العليمي: النيجيري التقى عناصر من «القاعدة» والعولقي في اليمن

قال إن هناك 20 مطلوبا للسعودية بالبلاد.. ورفض أي تدخل عسكري أميركي

نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي أثناء مؤتمر صحافي في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت السلطات اليمنية، أمس، أن الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي حاول ليلة الميلاد تفجير طائرة أميركية، التقى بعدد من عناصر «القاعدة» البارزين في اليمن. وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني يمني أن عبد المطلب جندته «القاعدة» في لندن وليس في اليمن، نفت مصادر بريطانية أن يكون عبد المطلب نشط إرهابيا عندما كان في بريطانيا.

وقال اللواء الدكتور رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية، إن الشاب النيجري التقى بعدد من عناصر «القاعدة» في محافظة شبوة بجنوب البلاد، وتحديدا في منطقة وادي رفض التي قصف فيها الطيران اليمني، الخميس قبل الماضي، منزلا كان يضم عددا من عناصر «القاعدة»، وأن بين من التقى بهم عبد المطلب رجل الدين اليمني المتشدد أنور العولقي الذي نجا من القصف والذي يتهم بأنه من جند الضابط الأميركي ذا الأصل الفلسطيني نضال مالك حسن، الذي قتل 13 من زملائه مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) في قاعدة «فورت هود»، نافيا أن يكون عبد المطلب درس في جامعة الإيمان اليمنية التي يملكها ويديرها الداعية اليمني الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني. وعن عدم اعتقال الأخير رغم أنه مطلوب للولايات المتحدة وموضوع على لائحة الأمم المتحدة الخاصة بممولي الإرهاب، أرجع العليمي ذلك إلى كون الزنداني يعد من «الشخصيات الاجتماعية والسياسية اليمنية، ومواقفه المدينة والرافضة لفكر ومخططات (القاعدة) معروفة».

كما كشف العليمي أن «القاعدة» جندت الشاب النيجيري في لندن وليس أثناء دراسته للغة العربية في اليمن، وأشار إلى أن المتفجرات التي كانت بحوزة عبد المطلب، حملها من نيجيريا وليس من اليمن، بعد مغادرته البلاد، ونفى أن تكون اليمن تقوم بمحاربة الإرهاب نيابة عن أحد، وإنما بـ«رغبة وطنية»، وأشار إلى أن السلطات الأمنية اليمنية استطاعت في الآونة الأخيرة أن تفشل 16 هجوما إرهابيا، كما تمكنت السلطات، بشكل عام، ومنذ بدء الحرب الدولية على الإرهاب عام 2001، من استمالة قرابة 600 ممن سماهم «المغرر بهم» من عناصر «القاعدة»، وذلك بعد أن كانت اليمن الدولة الثالثة المرشحة لأن تكون ملاذا آمنا لـ«القاعدة» وهدفا للعمليات العسكرية، بعد أفغانستان وباكستان. وقال «إنهم اليوم يعيشون بيننا كمواطنين صالحين». وفي لندن، نفت مصادر الداخلية وفقا لـ«إيفننغ ستاندرد» أن يكون الشاب النيجيري تحول إلى إرهابي خلال فترة وجوده في بريطانيا، وإن كانت أشارت إلى أنه تحول خلال فترة دراسته فيها إلى الأفكار المتطرفة. كما أكد مسؤولون بريطانيون عدم وجود أدلة جديدة ظهرت حول تورطه في أنشطة إرهابية في لندن.

ونفى العليمي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في صنعاء، أن تكون قوات أجنبية هي التي نفذت الهجمات الأخيرة على عناصر في بعض المناطق اليمنية.. وقال إن القوات اليمنية هي التي نفذتها 100%، في ضوء تعاون أمني ومعلوماتي استخباراتي مع بعض الدول، وحاول العليمي طمأنة المجتمع الدولي من مخاطر تنظيم القاعدة في اليمن، ليس من خلال التقليل من شأن الأخبار التي يتم تداولها والتي اعتبرها تتناقل معلومات تهول حجم التنظيم في اليمن، مؤكدا أن أي تدخل عسكري أميركي أو أجنبي في اليمن، سوف يقوي تنظيم القاعدة ولن يقضي عليه.

وأعلن العليمي رفض وجود أي قوات أجنبية على الأراضي اليمنية، مشيرا إلى أن التعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، يقتصر على جوانب التدريب والتأهيل والدعم الفني وتبادل المعلومات الاستخبارية، وقال المسؤول اليمني البارز إن أجهزة الأمن لا تمتلك المعلومات الكافية كي تحدد حجم وجود «القاعدة» في اليمن، لكنه توقع وجود نحو 20 شخصا من المطلوبين للملكة العربية السعودية ضمن قائمة الـ85 المطلوبين بتهم الإرهاب، وقال إن بعض المطلوبين سعوديا وأميركيا، قتلوا في العمليات الأخيرة التي استهدفت معسكرات تدريب لـ«القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة بجنوب البلاد.

وذكر المسؤول اليمني، في سياق إجابته عن أسئلة الصحافيين، بشأن العائلة الألمانية التي اختطفت بمعية صديقها البريطاني، في محافظة صعدة، في يونيو (حزيران) الماضي، أنها على قيد الحياة، وأن أجهزة الأمن تبحث سبل تخليصهم من قبضة الحوثيين الذين قال إنهم يستخدمونهم في معالجة جرحاهم.. مشيرا إلى أن أجهزة الأمن حصلت على صور الأطفال الثلاثة وإلى أن لديها معلومات مؤكدة باحتمال وجودهم في واحدة من ثلاث مناطق هي: الجوف، مأرب وصعدة، وقال إن ألمانيا وبريطانيا تتحفظان على القيام بعملية أمنية لتخليص الرهائن وذلك خشية على حياتهم.

وربط اللواء الدكتور رشاد العليمي بين تنظيم القاعدة في اليمن والحوثيين المتمردين في محافظة صعدة، ولم يستبعد وجود تنسيق بين الطرفين خاصة في مجال تجارة السلاح والمخدرات، وذلك لسد احتياجاتهم من المال لتوفير الأسلحة والعتاد العسكري، لكنه أكد عزم الحكومة اليمنية على مواصلة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة «أينما وجدوا، وأينما كانوا، وتعزيز الوجود الأمني والعسكري في أي مناطق يحتمل تواجد عناصر إرهابية فيها، بالإضافة إلى دعم أجهزة السلطة المحلية والعمل معها على توعية المواطنين بمخاطر وجود هذه العناصر في مناطقها».