كوشنير منتقدا حماس بالقاهرة: لسنا مستعدين لسماع دروس من أناس لا يحترمون قواعد أصدقائهم

موسى يشير إلى «طبخة عربية» لإعادة إحياء عملية السلام

عمرو موسى خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

وصف وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير التفاوض مع إيران، ومقترحاتها بشأن برنامجها النووي بأنها غير جادة، قائلا إن الإيرانيين لا يريدون التحدث بجدية في لب المشكلة، وهو تخصيب اليورانيوم، بينما وجه انتقادا حادا لحماس دون أن يسميها بشأن الأحداث على الحدود بين مصر وغزة، قائلا «إننا لسنا على استعداد لسماع دروس من أناس لا يحترمون قواعد أصدقائهم»، وأضاف أن «المصريين في مصر هم السادة، وواضعو القواعد».

جاء ذلك عقب مباحثات أجراها كوشنير مع الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، حول «الاتحاد من أجل المتوسط».. وقال موسى إن الوضع السياسي داخل الاتحاد يتأثر كثيرا بالنزاع العربي - الإسرائيلي، مشيرا إلى وجود إعداد لـ«طبخة عربية جيدة» لإحياء عملية السلام، على خلفية التحركات العربية الأخيرة في المنطقة.

وأضاف كوشنير قوله إن إيران لم تقبل عرض المجتمع الدولي لتخصيب اليورانيوم الخاص بها، من أجل الحصول على كمية كافية من اليورانيوم المخصب لتشغيل مفاعلها لأغراض طبية، ووصف العرض الإيراني بأنه غير جدي. وأوضح: «لقد واصلنا المفاوضات مع الجانب الإيراني لشهور، وقد انتهت المهلة المخصصة لقبول العرض الفرنسي - الروسي لتخصيب اليورانيوم يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وما زلنا في الانتظار، ونحن كنا جادين، وبعد انتهاء المهلة قدموا عرضا غير جاد»، معتبرا أنه ليست هناك جدية من قبل إيران بقدر ما هي «لعبة دبلوماسية».

وتابع كوشنير قائلا إن هناك مشكلة خطيرة تمس آلاف البشر الذين لا يقبلون نتائج الانتخابات الأخيرة في إيران. واستطرد موضحا: «ليست هذه مشكلتنا، فهذا شأن داخلي إيراني، ولكننا شهود، والجميع شهود بأن هناك حركة ضخمة ضد النتائج، ولكننا لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان فنحن مهتمون بهذه المشكلة».

وكان كوشنير يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى، عقب لقائهما بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة أمس، حول تعاون «الاتحاد من أجل المتوسط»، الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ومن جانبه، قال عمرو موسى حول تأثير سير عملية السلام بالمنطقة على «الاتحاد من أجل المتوسط»، إن الاتحاد لا يعالج عملية السلام وإنما يناقشها، موضحا أنه منذ إنشاء الاتحاد، ومنذ عملية برشلونة، كانت إسرائيل ضمن الدول المطلة على البحر المتوسط، وتمت تسوية هذا بقبول عضوية فلسطين عضوية كاملة وكذلك الجامعة العربية والدول العربية الموجودة. واستطرد موسى قائلا إن «الوضع السياسي داخل الاتحاد يتأثر، بالطبع، كثيرا بالنزاع العربي - الإسرائيلي».

وقال موسى إن التحركات العربية التي تشهدها المنطقة، لها علاقة بجهود السلام، ومن الطبيعي، بعد انتهاء عام 2009، أن يبدأ نشاط سياسي مكثف بالتعرض لأهم الأمور الموجودة وأهمها النزاع العربي - الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، اتفق موسى وكوشنير على ضرورة دعم أهل غزة والتضامن معهم، مع التأكيد على مقتضيات السيادة المصرية.

وكان وزراء خارجية مصر وفرنسا وإسبانيا وتونس والأردن رحبوا بالمرشح الأردني، أحمد المساعدة، لتولي منصب السكرتير العام لـ«الاتحاد من أجل المتوسط»، واتفقوا خلال اجتماعهم مساء أول من أمس بالقاهرة على قيــــام كبار المسؤولين المعنيين من كافة الدول الأطراف بالمبادرة بتناول ذلك الترشيح الأردني خلال اجتمــــــاعهم القادم يوم 12 الشهر الحالي في بروكســـــــل، تمهيدا لرفع توصيـــــــة مشـــــتركة إلى وزراء خارجية الدول الأطراف لإقرارها بشكل نهائي في أقرب فرصة ممكنة.

وتطرق الوزراء كذلك إلى مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها سبل دفع التعاون الأورومتوسطي على كافة مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن مناقشة الإعداد لقمة برشلونة لـ«الاتحاد من أجل المتوسط» شهر يونيو (حزيران) المقبل.