذاك بـ«الثورة البرتقالية».