الملعب للإداريين

مساعد العصيمي

TT

عبر كل طلة أختلسها على المنافسة السعودية، أجد نفسي أكثر اقتناعا بأنها عالية القيمة، قوية الحضور، ذات مردود مهاري جيد، تعبر عن تنافس رائع، قيمة العلاقات فيه بين اللاعبين المتنافسين مرتفعة، ورصيده الفني مثمر، هذا ما يذهب إلى ما يحدث داخل الملعب.. لكن ماذا عن خارجه؟ وتحديدا ما يخص الإداريين. هنا حق لي أن أناقض ما بدأت به، فهي معنية بالتلاسن والتخاصم، بل تتجاوز ذلك في أحيان كثيرة إلى دق الإسفين بين الأندية الكبيرة.

وحين أتساءل: لماذا هذا الغثاء الذي يضر بمنظومتها؟ تتقافز أمام عيني الأضواء، وحب الظهور، وعليه آمنت أن كثيرا من رؤساء الأندية، ومعهم بعض الشرفيين، هم من أنصار ذلك، وكأنهم حضروا لإشباع رغبة وملء فراغ، هم يرون فيه متسعا من الشهرة وعملا لا بد من حدوثه، فتجدهم يتقافزون أمام كل كاميرا وخلف كل برنامج حواري، يريدون إثراء الشارع الرياضي بالغث الممل، الذي بات عنوانا لمكرراتهم.

إنني هنا لست مصادرا حقا لمن يستحقه، لكن ما بال المدربين واللاعبين، وهم المعنيون بالعملية التنافسية مباشرة، أقل ظهورا وحظوة؟ هم لا يستطيعون فعل ذلك ما دام أن الإداريين والشرفيين يسابقونهم كي يستأثروا بالإعلام. ولا بأس، لكي يجعلوا لتصريحاتهم أصداء، أن يتجاوزوا، وينتقصوا ويحتقروا، ولا بأس إن شتموا، وكله في سبيل الحضور والأضواء، والعناوين المدوية.

هذا يحدث لدينا، وبعض عرب قريبين إلينا، وكأننا أردنا من هذه المنافسة، ذائعة الصيت، أن تكون عونا لنشر غثائنا الممل.

جانب آخر في الموضوع، فالنجومية لدينا من جراء ذلك باتت لهؤلاء صورهم تعلو وتصريحاتهم تردد، وباتت الجماهير تعرفهم أكثر من المعنيين مباشرة بالتنافس والركض. وعليه، فنحن نناقض، كإعلاميين، العمل الاحترافي التنافسي الحق، لأننا انشغلنا بالهوامش وتركنا الأساس، وكأن من بيننا من استملح ذلك وتكسب منه، وبات لا يعنيه إلا الإداري، وما يقول، وما سيفعل، ومن سيشتم.

هنا أشدد على أن تنظيم العمل الإعلامي الإداري يحتاج إلى تنسيق وتوعية، بحيث يعلم كل منتم إليه ماهية دوره وحدوده، وحتى عضو الشرف هو في الإطار نفسه. وقد نحسب أن الأندية المحلية تتجاوز في ذلك كثيرا، والسبب أن المنظومة لا تزال تعاني من الاختلال. والجهة الرسمية لم تستطع وضع حد لذلك عبر تنظيمات وقرارات وعقوبات، وقد تكون المجاملة السبب، أو أن المتكسبين باتوا أكثر حضورا وفاعلية!

[email protected]