السعودية تتجه لتوسعة المطاف حول الكعبة المشرفة

الشيخ صالح بن حميد يطلق موسوعة تعنى بتاريخ الحرمين الشريفين وأئمتهما

TT

كشف مسؤول رفيع في الحكومة السعودية، عن تحرك جاد لإجراء تطورات تخص الحرم المكي الشريف، متمثلة في توجه لتوسعة المطاف حول الكعبة المشرفة، مشيرا إلى أن هناك دراسات تجري لتبنّي مشروع يقوم على تخفيف ازدحام الحجاج والمعتمرين في مشعر الطواف.

وأفصح الشيخ الدكتور صالح بن حميد، رئيس المجلس الأعلى للقضاء وإمام وخطيب الحرم المكي الشريف، أن بلاده تدرس في الوقت الحالي إمكانية تنفيذ توسعة في ساحة الطواف في الحرم المكي، بهدف تخفيف حدة الازدحام والاختناقات بين زوار بيت الله الحرام، من دون أن يكشف عن أي تفاصيل تخص حجم تلك التوسعة أو مدى الأطر المستهدفة.

جاء ذلك على هامش محاضرة ألقاها الشيخ الدكتور صالح بن حميد، صباح أمس، في العاصمة السعودية الرياض، عندما حل ضيفا على الخميسية بمركز حمد الجاسر الثقافي، تناول فيها الحديث عن موسوعة يقوم بإعدادها تحت عنوان «تاريخ أمة في سير أئمة»، معلنا عن قرب صدورها، حيث أوضح أنها في طور الطباعة بدارة الملك عبد العزيز. وذكر ابن حميد الذي كان رئيسا لمجلس الشورى السعودي في وقت سابق، أنه جعل من موسوعته عملا لتوثيق طبقات الأئمة والإمامة في الحرمين الشريفين منذ صدر الإسلام، لما تحتويه من تراجم وسير ذاتية لأئمة الحرمين الشريفين، وما تشتمل عليه من مقدمة تاريخية عن الحرمين الشريفين وذكر بعض الأسر التي توارثت الإمامة فيه، إضافة إلى تناولها لعمارة المسجدين الشريفين، منذ صدر الإسلام حتى الوقت الحاضر.

وعن أسباب توجه ابن حميد لإجراء موسوعة خاصة بتاريخ أئمة وخطباء الحرمين الشريفين، قال إن تاريخ الحرمين الشريفين لم يلقَ العناية الكافية، التي تفي بحقه وحق أئمته وتاريخه الطويل على مر العصور، مبينا أنه أجمل في الموسوعة تراجم أئمة الحرم المكي وأئمة الحرم النبوي.

واعتبر ابن حميد علاقته الوطيدة بالمسجد الحرام، منذ أن كان والده أحد أئمة المسجد الحرام في مكة المكرمة، باعثا أساسيا أيضا لإجراء موسوعته، مردفا «ومن العسير جدا الكتابة عن مكة المكرمة من دون الكتابة عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم».

وطالب ابن حميد خلال حديثه بعقد ندوات حول أئمة وخطباء الحرمين الشريفين، كما دعا طلاب الجامعات إلى إجراء بحوث تتعلق بالموضوع ذاته.

وبين الشيخ الدكتور ابن حميد أنه دوّن جميع ما عثر عليه لأئمة وخطباء أمُّوا المصلين في الحرمين الشريفين على طول السنين الماضية منذ صدر الإسلام، مضيفا أنه دوّن وقائع تاريخية في مقدمة الموسوعة، والتي تبين ارتباط الإمامة بالولاية، حيث كانت الإمامة مظهرا من مظاهر الولاية في العصور السابقة.

وزاد «أوردت في الموسوعة التنظيمات المتعلقة بتعيين أئمة الحرمين الشريفين، ونقلت معلومات تبين الترسيم في الإمامة ووثائق تعيين الإمامة»، مشيرا إلى أن الموسوعة احتوت على قسم خاص بتعدد الأئمة ونشأته، إضافة إلى نشأة المقامات وتطور عمارتها.

رئيس المجلس الأعلى للقضاء، ذهب خلال محاضرته، إلى علاقته التي تربطه بمكة المكرمة، والمسجد الحرام بشكل خاص والتي امتدت لـ50 عاما، عائدا بأذهان المستمعين إلى أيام طفولته، إبان كان والده أحد أئمة المسجد الحرام، والتي قضاها بين الركنين، وحفظ خلالها القرآن الكريم، مشيرا إلى أنه كان يقضي معظم أوقاته مع زملاء الدراسة داخل الحرم المكي، إذ كان المكان المفضل لهم لاستذكار دروسهم، وهو الأمر الذي وصفه بالباعث الأساسي للكتابة عن أئمة الحرمين الشريفين.