توجيه 6 اتهامات لمنفذ الهجوم «الفاشل» على طائرة ديترويت

عبد المطلب يواجه السجن بين 20 و30 سنة عن كل منها.. وسيمثل أمام المحكمة الجمعة

TT

وجه الإدعاء الأميركي ستة اتهامات إلى النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب مدنية أميركية فوق مدينة ديترويت، في يوم عيد الميلاد، من بينها محاولة قتل 289 شخصا، هم عدد ركاب الطائرة، ومحاولة نسف طائرة ركاب أميركية، ومحاولة القتل، ووضع أداة تفجير مدمرة على متن الطائرة، إلى جانب اتهامين آخرين؛ أحدهما «حيازة سلاح ومتفجرات بهدف ارتكاب جريمة عنف». وجاء في لائحة الاتهام، التي وردت في سبع صفحات، أن عبد المطلب حاول استخدام سلاح من أسلحة الدمار الشامل. وأعلنت الإدارة الأميركية أنها ستنشر (أمس) جزءا من التحقيق الذي قامت به حول الهفوات التي أدت بأجهزة الاستخبارات إلى عدم إدراك خطورة الموقف. وأفادت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن شرطة الحدود الأميركية كانت على علم بأن متطرفا مفترضا كان على متن الطائرة القادمة من أمستردام إلى ديترويت في 25 ديسمبر (كانون الأول)، وكانت في انتظاره في المطار لاستجوابه. وأضافت الصحيفة استنادا لمسؤول أمني أن مسؤولي الشرطة الأميركية لم يكتشفوا اسم عمر الفاروق عبد المطلب في معطيات الجمارك وخفر الحدود إلا بعد صعوده في أمستردام إلى الطائرة التي كانت تقوم برحلة «نورث ويست 253». وأوضح أن «وزارة الخارجية أعربت في قاعدة المعطيات عن قلقها من ذلك الشاب ومن أنه قد يكون تردد على عناصر متطرفة في اليمن»، مؤكدا أنه لو تم اكتشاف تلك المعطيات قبل ذلك لتمكنت أجهزة الأمن من «منعه من الصعود إلى الطائرة». وأضاف أن «عناصرنا في ديترويت (شمال الولايات المتحدة) كانوا مصممين على إخضاعه لتفتيش ثان»، عندما تهبط الطائرة وأن «القرار قد اتخذ». وأكد مسؤول كبير في أجهزة الأمن الداخلية، طلب بدوره من الصحيفة عدم الكشف عن هويته، أن المهلة المتاحة لمعرفة ما إذا كان أحد الركاب يشكل خطرا محتملا قبل الصعود إلى الطائرة قصيرة، وأن تحليل لائحة المسافرين بشكل معمق لا يبدأ إلا عندما يصدر محضر الرحلة أي قبل ساعات قليلة من إقلاعها.

ووجهت محكمة ديترويت المدنية إلى الشاب النيجيري (23 سنة) الأربعاء رسميا ستة اتهامات؛ منها «محاولة القتل» و«محاولة استخدام سلاح للدمار الشامل». وأوضحت وزارة العدل الأميركية في بيان أنه يمكن أن يحكم على الشاب بالسجن لمدة تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين سنة لكل واحد من الاتهامات المذكورة، مستبعدة حكم الإعدام. وفي 25 ديسمبر استقل عمر الفاروق عبد المطلب طائرة لشركة «نورث ويست إير لاينز»، الفرع في شركة دلتا، كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت، وقد أخفى مسحوقا مفجرا في ثيابه الداخلية. وكانت الطائرة تقل 289 راكبا إضافة إلى أفراد طاقمها الـ11. وعندما بدأت الطائرة الهبوط في ديترويت حاول الشاب تفجير عبوته قبل أن يسيطر عليه عدد من الركاب. ونقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مسؤولين كبار أن عبد المطلب أعلن بعد اعتقاله أنه استخدم حقنة لخلط سائل كيميائي بالمسحوق المفجر الذي كان يخفيه.

وأوضحت المحكمة في محضر الاتهام أن «العبوة كانت مكونة من تيترانيترات البينثريت وترياسيتون تريبيروكسيد ومكونات أخرى»، موضحة أن المادتين الأوليين وهما المسحوق والسائل في الحقنة، هما من النوع «شديد الانفجار». وأضافت أن «العبوة كانت معدة ليفجرها عمر الفاروق عبد المطلب في الوقت الذي يراه مناسبا لنسف الطائرة». وسيمثل الشاب الجمعة أمام محكمة ديترويت الفيدرالية ليقول ما إذا كان سيعترف بالجريمة أم لا. وأكد عبد المطلب الذي أصيب بحروق خطيرة أنه خضع لتدريب في معسكر لتنظيم القاعدة في اليمن، بينما تبنى فرع «القاعدة في الجزيرة العربية» محاولة الاعتداء. وقد أثبت التحقيق أن والد المشتبه به أبلغ الدبلوماسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتطرف ابنه لكن الإدارات المختلفة لم تقارن تلك المعلومات ولم تتقاسمها. وانتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة أمس، عقب اجتماع مع قادة أجهزة الاستخبارات، ذلك النقص في التنسيق. وقال إن «الحكومة الأميركية كان لديها ما يكفي من المعلومات لإحباط ذلك المخطط وربما منع وقوع الاعتداء يوم عيد الميلاد». وتابع: «لكن أجهزتنا الاستخباراتية لم تنجح في تجميع عناصر كانت يمكن أن تؤدي إلى إدراج المشتبه فيه على لائحة الأشخاص الممنوعين من السفر». وذكر أوباما أن «مسؤوليته تتمثل أيضا في اكتشاف سبب» تلك الإخفاقات و«تصحيحها». وحصل هذا الفشل الذريع بعد 8 سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر أيلول (نحو ثلاثة آلاف قتيل) وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي تنفقها الولايات المتحدة في مجال الاستخبارات والأمن علاوة على العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق.