النمسا: وصية «جغرافية» تنتهي بغرامة ثقيلة

سلطات فيينا تعاقب ذوي المصور العالمي الراحل رالف وايت وأصدقاءه

TT

الأرجح أنه لم يخطر ببال روزالي لوبيز وأفراد أسرة خطيبها المصور الفوتوغرافي العالمي الشهير رالف وايت وأصدقائه، أن تنفيذهم وصيته بنشر جزء من رماد جثته من أعلى بقعة تصلها العجلة الطائرة التابعة لملاهي العاصمة النمساوية فيينا، قد يؤدي لمقاضاتهم وتعريضهم لدفع غرامة تفوق 20 ألف يورو. لكن هذا بالضبط ما يواجهونه قضائيا الآن.

فقد صرحت هيلغا بووك، الناطق الرسمي بهيئة المدافن والجنازات النمساوية التابعة لمعتمدية مدينة فيينا، صباح أمس، بأن ما أقدمت عليه مجموعة - لم تسمها بالاسم - من ذوي وايت وأصدقائه ممن أقدموا على نشر رماد من بقاياه، في الأول من يناير (كانون الثاني)، وهم على متن العجلة الطائرة التي تدور مسرعة وهي تلف من موقعها بوسط ملاهي فيينا - أو «البراتا» - يعد مخالفة جنائية يعاقب عليها القانون وفقا للمادة 43. وبالتالي، سيتعرض المتهمون للمحاكمة، وقد يصل مبلغ الغرامة التي سيدفعونها لبلدية المدينة إلى مبلغ يفوق 20 ألف يورو. والطريف أنها أضافت قولها «إن التحريات لتحديد الجناة لا تزال جارية وبتنسيق مع أكثر من جهة محلية ودولية»! مما يذكر أن لوبيز ورفاقها من ذوي وايت وأصدقائه، الذي توفي يوم 4 فبراير (شباط) 2009 عن 66 سنة، نشطوا بعد وفاته في نشر رماد جثته على أكثر من موقع من أشهر المواقع التي صورها المصور العالمي الراحل، الذي تفوق ضمن الفريق العامل بمجلة «ناشيونال جيوغرافيك» الأميركية العريقة، وكان من أول المصورين الفوتوغرافيين الذين صوروا ما اكتشف من بقايا السفينة «تيتانيك» الغارقة، كما ظل عضوا نشطا لمدة 30 سنة بالنادي العالمي للمغامرات والأسفار.

ووفقا للوبيز، سبق لوايت - قبل وفاته طبعا - أن رد على سؤال عما يرغب أن يكتب على شاهد قبره بقوله «وايت ليس هنا. إنه في أكثر من موقع». وقالت إنها ورفاقها وزعوا حقا رماد جثته على 150 صرة صغيرة، ومن ثم، تقاسموا مهام نثرها من مواقع متعددة، منها حتى الآن فوهة بركان في رواندا و«سور الصين العظيم» ومرتفع ثلجي في أيسلندا وإحدى صحارى أستراليا وجزيرة زنغبار وبحيرة تانا منبع النيل الأزرق في إثيوبيا وقمة مون بلان الشاهقة بجبال الألب الفرنسية وبحيرة بايكال في سيبيريا بروسيا.