براون ينجو من محاولة الإطاحة به.. والمعارضة البريطانية: «العمال» لم يعد مؤهلا للحكم

وصف الأزمة بـ«عاصفة في فنجان» ونواب بحزبه اتهموا الوزيرين المتمردين بالخيانة

TT

فشلت محاولة وزيرين سابقين من حزب العمال البريطاني للإطاحة بزعيمهما رئيس الوزراء غوردن براون، بعد أن اصطف كبار الوزراء في الحكومة البريطانية خلف زعيمهم، وبعد أن رفض معظم نواب الحزب الدعوة إلى إجراء اقتراع سري على زعامة براون، بل إن الكثير من هؤلاء استداروا ضد الوزيرين السابقين وشنوا عليهما حملة تخوين ضد الحزب، وعلى الرغم من مرور العاصفة، فإن آثارها قد تكون كبيرة على حزب يستعد لخوض انتخابات عامة في الأسابيع القليلة المقبلة، بحظوظ هي أصلا متدنية.

وبعد أن انطفأت شعلة التمرد في اليوم نفسه، لم يبدُ بعد ساعات من طرح الوزيرين السابقين جيف هون وباتريسيا هيويت إجراء اقتراع سري على زعامة براون، تأييد واسع للفكرة كما أملا، وبدأت أصوات الأحزاب الأخرى ترتفع لدعوة رئيس الوزراء إلى تحديد تاريخ الانتخابات العامة قبل الموعد المرتقب في 6 مايو (أيار).

وقال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين الذي ترجح استطلاعات للرأي فوزه في الانتخابات المقبلة، إن ما حصل يظهر أن الحكومة منقسمة، وأن رئيس الوزراء في «أزمة كبيرة»، مجددا دعوته لتحديد يوم للانتخابات على الفور.

وانضم إليه أيضا نيك كليغ زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين بالدعوة لتحديد تاريخ للانتخابات على الفور، وقال إن الأزمة داخل حزب العمال أظهرت أن الحزب غير مؤهل ليكون في السلطة بعد الآن، ومن المفترض أن يدعو براون إلى الانتخابات في مهلة أقصاها بداية يونيو (حزيران)، إلا أن التاريخ المرجح حتى الآن هو 6 مايو (أيار) المقبل، ومن المتوقع أن تُنهي تلك الانتخابات فترة حكم 13 عاما قضاها حزب العمال في السلطة.

ولم يعلق براون على الدعوات لتحديد موعد للانتخابات أمس، غير أنه وصف محاولة هون وهيويت للإطاحة به، بأنها «عاصفة في فنجان»، وقال في تصريح أمس لراديو «بي بي سي»، هو الأول له حول الأزمة: «لقد كنت منشغلا بعقد اجتماعات، حول أفغانستان وحول آثار الاعتداء الإرهابي في أميركا وما حصل.. وبعد ذلك بصراحة، وطوال اليوم، كنت منشغلا، كما أنا هذا الصباح، بكيفية التعامل مع الأحداث الطارئة هنا، لذلك فقد أخذ الأمر القليل جدا من وقتي»، وتواجه بريطانيا موجة صقيع وعاصفة ثلجية هي الأقوى والأطول منذ 30 عاما، وتعمل الحكومة في الأيام الأخيرة على حل مسائل تتعلق بنقص مخزون الغاز وقضايا أخرى تتعلق بالعاصفة والمواطنين العالقين فيها. وعلى الرغم من أن أبرز الوزراء في حكومته قد أكدوا دعمهم له والاصطفاف حوله أول من أمس، فإن لهجة بعضهم لم تحمل الكثير من الحماس، كما أن وزير الخارجية ديفيد ميليباند، الأوفر حظا لتسلم زعامة الحزب بعد براون، تأخر 7 ساعات لإصدار بيان يدعم فيه زعيم الحزب، وقد دفعت تلك التأييدات الفاترة بالبعض إلى التكهن بأن بعض الوزراء قد لعبوا دورا في تلك المؤامرة، وهي الثانية من نوعها خلال 6 أشهر، غير أنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة.

وقد ذكر مراسل «بي بي سي» نيك روبرتسون، أن أحد المتورطين في المؤامرة أبلغه أن هون وهيويت اعتقدا أن 6 وزراء في حكومة براون سيتحركون ضد براون في الظروف المناسبة، وسمى الوزراء التالين: نائب رئيس الوزراء هارييت هارمن، ووزير الخارجية ديفيد ميليباند، ووزير العدل جاك سترو، ووزير التنمية الدولية دوغلاس ألكسندر، ووزير الدفاع بوب اينزوورث، ووزير اسكوتلندا جيم ميرفي، غير أن الوزراء جميعهم نفوا ذلك وأعلنوا تأييدهم لبراون. وبدأت أمس حملة تخوين شنها نواب من حزب العمال ضد الوزيرين السابقين «المتمردين»، ووُصف الثنائي بأنهما «خائنان وحاقدان». وعلى الرغم من أن هيويت كانت قد أكدت أنها تلقت رسائل مؤيدة للاقتراح الذي طرحته مع هون أول من أمس، وهو دعوة نواب حزب العمال إلى التصويت في اقتراع سري على زعامة براون، فإن مكتبها رفض نشر أي من الرسائل الداعمة التي تلقتها. وفي المقابل، نشر موقع يدعم حزب العمال تصريحات لنواب مؤيدين لبراون تتهم الوزيرين السابقين بأنهما قد خانا حزب العمال.

في الواقع، جاءت ضربة هون - هيويت لبراون في وقت كانت قد أظهرت استطلاعات للرأي أن حزب العمال يقلص الفارق مع حزب المحافظين، غير أن حادثة أمس قد تعيد توسيع الفارق؛ لأن الناخب البريطاني لا يصطف عادة خلف أحزاب منقسمة على نفسها.