ميتشل يتوقع سلاما بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال عامين من إطلاق المفاوضات

تفاؤل حذر في واشنطن بشأن إنجاح ثلاثة مسارات لتحقيق السلام

TT

توقع المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل عشية جولته الجديدة إلى الشرق الأوسط، الانتهاء من مفاوضات السلام خلال عامين من إطلاقها، معبرا عن اعتقاده الشخصي بأنه يمكن أن تكتمل قبل أقل من تلك الفترة الزمنية. وقال ميتشل في لقاء تلفزيوني مساء أول من أمس «نعتقد أن المفاوضات يجب ألا تستمر أكثر من سنتين، بعد إطلاقها.. يمكن إنجازها خلال تلك الفترة.. نأمل في أن تتفق الأطراف على ذلك»، مضيفا «شخصيا أعتقد أنه من الممكن إحراز ذلك في فترة أقصر». وشرح ميتشل في المقابلة مع برنامج «تشارلي روز» الخطوات المقبلة للعمل على إطلاق تلك المفاوضات عشية لقائه مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس جهاز الاستخبارات المصري عمر سليمان في واشنطن اليوم. وأوضح ميتشل أنه سيعود إلى زيارة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة مع التركيز على ثلاثة مسارات محددة، وهي «أولا المفاوضات السياسية لجعل الأطراف تدخل مفاوضات ذات معنى تخرج باتفاق سلام. ثانيا الأمن للتأكد من أن أي اتفاق يضمن أمن الإسرائيليين والفلسطينيين والدول المجاورة. وثالثا النمو الاقتصادي وما نسميه الجهود المؤسساتية لمساعدة الفلسطينيين على تحسين اقتصادهم وتشجيع رئيس الوزراء الحالي، سلام فياض وهو شخص يثير الإعجاب». وقال ميتشل إن هناك «شعورا واسعا» بين الدول العربية بأن وقت التفاوض قد حان للتوصل إلى سلام شامل. وأضاف «الطريق إلى الأمام هو في اتفاق إسرائيلي – فلسطيني، وإسرائيلي - سوري ولبناني وتطبيق كامل لمبادرة السلام العربية.. هذا هو السلام في الشامل في المنطقة وهو الهدف الذي أوضحه الرئيس (الأميركي باراك أوباما) ووزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون)». وكرر ميتشل الموقف الأميركي من إمكانية بدء المسار السوري بالتوازي مع المسار الفلسطيني. وحول الدور التركي في إحلال السلام بين الطرفين، وهو ما يفضله السوريون، قال ميتشل إن الإسرائيليين «يفضلون مفاوضات مباشرة وفورية مع السوريين، وليس العملية غير المباشرة من خلال الأتراك». وأوضح «لقد قلنا للطرفين إننا نريد تسهيل التقريب بينهما.. ومستعدون لفعل ذلك بأية طريقة مقبولة من قبل الطرفين». وسيبحث ميتشل المسار السوري خلال جولته المقبلة في المنطقة التي ستشمل زيارة إلى دمشق. ولفت ميتشل في المقابلة النادرة إلى أهمية التوقيت في جهود استئناف مفاوضات السلام، شارحا أنه يجب أن تكون جميع الأطراف مستعدة لخوضها. ويبدو أن وجهات النظر بدأت تقترب حول إمكانية استئناف تلك المفاوضات.

وتكثف جماعات ناشطي السلام والمعاهد الفكرية الداعمة لإسرائيل في واشنطن، مثل معهد «جي ستريت» و«الأميركيون للسلام الآن»، من جهودها للضغط على إسرائيل لانتهاز فرصة التوصل إلى اتفاق سلام. ونشر رئيس مجموعة «جي ستريت» مقالا في صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس في هذا السياق، قائلا إن على إسرائيل أن تعي أن «حل الدولتين بات في الإنعاش والوقت قد حان لاتخاذ قرارات صعبة لإنهاء الاحتلال». من جهتها، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» خبرا يفيد بأن الرئيس الأميركي ينوي زيارة إسرائيل خلال الجزء الأول من العام الجاري. ورغم رفض البيت الأبيض تأكيد هذا الخبر، قالت الصحيفة إن كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل كان قد أبلغ القنصل العام الإسرائيلي في لوس أنجليس، جيكوب دايان، عزم أوباما زيارة إسرائيل خلال الأشهر الستة المقبلة. وأضافت الصحيفة أن إيمانويل أبلغ دايان استياء الإدارة الأميركية من عدم التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول استئناف مفاوضات السلام، محذرا من أنه في حال إحراز تقدم ملموس قريبا، ستقلل واشنطن من اهتمامها بالقضية مع ازدحام الأجندة السياسية بقضايا أخرى. يذكر أن أوساطا إسرائيلية ويهودية عبرت عن استيائها سابقا من عدم زيارة أوباما لإسرائيل بعد، رغم زيارته دولا عربية عدة خلال عامه الأول في البيت الأبيض منها السعودية ومصر والعراق والأردن. وامتنع أوباما عن زيارة إسرائيل لحين إحراز تقدم في عملية السلام وإظهار الحكومة الإسرائيلية نية واضحة لإنجاح جهود السلام.