الحكومة الصومالية تتهم حركة الشباب المتمردة بمضايقة المنظمات الإنسانية

وزير الإعلام لـ«الشرق الأوسط»: الحركة الأصولية تبتز منظمات الإغاثة

TT

حمّلت الحكومة الصومالية، أمس، فصائل المعارضة خاصة حركة الشباب المجاهدين، مسؤولية خروج المنظمات الإنسانية من البلاد، بعد تعليق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لعملياته في جنوب الصومال، أول من أمس. وقال وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود جيلي لـ«الشرق الأوسط» إن حركة الشباب هي المسؤولة عن تعليق عمليات برنامج الغذاء العالمي. وأضاف جيلي «الشباب دأبت على مضايقة المنظمات الإغاثية وابتزازها، وهذه ليست المرة الأولى، بل حدث أن أغلقت مكاتب عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة سابقا». وذكر الوزير الصومالي أيضا أن قرار برنامج الغذاء بوقف أعماله بجنوب الصومال يؤثر بالدرجة الأولى على الشعب الصومالي الذي يعتمد على المساعدات الإنسانية. وكان برنامج الغذاء قد أعلن أول من أمس عن تعليق كل عملياته في جنوب الصومال جراء تهديدات متزايدة لعماله من قبل مسلحي حركة الشباب، وذكر البرنامج أن الشروط والمطالب التي وضعتها حركة الشباب والتي لا يمكن قبولها عطلت قدرة برنامج الغذاء على الوصول لكثير من المحتاجين بجنوب الصومال. وقال البرنامج إنه أغلق جميع مكاتبه في المدن الواقعة جنوب البلاد التي تسيطر عليها الحركة مثل «واجد، بوالي، جربهاري، أفمادو، جيليب، مركا، بلدوين، وتم إجلاء الموظفين الأساسيين من تلك المناطق لدواع أمنية، كما تم نقل معظم المعدات والمركبات من المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها حركة الشباب إلى مناطق أكثر أمنا. وذكر المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي بيترسميردون أن حركة الشباب تسيطر على 95% من المناطق الجنوبية التي اضطرب فيها عمل البرنامج. من جهتها نفت حركة الشباب المجاهدين بشدة اتهامات برنامج الغذاء العالمي، من أنها وضعت شروطا ومطالب عطلت قدرة البرنامج على مواصلة عملياته الإنسانية في جنوب الصومال. ووصف الشيخ علي محمود راجي، المتحدث باسم حركة الشباب، ما ذكره برنامج الغذاء من تزايد التهديدات والهجمات على العمليات الإنسانية، وفرض سلسلة من المطالب من قبل مقاتلي الحركة بأنها أكاذيب ملفقة لا أساس لها من الصحة. ورفض الشيخ راجي أن يكون برنامج الغذاء قد اضطر إلى تعليق عملياته جنوب الصومال بسبب انعدام الأمن في تلك المناطق، وقال «هذا مجرد كذب ودعاية من قبل برنامج الغذاء، فالمناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين هي من أكثر المناطق أمنا واستقرارا في الصومال». وأضاف «نحن لم نأمر برنامج الغذاء بمغادرة البلاد أو وقف أعماله، ولم نضع شروطا تعرقل عمله، كما أننا لم نطلب منه دفع أموال مقابل الحفاظ على سلامة عماله كما يقول البرنامج، هذه دعايات لا أساس لها من الصحة». لكنه ذكر أن حركته طلبت من برنامج الغذاء وقف استيراد المعونات الغذائية من الخارج، وقال «فقط قلنا لبرنامج الغذاء إن عليه أن يوقف استيراد المعونات الغذائية الموجودة داخل البلاد، وأن يقوم بشراء المواد الغذائية من المزارعين المحليين، مراعاة لمصلحة المزارعين والشعب الصومالي المسلم ككل». وتابع قائلا «لكن من المعروف أن الجهات الممولة لبرنامج الغذاء يرفضون شراء المعونات الغذائية من أولئك الذين لا يوافقون على آيديولوجيتهم، ونحن بدورنا رفضنا أن نسمح للبرنامج مواصلة استيراد المعونات الغذائية من الخارج؛ لأن ذلك يسبب مصاعب كبيرة للشعب الصومالي المسلم».

وانتقد الشيخ راجي اسم برنامج الغذاء العالمي قائلا «إن اسم برنامج الغذاء للأمم المتحدة لا يوافق تعاليم الإسلام، نقول للشعب المسلم إن هذا الاسم (برنامج الغذاء العالمي) ضد تعاليم الإسلام؛ لأن الإسلام يرى أن غذاء العالم هو من عند الله، وأن الله وحده هو الذي يغذي جميع الكائنات الحية على وجه هذا الكون، ولا يمكن للإنسان أن يفعل ذلك». وقال أيضا «فضلا عن أن نطلب نحن الأموال من برنامج الغذاء، فإنه كان حاول إعطاء رشوة إلينا، لكننا رفضنا قبول الرشوة».

على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون في مدينة بوصاصو بإقليم بونت، عبد الله علي عثمان، العضو في برلمان ولاية بونت، ليصبح ثاني نائب برلماني يغتال في بونت خلال شهرين، وهاجم المسلحون النائب البرلماني وأطلقوا عليه الرصاص ثم لاذوا بالفرار. وتتزايد الحوادث الأمنية والاغتيالات الغامضة التي تهز المدن الرئيسية في إقليم بونت في الفترة الأخيرة. وكان وزير المياه والمعادن في الحكومة الصومالية، عبدي قيبديد، الذي يزور حاليا مدينة جالكعيو قد نجا قبل يومين من هجوم تفجيري استهدف فندقا كان يقيم فيه بالمدينة. وكان رئيس برلمان بونت قد تعرض هو الآخر لهجوم تفجيري؛ لكنه نجا من الهجوم.