تحويل منزل المطربة أسمهان في السويداء إلى متحف.. لها ولشقيقها فريد الأطرش

يتميز بطرازه المعماري الذي يعود لثلاثينات القرن العشرين

منزل أسمهان في سورية («الشرق الأوسط»)
TT

تعمل وزارة السياحة السورية حاليا على إطلاق مشروع ترميم وإصلاح بيت المطربة الراحلة أسمهان في مدينة السويداء جنوب العاصمة دمشق، بعد أن صدر قرار استملاكه، حيث كانت تشغله إحدى الدوائر الحكومية المحلية في السويداء.

وستعمل الوزارة على تحويل البيت إلى متحف لمقتنيات أسمهان وشقيقها المطرب الراحل فريد الأطرش، وتوظيفه أيضا في المجال التراثي والسياحي والثقافي الموسيقي، بعد انتهاء أعمال الترميم والمتوقع أن تتم خلال العام الحالي 2010.

وحول بيت أسمهان وأقسامه ومستقبله تحدث مدير سياحة محافظة السويداء المهندس جهاد أبو زكي لـ«الشرق الأوسط» قائلا «تعمل وزارة السياحة على تطوير وإغناء المنتج السياحي في المحافظات التي تشهد نموا سياحيا، لتكون محطة انتباه للاستثمارات المحلية والأجنبية، ومن هذه المحافظات محافظة السويداء حيث عملت ومنذ عام 2005 وللمرة الأولى في مجال بيوت المشاهير على استملاك بيت الفنانة أسمهان».

ونجحت المديرية في استصدار قرار رئيس مجلس الوزراء المتضمن استملاك العقار العائد لحسن الأطرش زوج أسمهان. ويعد هذا البيت من البيوت التاريخية لعدة أسباب، منها المكانة القيادية التي كان يحتلها حسن الأطرش زوج أسمهان في تلك الفترة كمحافظ للسويداء (1936 - 1948)، بالإضافة إلى طراز البيت الذي يعتبر أحد نماذج العمارة الفرنسية إبان الانتداب الفرنسي لسورية، حيث يقع في منطقة تدعى الحي الفرنسي القديم، حيث يجاوره الكثير من البيوت القديمة ذات الطراز الفرنسي والطابع المعماري المميز من حيث الفخامة والاتساع، ويطل على ساحة تسمى ساحة الشهداء الذي يتوسطها نصب تذكاري.

يجاور المنزل الفندق السياحي في السويداء ذا التصميم الفرنسي أيضا ولكن بخبرات المهندسين المصريين إبان عهد الوحدة بين مصر وسورية.

والمنزل عبارة عن فيلا مبنية من الحجر، مع أسقف مائلة في الأعلى مكسوة بقطع الآجر الأحمر، وتبلغ سماكات الجدران في القبو 70 سم، وتتراوح بين 40 و50 سم في الطوابق العليا، وما زالت الجدران والنوافذ الخشبية وأحواض نباتات الزينة على حالها منذ تأسيس هذا المنزل. وتبلغ مساحة العقار مع المنزل 1534 مترا مربعا، تضاف إليها مساحة الحديقة المقتطعة منه والتي آلت إلى الدفاع المدني بمساحة 2366 مترا مربعا، والتي تمت الموافقة على استخدام أرضها من قبل وزارة السياحة كحديقة ملحقة بالمنزل.

القبو يحتوي على قسم التدفئة والمطبخ، وعدد من الغرف. أما الطابق الأرضي فيرتفع منسوبه مقدار سبع درجات عن الأرض الطبيعية، ويضم صالة وسطية كبيرة تتضمن درجا دائريا يؤدي إلى الطابق الأول.

في الجهة الخلفية للمنزل توجد فيراندا مسقوفة أيضا يمكن الوصول إليها من الخارج عبر درج جانبي يظهر على الواجهة الغربية والشمالية. أما الطابق الأول فيطابق في شكله العام مسقط الطابق الأرضي مع بعض التعديل، حيث تتحول الفيراندا الأمامية إلى غرفتين، مع ترك بلكون صغير بينهما يظهر على الواجهة الرئيسية، ووجود غرفة صغيرة ملحقة بالغرفة الجنوبية الشرقية تبرز عن الواجهة الرئيسية بمقدار 120 سم تقريبا، وهي عبارة عن بوفيه صغير، أما الآن فهي مستودع صغير مقفل ويعاني من التلف في سقفه وتفاصيله الداخلية. والأسقف عبارة عن أسقف إسمنتية مسلحة لكل الطوابق، وقد أضيف السقف الأخير المائل والمكسو بقطع الأجر الأحمر.

وسيتم توظيف المنزل كمتحف للمطربة لأسمهان والموسيقار فريد الأطرش والتراث الفني في المحافظة. أما الحديقة الملحقة بالمنزل فستتحول إلى مسرح في الهواء الطلق. ويتم حاليا إعداد دفتر الشروط اللازمة لتقديم الدراسة الفنية الهندسية لتأهيل هذا المنزل، بما يعنيه هذا التأهيل من استحضار لأدوات وطرائق البناء المتبعة في فترة الأربعينات، وإعادة إظهاره كما كان عليه على 1941. بالتزامن مع ذلك تسعى وزارة السياحة إلى تشكيل لجنة مختصة بإعادة جمع تراث الفنانين، ووضع التصور المطلوب لمحتويات هذا المنزل الذي سيكون نقطة جذب فنية وثقافية وسياحية عالية ترتقي للمستوى العالمي الذي تبوأته أسمهان وأخوها فريد. ولدت آمال الأطرش (وهذا اسمها الحقيقي) في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1912 على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا إلى بيروت بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وبقيت العائلة في بيروت حتى سنة 1920 عند بعض الأقرباء في حي السراقة، فانتقلت إلى جبل العرب حيث توفي فهد الأطرش سنة 1924. وغنت أسمهان للكثير من الملحنين، إلا أن أكثر الألحان التي غنتها كانت من نصيب شقيقها فريد الأطرش «نويت أداري آلامي» 1937، و«عليك صلاة الله وسلامه» كلمات بديع خيري، وفي فيلم «انتصار الشباب» عام 1941 لحن لها «يا اللي هواك شاغل بالي» و«يا ليالي البشر»، كلمات يوسف بدروس، و«كان لي أمل» لأحمد رامي، «يا بدع الورد» لحلمي الحكيم، و«إيدي في إيدك»، و«الشمس غابت أنوارها» لأحمد رامي. كذلك «أبريت انتصار الشباب» لأحمد رامي. وفي فيلم «غرام وانتقام» عام 1944 غنت لفريد «ليالي الأنس» كلمات أحمد رامي، «أنا أهوى» لمأمون الشناوي، وموال «يا ديرتي» لبيرم التونسي.

وقد تزوجت ابن عمها حسن الأطرش، وأنجبت منه خلال سنوات الزواج التي استمرت من 1933 إلى 1939 بنتا سمتها كاميليا، لكنها بعد أن انفصلت عنه عادت وتزوجت منه بعد سنوات، في الثالث من (يوليو) تموز عام 1941، بعد أن قررت اعتزال الفن والتفرغ للسياسة والأسرة، وهو ما لم يحدث لاحقا. وتوفيت أسمهان في الثامنة يوم 14 يوليو (تموز) 1944 مع رفيقتها ماري إثر غرق السيارة التي تقلهما في فرع من فروع نهر النيل.