مختبر السرديات.. يعيد مبدعي الإسكندرية إلى بؤرة الضوء

تحتضنه مكتبتها أسبوعيا

TT

تواصلا بين التيار الإبداعي النقدي «السكندري» والمبدعين والنقاد في جميع أنحاء مصر والوطن العربي، عقدت مكتبة الإسكندرية في مصر أول لقاءات مختبر السرديات، الثلاثاء الماضي، بمشاركة 31 مبدعا «سكندريا» من أجيال واتجاهات أدبية مختلفة، أعلنوا الأفكار الأساسية واتفقوا على آليات إدارة المختبر.

وعرض الأديب منير عتيبة، مدير المختبر، الأهداف الأساسية للمختبر وآلية العمل التي يراها مناسبة لإدارته، مشددا على أن أهم أهداف المختبر تتمثل في «تجميع شتات التجمعات السكندرية المهتمة بالسرد من ورش ومنتديات وندوات بقصور الثقافة وغيرها، لتلتقي معا، مما يصنع تيارا سرديا سكندريا لا ينفى خصوصية المبدع الفرد، أو التجمع المحدد، ولكنه يكون كقوس قزح الذي يجمع كل ألوان الطيف السردي معا. وإنشاء وتنظيم وتدعيم حركة نقدية فاعلة مرتكزة على الحركة الإبداعية، بحيث يخرج التيار السردي الإبداعي نقاده من بين أعضائه، فضلا عن التواصل مع أحدث الإبداعات العالمية في مجال السرد، وإنشاء وتنظيم وتدعيم حركة ترجمة لهذا التيار الإبداعي النقدي».

وخلال اللقاء، عقب عدد من المبدعين وقدموا عدة مقترحات وأفكار جديدة. ودعا أحدهم، وهو الأديب أحمد حميدة، إلى «ضرورة التزام المبدعين السكندريين بدعم المختبر بوجودهم وتفاعلهم مع فكرته بما يحقق لهم حضورا وإفادة من خصوصية ومكانة مكتبة الإسكندرية». كما طالبت الأديبة والفنانة التشكيلية سهير شكري بوضع «فكرة إحياء أعمال الأجيال السابقة في برنامج المختبر». ومن بعدها ذهبت الأديبة منى عارف، داعية إلى «ضرورة مد جسور التعاون بين المختبر والمراكز الثقافية الأجنبية في مدينة الإسكندرية». في حين نوه الدكتور عبد الباري خطاب بأهمية الاهتمام بالنقد ومدارسه. ثم تحدث الأديب سعيد سالم داعما فكرة المختبر الهادفة إلى العمل على «خلق تيار إبداعي ونقدي سكندري».

وتوالت الإسهامات، فركز الأديب حجاج أدول على أهمية انتهاج مبدأ الصراحة المطلقة في عرض الآراء ضمن النصوص الإبداعية التي ستطرح في المختبر دون مجاملات ودون الإساءة الشخصية، وقال إنه يشعر بمسؤولية جيله تجاه الأجيال الصاعدة، معلنا تحبيذه فكرة التعاون مع المراكز الثقافية الأجنبية، ومنوها بقيمة تكاتف الجميع ليكون المختبر «إضافة نوعية إلى الحركة الأدبية السكندرية وليس مجرد إضافة كمية».

ومن جهته، اعتبر الناقد شوقي بدر يوسف أن مجرد اسم مختبر السرديات «يشكل بداية لعمل منظم وعميق»، وأردف أنه «المختبر الثالث في العالم العربي بعد مختبر المغرب ومختبر الإسماعيلية»، ورأى أن إتاحة المكتبة يوما أسبوعيا لمثقفي مدينة الإسكندرية «فرصة ذهبية لا بد من دعمها للخروج بعمل مميز يليق بنا وبالمكتبة»، ومن ثم طرح بعض الأفكار التي يمكن أن توضع في برنامج المختبر كأن تصدر عن المختبر مجلة متخصصة في السرد.

وجاء دور الأديب الشاب حسام حسن محمد، فقال أمام اللقاء إنه يحلم بـ«روح جديدة تقضي على تهميش المثقف المصري وتفعل دوره وتدعم التواصل بين الأجيال». أما الأديب يحيى فضل سليم فأعرب عن تفاؤله باللقاء الأول للمختبر، وقال إنه «يبشر بنجاحه»، وأثنى على كثافة الحضور وتنوعه، وعلى خصوصية المكان وأهميته، كما عضد فكرة إنشاء مجلة للمختبر، مشددا على أهمية احتضان كل المثقفين السكندريين في المختبر، والعمل في الوقت نفسه على التفاعل مع من هم خارج الإسكندرية سواء في مصر أو الوطن العربي أو العالم الخارجي.

الأديبة منى سالم، من جانبها، رأت أيضا أن المختبر «بداية طيبة لتغيير هذه الفكرة في الأذهان، وكذلك لتلاقي الأجيال الإبداعية المختلفة». وأيدها الأديب مصطفى نصر، مضيفا أن المختبر سيكون «بداية لتفاعل حقيقي بين المبدع السكندري ومكتبة الإسكندرية»، كما أشار إلى أهمية استخدام مصطلح السرد «لقدرته على جمع أكثر من نوع أدبي». وفند الحملة التي يتبناها البعض والقائلة بموت القصة القصيرة قائلا إنها «زوبعة في فنجان»، حاثا على أن يفرز المختبر نقادا يقودون الحركة الإبداعية السكندرية. وأخيرا، جاء في إسهام الأديب الشربيني المهندس دعوته لأن يكون شعار المختبر «يحيا الاختلاف.. مع تقبل جميع الآراء بمودة وألفة أدبية وتواصل إبداعي وإنساني، وأهمية التسجيل والتوثيق للتجارب الإبداعية والنقدية السكندرية».